إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


أنقذونا من هذا الشعر (1) - (2)

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10/05/2008, 02:05 PM
الصورة الرمزية سليمان منذر الأسعد
سليمان منذر الأسعد سليمان منذر الأسعد غير متواجد حالياً
شَاعر / سَادن البَوح
 


سليمان منذر الأسعد is on a distinguished road
افتراضي أنقذونا من هذا الشعر (1) - (2)

يا نقاد العالم..
أنقذونا من هذا الشعر


مقالة ساخرة
(المجلة) – (كاركتر) آذار/مارس 2008م

استعنت بأستاذنا الحطيئة لمساعدتي في دراسة الواقع الشعري في بلادنا العربية لأعرف الأسباب التي صرفت أمةً ديوانُها الشعر عن قراءة إنتاجها الشعري الهائل.
فوافاني بدراسة مستفيضة هذا موجزها:
((باستثناء نفر قليل من الشعراء الحقيقيين، تعج ساحتكم الشعرية بأسماء ينظر إلى أصحابها على أنهم نجوم ورموز مهمة، وهم في أحسن الأحوال شمعات تومض وتخبو كلما لفحتها رياح النقد والتمحيص! بالإضافة إلى أنصاف موهوبين وأرباع مثقفين يمضغون الكلمات بتقزز ويجترونها بقرف، كأن واحدهم نسي في فمه شطيرة تبن!
وقد رأيتُ - والكلام للحطيئة- أن مِن هؤلاء مَن لا يزال يعيش في العصر العباسي، ويكتب شعره بطريقة البحتري وأبي تمام، ويقسم شعره حسب التصنيف الكلاسيكي بين غزل بارد وتقليدي وحماسة مفتعلة وفخر دعيٍّ. ومنهم من يكرر المفردات العصرية الرقيقة دون أن تحمل دلالات عميقة أو صوراً جميلة.
ومنهم فريق منحل يدعي العصرنة والتطور، حاول أن "يدحرج الشعر إلى الشارع" على حد تعبيرهم، فدهسته سيارة رعناء وأصبح يعاني من المسّ والتخبّط، وشرع يكتب عبارات باردة وسطحية من "الحياة اليومية".
ومن شعرائكم من تتلخص سيرته في أنه كان شاباً يافعاً في المتوسطة، أقنعه زملاؤه أنه شاعر من طراز فريد، فكان حين تدهمه نوبات البلاغة يكتب نصاً يشبه موضوع تعبير في وصف عصفور سقط عن شجرة، وقد يحلو له أن يركب موجة "القضية الفلسطينية" وينسف أدمغتكم بحماسيات فارغة، وربما يجرّب الكتابة عن الحب، فيحاول أن يستخدم قاموس نزار قباني دون أن يملك حذاقته، وتكون النتيجة نصاً يشبه الشعر لولا برودة الصور وسطحية المعنى. والفرق بينه وبين الشعر القديم أنه لا يقف على الأطلال ولا يبدأ بالنسيب.
ومن شعرائكم من يترنح بين القاع والهاوية، فهو من أدعياء التحرر من قيود وهمية يشعر أنها تكبّل حريته الشخصية وتعوق موهبته، وقد تغريه "موضة" اليسار (المنقرضة) وشعارات العمال والفلاحين فيصعقنا بهتافات ضد الإمبريالية وسيطرة البورجوازيين على وسائل الإنتاج!!. وربما يعشق امرأة تتجاهله، فتصيبه "عقدة الشعور بالاضظهاد" ثم يتهم عشيقته بالعمالة للاستعمار الذي يخطط لتدمير حياته الشخصية!.
وقد انتهى إلى علمي أن أعضاء مجمع اللغة العربية في دمشق الذين اعتادوا أن يناموا في الاجتماعات، استفاقوا من غفوتهم ليشاركوا في النحيب على الفقيد الغالي: الشعر، وصياغة بيان شجب لم يقرأه سوى زملائهم في مجمع اللغة العربية في القاهرة.
ولو كنت أعيش بينكم - يا بنيّ - لأصبحت إرهابياً متخصصاً في تفجير هذه الأدمغة الفارغة!!)).
انتهى كلام الحطيئة أصلحه الله، ,وإليكم بعض الأمثلة:
مستشعرة "قد الدنيا" تكتب في مجلة أسبوعية واسعة الانتشار، ولا تفتأ تكرّر المفردات نفسها في كل مرة مع تغيير مواقعها في الجملة حسب ما يمليه ذوقها الرفيع!. وفي آخر نص قرأته لها، أنشدت -أطال الله عمر قريحتها-: (أنت حبي وعذابي ونعيمي وجحيمي وابتسامي ودموعي...) إلى آخر هذه الكلمات الجوفاء التي تشبه ما تكتبه مراهقة هاوية في دفتر يومياتها لتزجية الوقت وشغل النفس في أوقات الفراغ!.
كاتب آخر، يحلو له بين الفينة والأخرى أن يستعرض مواهبه الشعرية، فيكتب نصوصاً "مثلّجة" خنقتها الأخطاء الإملائية إلى درجة أن برنامج (الوورد) توقف عن تلطيخها بالأحمر واكتفى بتلوين المفردات الصحيحة فقط! وهذا نص تركته بـ "عفشه" آملاً ألا يتدخل زميلنا المصحح في تقويم أخطائه:
((انتظر طيفك في .......خيالي/ ارسمك نجمة تضيء ظلمة اوهامي/ اكتبك قصيدة على صفحة قلبي الخالي/ اشمك نسمة تنعش ضمأ اوصالي/ تتلئلأ الروح ...فتطفيها وقائع واسرار))..
أرسلت هذا النص/المعجزة إلى أستاذنا الحطيئة، فأرسل إلي تعزية حارّة مشفوعة برسالة إلى الشاعر (أرسلتها إليه بالفعل):
((هل تصرّ على كتابة هذا الهذر اليومي بهذه الصفاقة دون أن يوقفك عابر ما ليقول: إنك تقول كلاما تافها؟ ألم تصادف شيخاً حكيماً يوقف اندفاعك المتهوّر نحو "تسطيح" اللغة؟
أولا: أخطاؤك اللغوية والنحوية والإملائية توحي (بل تصرخ في وجهك) أن لغتك العربية موغلة في بشاعتها إلى درجة أن سيبيويه بدأ يشعر بأن جهده المضني في التنظير النحوي ضاع هباء، وهو يفكر في الانتحار الآن.
ثانياً: صورك الشعرية (عفوك أيها الشعر) هي إما مكررة أو باردة أو غامضة (غموض الجهل لا غموض العمق).
ثالثاً: موهبتك محدودة أو أنك موهوب حقاً لكنك توقفت عند الشعر الأموي منذ الصف الأول المتوسط وربما قرأت بعض الأندلسيات وقليلاً من روايات (عبير)، لكنك لم تعلم أن هناك شعراً آخر قد كتب بعد ذلك!. أما والأمر كذلك، يراودني إحساس - وأنا شاعر جاهلي مخضرم- أني أكثر حداثة منك!.
رابعاً: أرجو يا بنيّ أن تبحث عن وسيلة أخرى للتكسّب، لأن أي خليفة مهما بلغت حماقته لن يصلك حتى بحفنة دراهم، وقد ينفيك عن مجلسه مدى الحياة)).
 
توقيع :  سليمان منذر الأسعد

 (( فإنّ الموتَ يعشقُ فجأةً مثلِي ....
وإنّ الموتَ مثلِي لا يُحبّ الانتظَار / محمود درويش ))

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها