إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


اللهم بلغنا الأغراض ..!

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03/09/2010, 12:30 AM
الصورة الرمزية زياد محمد
زياد محمد زياد محمد غير متواجد حالياً
إكسير الحياة
 



زياد محمد has a spectacular aura aboutزياد محمد has a spectacular aura about
Cool اللهم بلغنا الأغراض ..!


( مدخل ) .. في هذه الأيام اشتعل فتيل الإيمان في صدورنا , فأنار لنا الطريق الصحيح , فبدأنا نُسابق النفس على الطاعات و نُجالدها على الأخذ بالحسنات ... و هذا هو الإيمان . قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . و لكننا مع الأسف الشديد في غفلة تقلبنا نزغات شيطان , و تصرفنا وساوس إنسان . و إلا لو وقفنا مع النفس وقفة جادة , و حاسبناها حساب عسير ... لما بلغ فينا الحال من الضعف . ليس ضعف الأبدان , فأبداننا سبحان من أنشأها , و إنما هو ضعف إيمان .. فالله المستعان ..! ( مخرج )

اللهم بلغنا الأغراض ..!

قبل أيام داهمني التطفل مداهمة لا أظن يُداهمني مثلها إلا الموت - أمد الله بعمري و أعماركم على عمل صالح - , عندما مررت بأحد الأسواق المركزيّة .. فقلت في نفسي : لِمَ لا تقف يا زياد و تتأمل في خلق الله , و تُبصر حرص الناس على دُنياهم و أنت أولهم ... نزلت من السيارة , ثم دخلت هذا السوق العظيم , و وقفتً جانباً و بدأت مكائن التأمل تعمل ... بالصدفة سقط النظر على الأرض , و إذا بورقة خُط عليها عمود من المأكولات و عمود من المشروبات و آخر من المعجنات ... لا يتخيّل أحدكم لو أوقفت هذه الورقة تحت بناية قوامها تسعة أدوار لرفعتها , من ما خط عليها . كيف بها ستكون في جوف أمرء بسيط لا يعلم هل يبلغ الرابع من رمضان أم لا .! و إذا بنهايتها كتب بالحرف الواحد : اللهم بلغنا الأغراض .! إبتسمت إبتسامة أخفت ملامح وجهي . و مررتُ الموقف و كأن شيئاً لم يكن ... لحظتها أيقنت بأن هذا البيت يحرص على دنياه أشد من حرصه على آخرته - و الله - كم أتمنى أن أرى الواحد من أفراد هذا البيت هل هو بشر مثلنا يأكل ما نأكل , و هل أبواب منزلهم كما هي أبواب منازلنا , و هل مضاجعهم كما هي مضاجعنا... و كثير . ولكن لا أقول إلا : سبحان من أوجدهم من العدم ..!

ما مر رجل أو امرأة , إلا و بيده و رقة و قلم يشطب هذا و يكتب هذه ... يمترون المكان بخطاهم طولاً و عرضاً . و يأخذون بجنون أشياء غريبة و عجيبة . و إني على قناعة بأن من صنعها و أوجدها , لم يلهث خلفها كما هو جنون هؤلاء الأحبه .! أمّا عن العربات فالله الله .. مِن ما رأيت من عربات صفت كما هي الصفوف العسكريّة . أتساءل في نفسي : و هل الموت فجأة .! كيف بهذه العربات تصب في بطن إنسان بريء . و إنسان لم يخلق ليأكل و يشرب و إنما خلق ليعبد و يشكر ... كيف بهؤلاء يتأففون عندما يقف فقير أمامهم بعد الصلاة , و يتوسل إليهم فيعرض لهم حاله و يشكو لهم مصابه . فينهضون من مواقع سجودهم بكبرياء .! لا يمدون مالاً يسير لهذا الفقير و إنما يمدون ألسنتهم فينتقدون وقوفه و شكواه . و يعرجون على مؤسسات المجتمع لماذا لم تُصرّف هؤلاء الفقراء من هذه المناظر ... و مناظرهم هذه في حرصهم على دنياهم و صفوف عرباتهم أشد و ألعن بنظري ..! ألا يحق النظر فيهم . أين مداخل عرباتهم و أين مخارجها ... سبحان الله .!

الله أكبر .. لقد لفح ذاكرتي و أنا جوار هذه الأمة قول عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في العشر الأواخر من رمضان : أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره ... و هؤلاء يشدوا بطونهم , و كأنهم مقبلون على صحراء قاحلة , موعودون فيها بعذاب أليم و جوع عظيم , و ليسوا على مشارف رمضان كريم فيه نزل القران و فيه الأجر العظيم ... على ما رأيت ما ظننت بأن هُناك ليل حي بطاعة الله و ذكره و الله أعلم , و إنما رأيت أمة تظن بأن ضارب الموت لا يكون إلا على ضعاف الأبدان و ليس على ضعاف الإيمان ..!

يا كِرام :
لا يكون حالنا كما هو حال الأمةُ السالفةُ , و إنما يكون حالنا كما هو حال رسول الله في رمضان و غيره ... هذا هو المبتغى و المنشود . و إلا هؤلاء فندعوا لنا و لهم بحسن الختام ...


في حفظ الرحمن ..


* كتبته في رمضان الماضي .
 
توقيع :  زياد محمد

 

بين أحضان الأمل ..!
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها