إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


القفزة الأخيرة

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23/12/2007, 08:24 PM
الصورة الرمزية نورا عمران
نورا عمران نورا عمران غير متواجد حالياً
شاعرة و كاتبـة
 



نورا عمران is on a distinguished road
افتراضي القفزة الأخيرة


لم تكن حياتها إلا سلسلة متوالية من قفزات تنحدر فوق سلم حياة بلا سياج أصابه التآكل ودرجات أسمنتية تهدمت لم تجد من يهتم بها ليرممها ويستعيد ما فقدته من رونقها ، كانت بعد كل قفزة تتلفّت خلفاً وتسأل نفسها .. ترى هل تعاود الصعود ثانية فوق تلك الدرجات البالية ؟ أحيانا ً تفتقد بقاياها الممزقة هناك فتلتفت للخلف تحاول المعاودة ، فلا تقوى على العودة ، أحياناً تتوقف بمنتصف الطريق لالتقاط الأنفاس متلفّتة بحذر علّها تجد ما تسترد به أنفاسها ، ومرات يستوقفها عابر سبيل ماراً يواصل رحلته إما صعوداً أو هبوطًاً يقترب منها متسائلا بحذر:
- هل لي ببعض الوقت ريثما نستريح ونتسامر قليلا ؟ منذ وقت أبحث عمّن تؤانسني فى رحلتي ؟
تقترب حذرة تبادله بعض الكلمات الجوفاء بلا معنى أو هدف محدقة متفرّسة فى تلك التعبيرات الغامضة المرتسمة على وجه الأخر محاولة العثور عما تبحث عنه برحلتها المتكررة ربما تجد ضالتها، دائماً تهاب الغرباء لكنها لم تمنع نفسها حب الفضول ... لكن هيهات ما إن يبدأ الحديث والاقتراب تجد نفسها تفر هاربة من تلك الوجوه الباردة الشاخصة موتاً ، و التي لا يعنيها إلا الوقوف فقط لإلتقاط الأنفاس واستدرار لحظات مسروقة وومضات سعادة مزيفة ، فيسيطر الخوف على ملامحها وتتوتر أعصابها ذعرا ونفوراً ثم توالى القفز لأسفل مسرعة هاربة إلى المجهول ورحلة البحث الحائرة وهى تسأل نفسها التائهة : ترى إلى متى ؟
لقد تثاقلت أقدامها وتهدجت أنفاسها ووهن الجسد لم يعد لديها قدرة على الاحتمال ، تريد أن تستقر بأرض رحبة شاسعة بلا زيف بلا وجوه كالحجر الصوّان ، بلا بنيان وبلا سلالم درجيه لا تعاود الحبو لأعلى ولا القفز لأسفل .
عيناها لا تفارق هذا الطيف المترامي على مدى الأفق كإشراق الفجر يفتح ذراعيه الحانيتين بمدى اتساع الكون يناديها.. تحاول أن تسرع بالقفز كى تصل اليه فقد انتظرته منذ أمد طويل .
متى ستحطم تلك السلسلة التي تقيدها تحطيما ! .. تريد الانطلاق قفزاً إلى الأمام ترتمي بأحضانه ,, ستتركه يضمّها يحتويها يُدفئها ، ستتهاوى على صدره وتتهاوى معها كل آلامها وأحزانها السابقة .


قلم / نورا عمران
 
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها