إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


الحياة القسرية لمحمد

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22/12/2008, 05:38 AM
ماريا العمير ماريا العمير غير متواجد حالياً
إملائيـة
 


ماريا العمير is on a distinguished road
افتراضي الحياة القسرية لمحمد




عندما يضحكُ محمّد يتوقفُ كلُّ شيء ، نقفُ مشدوهين أمام قهقهاته التي عادة ما يرفقها بشتائم وغضب شابٍ مراهق ..
مُحمّد صغير ، يضحكُ كثيراً .. يصيحُ متأوِّهاً بقصائد البرعي والحلاج ..
يجعلُ الجميع يقفون ليزدردوا ريقهم ويشاهدوه .. أو ليطالبوه بالصمت ..
يعيشُ في عالمٍ وحيد مُختلط .. يقفُ فجأة ليصرخ في وجهي " تريدين أخذَ جميلاتي مني ؟ لن آخذَ الدواء " ..
تذيبُ لهُ والدتهُ الدواء في العصير .. وهو الذي ذاب عقله يمشي مشدوهاً في خياله يعبرُ البيت ذهاباً وإياباً طلوعاً ونزولاً ..
كان صغيراً لكنّهُ كبر فجأة ، نبتت لحيته الكثة كشابٍ في العشرين ،
يصرخُ مبتهلاً وطالباً الغوثَ من الله .. عندما كان صغيراً كان جميلَ الوجه مُسمسم الملامح ، لم يبق على حاله إلى الآن ..
كنا دائماً ننساه ليس أنا فقط حتى والديّ جُنّت أمي عندما أضعناه مرّة ولم نشعر بذلك إلاّ بعد ساعة ..
كانت تبكي وتردد " دائماً ننساه " هو بالذات منذُ ولدَ كان مختلفاً ،
حياتُنا تنطبعُ بنا منذُ الولادة .. وتسيرُ معنا إلى الشباب ..
ربما في هذا الوقت نقدرُ على جرفها إلى مسارنا ..
في ذهابه أحبه وإذا جاء لا احتملُ بقاءه.. لا أستوعبُ وجوده في حياتنا إذ أفكّر فيهِ ليلاً أبكي
أُحاول تجديد الحياة معه ودفعه ليعيش أكثر ليُزيح خياله ليرمي بالخزعبلات والناس الكثر المتجمهرين
في عقله ويتحكمون به .. لكني أرتعبُ منهُ و أودّهُ في نفس الوقت ..
مُحمّد صادق .. لا يلتفتُ إلى أحد. عفويٌّ إلى درجة السذاجة لا يعلمُ أنّ الحياة ليست لأمثاله أبداً
يمتزجُ بدمه القهرُ والغضب والتطنيش ..
حتى العدل عندما أرى محمّد أجدهُ مسألةً نسبيةً لا أفهمها ، أحتاجُ إلى إيمانٍ أقوى من إيماني هذا ..
أمتعض يغوصُ جسدي بشكلٍ حلزوني وأعجزُ عن الأمل ..
ترتدُّ إليّ كلُّ الشجاعة والقوة كغصة لا تخرج ..
في بعضِ الأيام أظنُّه رجلٌ انهزامي سمح للحياة أن تعتدي على عقله .. وفي أحيانٍ أُخرى أجدهُ بلا حيلة ..
تُربكني نهايته ،.. هو في بيتٍ تعيس ، لا يوجدُ فارقٌ بينه الآن وبينهُ في المستقبل ..
سيكبرُ كرشهُ ربما .. ويزدادُ هدوءُه والهم الذي يحمله
..
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها