المجتمع السوي لا تحيله تناقضات الضد باتجاه النفي.

[رداد السلامي]

جميل أن تحيا على أمل ..
وأن تتفائل رغم كل هذا الواقع الماثل أمامك بلامحه ، أن تعيد إنتاح قدرتك على الحياة وفق ما يكون إنسانيا ، لا مؤدلجا ، بل متساميا عن أي حيف عن احترام الانسان اي انسان .
أحيانا نصارع ما يريد البعض تثبيته في وعينا أو لاوعينا من قيم النبذ ، والاحتقار ، لأي انسان نقاوم ذلك بشده ونحاول ان نبقي على قيد التآالف والتشارك الذي يتسامى فوق كل قيمة لا تحترم الانسان اي انسان.
تبستم قلوبنا حين تدرك أن ثمة ما يراد جعله حقيقي ، وخلل يريد أن يقول البعض أن ذاتي والذات خلقت على نقيضين"فألهمها فجورها وتقواها " ، ولا خلل فمجتمع على نحو مختل يصيغ أفراده على نحو نابذ هو الخلل ، إذ ان المجتمع السوي هو الذي لا يمكن أن تحيله تناقضات الضد باتجاه النفي ومصادرة اي انسان مهما اختلف عنا أو اختلفنا عنه ، ولا خلاف ضار ، سوى ذلك الذي يحاصر الانسان في ضروريات حياته وفي حقه في حياة تليق بأي انسان ، ولذلك نحن نحتاج الى قيم رفيعة ورفعتها ليست بالمعنى المثالي بل رفيعة في تعاملها مع الواقع الانساني ، إذ لا يوجد من وهو صائب على الدوام أو ومن هو مخطيء على الدوام ، فمن المحال دوام الحال ، ولكن لابد أن يكون هناك إجماع عام على أن الانسان هو الانسان بتناقضاته ، وأنك مادمت إنسان لا بد ان تخطيء ، ويجب أن يتعلم الانسان من أخطاءه ، ولا يجب أن يجبر على مواقعتها مرة أخرى من خلال رسم سيناريوهات ذلك ، وتكثيف الظروف أو الدفع نحو ذلك ، لأن ذلك فعل هو جرم من يتعمد ذلك ، فما دمت إنسان ستظل إنسان لست كريما على احد ولست أكرم من احد ، هذا انت بكل ما وجدت عليه ، صحيح أن المثل مهمة في جعلك ترتقي الى حيث يمكن أن تصبح إنسان ا كاملا ، لكنك لن تكتمل ولن تكون على قيد الكمال ، فالكمال صيغة يتآزر الكل في إنتاجها ، إذ ان الفرد الكامل لا وجود له بين صفوف الناس ، ولكن الكمال في قدر مشترك من جهودهم جميعا ، نحنتاج الى ثقافة إنسانية وإن تباينت لكنها إنسانية تراعي التباين وتأخذ منه ما ينفع الناس ويمكث في الارض.