** عندما تتحدث الذاكرة ..**

[سالم السيفي]

قدراً يسيرني ..فياله من قدر !
البارحة كانوا هنا..كـــ اشتعالات النجوم .
وهمساتِ المطرِ ..
وكانوا هنا ..يبتلون وريقات صمتهم ..
ورقةً تلو ورقةً ..تلو أخرى ..
وكانوا هنا ..والمعوذات شواهدا..
كانوا يقرؤون طلاسمَ العذاب .
ويتلون..تمائم المغفرة ..

كانوا هنا ..قبل أن نكون ..وقبل أن يكونوا ..
وقبل أن ترفع السماء خمارها ..
وتستدير الأرض..
كانوا هنا ..كالحفاتِ ..وكانوا كالفراديس ..
لا..جوعٌ ولا جراحٌ ..ولا طقطقة..

أيها المتبرمون من شقائي ..
أيها النازحون إلى .رفاتي
كنتُ هنا معهم ..حينما كانوا ..
وكنت هناك..
أطلق الصرخات.. وفي جوفي ..
سراديب الأمل . وملذاتِ الحياة
وكانوا هنا ..كأوراقِ الخريف ِ تارةً ..وكانوا شجيراتٍ
قبل أن يأفل الربيع .

قدراً ..كان ..وأي قدر.
ونحنُ نقبرُ أحلامنا حتى السماء السابعة
نفتشُ عن لغة كضوء الشمسِ ..
ونفتشُ ..عن من يقرأ جسدنا قبل أن يتثاءب القمر..
الأنثى \..جريمة .. التفاحةُ \جريمة ..والصمت \جريمة
والراحلون هم الراحلون ..
قد كانوا هنا .. قبل أن تستبينا الدروب .
وقبل أن نكون نطفا أخرى ..
ممزوقون كالعَرقِ ومهمشون كالمعصية .

كان قدرا وأي قدر ؟!
والذاهبون لم يعودوا ..لتفتح ..المدينة ..ذراعيها .
وينتحر الصمت.
سالم