لا أحبّكَ حين تدلّلني!

[ندى الحربي]

في الحلم يراني أتوسدُ كتفًا آخر..
لا يلقي لسواد شعري بالاً..
ويهزأُ بثوبي المنسوجَ من خيالاته صوفَ شتاء!

وقربَ الظهيرةِ توقظه رنةُ هاتفي "أحبيني"
أفلا يغار؟!

ياااااااااااااااااااااا ذياك الأسمر!!
أفلا يقتلك انضمامي لجمعٍ من الرجالِ كثيف؟
ولا يقضُ همسي للباعةِ مضجعك؟
و "ألو" المتكسّرة ضمنَ عشرات الحروف المبهمة؟

أريد أن ينتفض من أجلي رجل!!!
أريد أن يقتلني شكُّه.. ويراقبني شيطانه أينما ذهبت!
أريد رجلا يعرفُ كيفَ يُبكيني حُرقة
وكيفَ يدفنني في رداءٍ أسودَ صفيق
وكيفَ ينزع من أذنيَّ آلاتِ زرياب
وكيفَ يختبرُ لونَ عينيَّ بمنديله الخشن
وكيفَ يحرمني العطرَ والحقائب الملوّنة والأحذية العالية والغناء!
وكيف يُسمعني "أنتِ كاااااااااااااذبة" كلما ابتسمتُ لأنه سيقضي الليلة معي!!!

رَجُلي مجنونٌ بالنسوة
وأحبُ ذكاءَ تفاصيله..
يختار العينَ ولونَ الشعر ونوعَ العطرِ وصوتَ الخفقة بالفستان
ويعرفُ أن هواتفنا تخفي أسرارً مجنونة
فيثورُ لأتفهِ تنهيدة.. ويرقُّ لـقبلةِ كتفه الأيمن
ألم يكن طوال العام يغذيه تمارينَ عنيفة
حتى يلبسَ ما يخطفُ ألباب الفتيات
ويحطم الخجل في البسمات
ويسيطرَ حتى على نوعِ الخطوة
بذراعٍ مفتولٍ أسمر
ويمنعني بلسانٍ قاسٍ.. من أن أضحك أو أتغنّج أو أتمخطر!!

..