مُتناقضات..!!

[عتيق الجهني]

:

يقول الشاعر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى...ما الحب الا للحبيب الأول..
وقال شاعرٌ أخر:
دع حب أول من كلفت بحبه.....ما الحب الا للحبيب الآخر
ما قد تولى لا ارجاع لطيبه......هل غائب اللذات مثل الحاضر؟؟
طالما تأملت هذة المتناقضات والتضارب في الآراء بهذة الأبيات الشعريه وطالما فكرت بها وتساءلت هل صحيح أن الحب الأول ...هو الحب الأخير,أم أن الحب الأخير هو الأول...بالتأكيد كلاهما غير صحيح..! " رؤية خاصــة "دائما من أول قصه حب يعيشها الانسان يعتقد أن هذا الحب الأبدي,الحب الخالد,وذلك لأنه يشعر وقتها بأهميته/ بقيمه/ ونضوجه...وبروعه احساس الاشتياق/العطاء/ التنازل والغيرة...و....و...و وأيضا لأنه يكون يجهل تماما أن هذا الحب ليس الا عرضاً موقتاً وشعورا غير استيعابي إنبهار بعالم جديد..غريب..جذاب..!ويجهل أيضا بأن هناك ألف حبٍ ينتظره ..أو بالأصح ألف تجربة,قد يسميها في وقتٍ ما حبا وبعد انقضائها يدرك بأنها لم تكن سوى مجرد تجربه لها ذكرياتها الجميله الطفولية العفوية...فكثير من الناس أحبوا ...وعندما فقدوا ذلك الحب اعتقدوا انها نهايه الكون وبأن القلب الذي يملكونه مات ولم يعد قادرا على الحب والعطاء ولكنهم أحبوا بعدها وضحكوا على مافات وقالوا:لم يكن حبا !! وهكذا..فماذا يعني ذلك شي يحير..!!؟لا أدري ولكني أعتقد بأن الحب أحيانا ,لا يكون حُباً....!فالحب الذي يموت لم يكن في يوم من الأيام حباً والحب الذي يـُنسى ..لم يكن حبا ليذكر...!فـ الحب الحقيقي هو الذي لا نستطيع أن نتنفس إلاّ به لانستطيع أن نرى إلاّ من خلاله لا نستطيع أن نحيا إلا معه وهذا الحب من وجهة نظري المتواضعة أعتقد أنه لايخضع لمسطرة أو آلة حاسبة, لأن الحب بـ اختصار لا يُعدد ولا يُرقم فليس هناك حبٌ أول....ثاني ثالث حب أخير( أيضاً رؤية خاصة ) فـ لكل انسان حب واحد ...حب واحد فقط وما دونه ليس حُباً ....إنما هي تجارب يجتمع بهاالإرتياح/الإحتياج/التعود...الانسجام فيختلط علينا الأمر....ونسميه حباً ولكنه حب عقيم ...حب كاذب..!إنما الحب الحقيقي هو الحب الأول والأخير ...هو " العناد المقنع " .." الاقتناع العنيد "" الحضور الغائب " " الغياب الحاضر " " القوةالضعيفه " " الضعف القوي "هو الحب الذي يجعلنا نحب الذي أمامنا لعيوبه أكثر من أن نحبه لمزاياه ....هو الحب الذي لا قبله ولا بعده أبداً الحب الذي وإن ذهب من نحبه يبقى داخلنا ...ولا نرضى له بديلاً حتى وإن كان البقاء الوحيد له هو " العذاب " ...
فالحب الحقيقي هو :-
المستقبل الذي فات والماضي الآتي لأن المستقبل مبني على الماضي
وماضي الحب دائما ..دائما يتجدد



.