منفى روحي

[مريم الخالد]

هنا في دروبِ المنفى كلُّ شيء ٍ يذبلُ كزهرةِ الشتاءْ هنا كلُّ شيء ٍ ينتحرُ كموتِ العصفور ِ المحبوس ِ بقفص ِ الضياعْ كلُّ كتاباتِ العاشقين َ التي أرى ملامحها مكتوبة ً على أطلال ِ أسوار ِ المدينة ِ كلها هجاءْ كلُّ الترانيمـــ الجميلة التي تتبخترُ على خطاها العروسُ الخجولة ُ كلها رثاءْ وهنا وهنا وهنا كل الذكريات التافهة عن الحب والعشق والهوى كلها ضاعت هباء ْ وتقاطعُ الطرقات ِ أصبحتْ متاهااااااااات ْ عناوينها حروفٌ مبعثرة ٌ قد ضاقت منها الكلماتْ وتلك الرسائل البائسة التي كتبتها إليك لم تعد كتلك الرسالات ْ.....!!!

[مريم الخالد]

أين أذهبُ....! وهذا الضبابُ يلاحقُ شراييني المجمدة َ أين أغربُ....! من خرابات ِ نفسي التي تناثرت بسماتها كالأشلاءْ أين أجد وطني الذي فقدته منذ سنين ... منذ فقدتك منذ فقد ذاك الحنين منذ أن كانت قامتي قصيرة منذ أن كانت ضفائري طويلة ليتني لم أفك تلك الضفائر ليتني لم أطلق العنان لذاك الطائر ليته بقي حائر ليته بقي بذاك القفص فالعالمــ ْ موحش هناك في بلاد المنفى ...! ليتها بقيتْ قامتي قصيرة وهمتي صغيره وأحلامي قليلة وهمومي ضئيلة ليتني لمــ أكن شيئا ً يذكر

[مريم الخالد]

ما رأيك محبوبي لو سطرنا قصتنا كي يقرأوها العاشقونَ ويبجلها المعذبونَ ويبكي عليها البائسونَ ويمشي على خطاها التائهون َ ما رأيك محبوبي لو حطمنا أسوار المنفى بأحلامنا وبنينا أسوارنا الوهمية بأوهامنا وأعدنا تشكيل ملامحه بخطواتنا ما رأيك محبوبي لو سخرنا ظروفنا لأهوائنا لكن تأتي لكن دائما ً كي نستدرك ضعفنا وقلة حيلتنا وها هي ظروفنا تبلعنا بغير ماءٍ .... محبوبي محبوبي محبوبي

[مريم الخالد]

.
.
.
.

تمنيتُ أن تكونَ لنا موسيقانا الخاصة

وآلاتُ العشق ِكي نعزفَ سيمفونيتنا الفريده
لكنهم قد حطموا تلك النوتة التي نحتُّ عليها ألحاني معك
.
.
.

[مريم الخالد]

و
تمنيتُ أن نرسم َخطانا في دروب ٍغيرَ مشوه
وفي عصر ٍلا يهدمُ جسرا ً يصلُ بين مواطننا
ولا يطلبُ جوازَ سفر ٍللتنقل ِبين أرواحنا



فقط أتمنى !

[مريم الخالد]

و

تمنيتُ أن أعيشَ في ظلال ِذكرياتنا الوردية
لكنهم قتلوا تلك الذكرى
وقتلوا حبنا
وكل لحظاتنا الرومانسية

[مريم الخالد]

تمنيتُ بأن تكونَ حبيبي في عصر ٍآخر غيرَ عصرنا
وأن نعلنَ مذهبنا بلا خوف ٍمن محترفي العنصرية
وأن نعلنَ ديننا الخاص ونتحدى المذهبية
وبتضحياتنا نقضي علــى الأنانيــة
ونرسم َ تياراتنا ونعلنُ انتحارَ تعقدات ِالمنهجية

فقط أمنيــة ....!

[مريم الخالد]

تمنيتُ ألا يهدمُ الموجُ قصورنا الرملية
وألا تتطايرُ خطواتنا المرسومة َعلى شواطئهِ الساحلية

دعني أتمنـــى !

[مريم الخالد]

تمنيتُ أن أرقصَ معك
وأشربَ قهوتي معك
وأطيرَ معك
وأحلقَّ معك

وأسافرَ معك لوطن ٍغيرَ مرسوم ٍعلى الخريطة
فقط في أفكارنا الخيالية

لـِمَ لا أتمنى !

[مريم الخالد]

تمنيتُ أن يطولَ حبنا عن شهور ِالزواج العسلية
تمنيتُ أن يخلــَّد حبنا كما خلـِّدت الحضارة َ البابلية

تمنيتُ
وتمنيتُ
وتمنيتْ
والتمني صعبٌ
والحلمُ يقتلني
والأوهام تلاحقني
والذكرى من أعماقي تخطفني
والانتظار يؤرقني
وهواء المنفى
يخنقني
.
.