الحرفُ بكِ

[أحمد العراقي]

لو كنتُ معكِ الان
لتعطرت أنفاسنا بالبنفسج وشهقنا معا ضباب المسافة
لو أنتِ معي
لتركتُ الارض تدور بنا دورتها الجديدة
وهي تغزل أحلامنا المؤجلة
لِمَ لمْ أكن أنا
كم تأملتُ وجهكِ طويلاً وهو يرسم ملامحي القمحية
ويدلني عليٌ
رغم أن النخل استطال
وبات يظلل قامتكِ
ماذا بيدي أيضا؟
اه أيتها اللحظات المقتولة على مذبح الوقت
أجمع الان شتاتي
أتذكر أنكِ تركتِ نظرةً طويلةً يومها
لم استطع بيان خطوط خوفكِ من زمن يباغتني بهذيان يطول
اه لو أني كنتُ أنا من أمسك باللحظة تلك
سأفتح نوافذي
حروفي الموشاة بحنين خفي كم وددت لو أنها كانت لكِ
وكم وددت لو كنتِ أول من يقرأ سطوري
لماذا تتصاعد دقات نبض ريح تلاطفنا؟
لماذا يباغتني الحرف بكِ؟
لماذا لا تتخذ عيناكِ شكلا دائريا.. ففي مساحتيهما الضئيلتين
تتجسد عوالم النرجس، والسفائن
أنا وحدي أتنفس عطر المسافة، واشتاق كثيرا لعبق أيام لا تعود
لأنها لم تبدأ
أقول هنيئا لانكِ لست معي الان
ماذا لو كنت معي...؟