إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


عُصفورُ الليمون ،

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05/02/2011, 11:02 PM
مَدى مَدى غير متواجد حالياً
موقوفة
 



مَدى will become famous soon enoughمَدى will become famous soon enough
افتراضي عُصفورُ الليمون ،

( نصفُ قلبي .. طاار إليك ,
و النصفُ الآخر .. ماتَ كـ عصافيري ! )



أتذكركَ و أشياءكَ القديمة ,عندما أقتربُ من الشارعِ الضيّق , حيثُ تلكَ العرّافه مازالت تحجزُ مكانها المعتاد ,
تبتسمُ لي و هيّ تسألني عن أحوالي و عنك !
.. أخبئ كذبتي , و أخبئ خوفي من أن تراكَ في فنجانِي تهربُ منّي !
و أظنها تشعرُ بِـ ارتباكتي في صوتي , كُلما طلبتُها أن تزرعَ الوردَ أمامَ مسكنها , كي يرزقنا الله السعادةِ كُلّما تفتحت وردة !
و أنا أقفُ أمامها , رفعت رأسها إلى السماءِ و قالت : علّها تُمطرُ ورداً , أو عِطراً , أو خبراً طيّباً !
ابتسمت ,
أظنها رأت في عينيّ حُزني , أو ربما الوردُ الذي كُنتُ أشتريهِ قبلَ أن أعرفكَ ,
لِـ أخبئ بهِ حُزنَ صدري , هوّ ما كشفَ سرّ رحيلكَ عنّي , لأنني في الأعوامِ الأربعة الأخيرةِ لم أرَ سعادتي في غيّرك ,
و أنا الآن , أرتجي سعادتي .. من بينِ أوراقِ جوريّةٍ حمراء !

أخبرتني أنّها قطفت ورداً في فجر اليوم ,
إن أردتُ أن أخبئ إحداها بينَ خِصلِ شعري ,حتى تبعثَ في نفسي البهجةَ ,
و لكنّي شكرتُها و أخبرتها أنّي بخيّر !
لا أدري حقاً هل أنا بخيّر ؟ .. و لكنّ لِـ ذكراكَ طقوسٌ مقدسة ,
و هيّ لا تعلمُ أنّك منذ أن وضعتَ يدكَ على شعري , لم تلمس وردةٌ جدائلي ,
حتى لا يقاسمني الوردُ رائحةَ كفّ يدكَ . . و دفئك !

قبلَ أن أغادرها , وضعت في يدي ثلاث أوراق ,
و طلبت منّي أن أطلِقَ ثلاثَ أمنياتٍ من قلبي إلى السماء ,
و أخبرتني أنّها ترى في السماءِ متسعًا لِـ أمنيات كثيرة ,
ستوزّعها على فتيات الحيّ ,
و هذهِ الثلاث , نصيبي مِنها !

كُنتُ في الليلةِ السابقة , قد كتبتُ على احدى جدرانِ حيّنا القديم ,
" الموتُ و الحياة أنت "
وبعثتُ إلى الله أمنيات دافئة ,
وسألتهُ الجنّة وسألتهُ أنت .
و قبلَ أن أختمَ توسلي بِـ " آمين "
كانَ غيابكَ قد خطفَ ما تبقى من أنفاسي !
فـ ماذا سأبعثُ هذهِ المرّة , و الأمنياتُ كُلها تغرقُ بِـ حنيني , قبلَ أن تصلَ إلى أبوابِ السماء !

غادرتُ تلكَ العجوز , و أنا أتخيّلُ تعليقاتكَ على ما حدثَ معها ,
أذكر جيّداً كيفَ كُنتَ تقلّدُ حديثها , حتى أنفجرَ ضحكاً أمامكَ ,
فتبتسم و تُخبرني : " هيّ عجوزٌ مجنونة , و أنتِ يا حبيبتي ساذجة ! "
منذ أن مارستَ الغيابَ ,
و أنا أشتاقُ حتى لِـ لسانكِ المعوّج ,
و عيناكَ التي لا ترى غيّرَ تصرفاتي , الطائشة , العفويّة !

أذكُرُ جيّداً .. ذاكَ اليومَ الذي تأخرتُ فيهِ عليكَ و أنتَ تنتظر خلفَ منزلِ جارنا العجوز ,
كُنتُ أحاولُ و أنا في طريقي إليكَ أن أصنعَ كذبة محكمة , و لكنّي عندما أخبرتُكَ أنّي كُنتُ أشتري ورداً ,
قلتَ ساخراً : " منذ متى و حبيبتي رقيقة تشتري الورود ! "
وحدكَ يا حبيبي كُنتَ تعلم , أنّ الوردَ لا يستهويني معكَ , و أن الوردةَ الوحيدة التي أقبلُها هيّ عينيّك .

يومها , صنعتَ عصفوراً من أوراقِ شجرةِ الليمونِ ,
و أخبرتني : " هذا العصفورُ سيفضحُ كذبكِ , و يخبرني أينَ تغيبينَ عنّي " !
أنا الآن , كُلّما مررتُ من منزلِ جارنا , أقطفُ من ذاتِ الشجرةِ أوراقاً كثيرة ,
أصنعُ عصافيراً كثيرة ,
و لكنّ عصافيري خائنة , تُخبئكَ عنّي , و تموت !

مازلتُ أحملُ الأوراق الثلاثة في يدي , ماذا سأكتب و كُلُ أمنياتي لا تصلُك .. ؟
.. ربما مازلتَ تذكُرني , و ربما أنستك َشجرة الليمونِ رائحتي !
.. أردتُ دائماً أن أغادرَ الحياة , إلى الموتِ و أنا أنظرُ في عينيّك , فـ أغادرُ من جنّتيهما إلى جنّةِ السماء ,
و لكنّكَ يا حبيبي تخذلني بغيابِكَ , كما تخذلني السماءُ كُلّما أمطرت رائحتكَ , و أمطرت في صدري حنين !
.. بينَ الحنينِ و الذكرى , تقفُ شجرةُ الليمونِ تنتظرُنا .


مُصافحة أولى +
 
توقيع :  مَدى

 

كيفَ برجلٍ مثلكَ أن يتسلل من حُلمي الى صدري , ليوقظَ برائحتهِ حُباً يَكتُبُني ! *

[/COLOR]
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها