إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


دراسة نقدية لديوان مجازفات حبر الهمس

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10/10/2009, 02:32 AM
علي الصيرفي علي الصيرفي غير متواجد حالياً
ناقد سوري
 


علي الصيرفي is on a distinguished road
افتراضي دراسة نقدية لديوان مجازفات حبر الهمس


"مجازفات حبر الهمس "
انطلاقة الشعرية بقوة الأحلام
والخيالات الجامحة وتحولها إلى أشرعة للإبحار
الشاعر علي الجراش
بقلم الناقد :علي الصيرفي


إنه الشعر يقتحم الصفوف، ويدخل كل الأمكنة التي تنحني لملكوته، وتطرب لكلماته يتربع فوق المساحات النابضة بالحب والحزن والفرح ، يهمس في القلوب والأنفس عن إرهاصات تجتاح العقول، وتتدثر بالأفكار والأفئدة المترعة بالهم، و بالقوة والأحزان ، ويجرف أكوام القلق لتنهض كلمات، تنبعث من متنها القصيدة فارضة رؤيتها ،عبر النوافذ المفتوحة على الإنسانية والمعرفة فتنهض النفوس وتتعالى القامات، لتصبح تلك التساؤلات حقائق مبررة بالإمكان طرحها، والتمسك بها، وهذا الموئل من الشعر استنهضه الأديب الشاعر علي محمد الجراش بديوانه القصيدة (مجازفات حبر الهمس) حيث التناغم بين الروح، وهمس الحلم، وقوة الواقع، وامتداد الرؤية ، وانتشاء النفوس بخمرة الإبداع فتأتي الكلمات مضمّخة بروح الأرض وعبق المطر وقوة البرق تاركة فك الأسرار لمن يحسن الإبحار على أشرعة القصيدة وإتقان توجيه البوصلة :
هرب المكان ُ....
ولم يعد للوقت معنى ً
في لغات العاشقين
وأشاح كابوس النوى بظلاله
فوق المعارج والمفاوز كلها
وعلى قناديل التماهي
في امتدادات السنين
وا حسرتي هذي الثمالات
التي قدستا كاد السراب يلفها
لتغيب.......( ص10 )
لا أستطيع الجزم لماذا يهرب المكان ويفقد الزمن معناه، في ربوع متقاطعة بالأشياء الغريبة، والتي تنفر منها الأحلام لتتجمع في باحاتها الكوابيس والأشباح هل هي قوة الحلم أم تهالك الوقائع فوق صحارى امتدت رمالها الحارقة في كل الحلوق والحناجر فاقدة تلك القدسية التي اكتسبتها عبر مرور السنين، ترى هل هذه الأرقام لأجناد يزعقون جزعاً من هبوب الريح وإقلاع السفن المبحرة بقوة المد وتحليق النوارس، فالعمق الدافع يتعانق مع الورد وزهر الياسمين برغم القهر وقسوة اللحظات البائسة وتخريب المتبقي من تلك المصادفة الغبية التي حرقت جسور العناق والتلاقي، لكن الحسم يخرج بقوة المارد ونهوض طائر الفينيق، فالنفوس الطامحة لا تقبل الهزيمة، والقلب يتسلق قمم الغمام ،فالحياة المنشودة بادية أمام عيون الشاعر وكائنه، فهي جنة لبوسها من سندس، وأنهارها كوثر، وسدرتها ظلال من نخيل :
ما للخرائط أترعت مدناً
حقيقتها رمال
للآت تنذر عشقها شاة
وبعضاً من جمال
فتشت كل الملاحم لم أجد
شيئاً سوى قيل وقال
وبعنعنات لا تضر ولا تفيد
تزيد عصفي بالسؤال... (ص13)

ولا ينسى الشاعر تلك الهزائم التي حرقت مهج الكائن الشعري لديه ،فهذا الرشيد الشديد الرمز المتربع فوق عرش العراق المدمى بالجراح ،وتلك الرموز التي تدل على الفساد وتتدلى من عقالها روائح الخيانة والاختراق فالكبائر تمارس واليأس ينمو، كما تنمو الطحالب، وقلوب هؤلاء العرب، يملؤها الفجور والفسوق ،حيث تضمحل التقوى وتنحسر مقدمات العقل والفكر ،لأن الركن الفسيح للجواري والمجون ،وهذا الطاووس الأخرق ينفش ريشه كزعيم للجهالة بأساليب القتال ،لقد ظهرت حيوانية هذا المتكبر، لأن البغال خلقت لتكون بغالاً ،وهي تريد وبحزم أن تبقى بغالاً .

لكأنه الطاووس ،ينفش ريشه
بطلاً
تباهى بالجهالة في أساليب القتال
وجياده
ضاعت على طرق الجهات
فشرقت غرباً ووجهتها الشمال
والآن تزعم أنها
بالأصل قد خلقت بغالاً كلها
وتريد أن تبقى بغالْ (ص15)
وتضطرم الهموم في نفس الشاعر مشعلة جذوة القهر وفاتحة بوابات الصراع فالشطوط التي تأوي إليها نفسه تلتهب بالحرائق مشتعلة تحرق ثمالات عاشها الأديب عندها، وكأن يداً مجرمة تعيث فساداً في وطنه، فلا الطقوس السرية باتت نافعة ولا السحر الأسود صار مجدياً، إنها الهزيمة الكاملة التي يعيشها كائنه الشعري في هذه المتاهة العالمية .
فبأي آلاء القصيدة نحتمي
والوقت ...قيل
الوقت سيف قاطع
ينهال طعناً للشموس
ولم يدع نجماً مضيئاً
في السما
من أنجمي
يغتال في تلك الصباحات الضحى ( ص41)
يعيش الشاعر ليلاً بهيماً يتقاذفه بظلمته القاتلة، فيقف متحدياً وفي يده كأس القوة يريد ارتشافها ،ليتصدى وليعلن ثورته ونهوضه ، فالانكشافات الرائعة تتوالى على الشاعر تفيض عليه من نورها ما يملأ قلبه ويحصن عقله، فكل الحصارات التي تشتد حوله ستنحسر وستبقى ضياءات القادم تنير عتم الحصار، و يعلم بداية الهم ويعرف انتهاء الأشياء ،يتلمس عشق الحياة بحريتها ،ويرفض هذا التقزم أمام الظلام ،فالنار المشتعلة لاتهادن في اشتعالها أكوام الحطب، وتتكلم لغة الإبادة والافتراس ،كما أن احتراق الأشواق عند الشاعر إنما هي مهج ملتاعة تتلظى بجمر يحولها إلى رماد لكن صبح القادم على الدوام يحمل في أركانه المستقبل والأمل .
لنار لا تحابي في لظاها وإيماني بإ لا ها ضلال
تزف الليل في أعراس صبح له المجدان غيم واخضلال
لأن الصبح باق في وريد تسمر بالذهول ولا يزال
هكذا أراد الشاعر علي محمد الجراش أن يميز بين ماهو قائم وبين ما يريد ، فأوقد النار التي احمر جمرها ،ونفخ فيها من عذاباته لجة عاصفة في قلب شطآن تاهت عنها سفن الراحلين عنها ،فكان البوح همساً لحبر أراده درعاً ، يحتمي خلفه الشعر وتبنى عليه القصيدة ، فالنسمات الحالمة ،حملها في خياله المسافر نحو البعيد لكن رائحة الوطن، وأمسيات الروابي لم تفارقه حتى تلك الكلمات العائدة مع الصدى، أضرمت في قلبه منارات التجلي، التي تختزن الماضي وتقرب المسافات ،فالصمت في تلك الجبال لغة يفتن بها الوادي الرحيب، فتحمل شلالات الزمن لغة الوصل بوحاً، تضج به أركان الوادي الحبيب ، لقد قدم الأديب علي الجراش مجموعة شعرية خلقت في كلماتها إنساناً يعرف الماضي وينتقد الحاضر ليسعى نحو مستقبل مضيء .
 

التعديل الأخير تم بواسطة ابتسام آل سليمان ; 28/01/2010 الساعة 06:56 PM.
رد مع اقتباس
قديم 10/10/2009, 12:52 PM   #2
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

يال الجمال هنا :
ما للخرائط أترعت مدناً
حقيقتها رمال
للآت تنذر عشقها شاة
وبعضاً من جمال
فتشت كل الملاحم لم أجد
شيئاً سوى قيل وقال
وبعنعنات لا تضر ولا تفيد
تزيد عصفي بالسؤال...

وهنا كذلك :
لنار لا تحابي في لظاها وإيماني بإ لا ها ضلال
تزف الليل في أعراس صبح له المجدان غيم واخضلال
لأن الصبح باق في وريد تسمر بالذهول ولا يزال
وكما أسلفتَ أستاذي :
لقد قدم الأديب علي الجراش مجموعة شعرية خلقت في كلماتها إنساناً يعرف الماضي وينتقد الحاضر ليسعى نحو مستقبل مضيء .
وبإذن ربي نقتني هذي المجموعة الباذخة بسحر الحس و الحرف
أستاذنا علي:
لقد بت أنتظر الجديد من قراءاتك النقدية التي تحمل في طياتها إبداع الحرف و حرف الإبداع وفي كل رائعة تأتي لنا بشاعر باهر أو شاعرة!
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها