إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


" أســــطورة "... قصة قصيرة

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18/07/2009, 11:30 PM
عبدالرحمن خالد الديب عبدالرحمن خالد الديب غير متواجد حالياً
إملائي
 


عبدالرحمن خالد الديب is on a distinguished road
افتراضي " أســــطورة "... قصة قصيرة

أســـــــطورة

انتبهت من نومي على صوتِ المذياع الصادرِ من مُكبِّرِ صوتٍ بأحدِ المساجد فى حَيـِّنا ، أمسكتُ بهاتفى ، نظرت فى الساعة، الفجرُ أوشك أن يؤذن ، حاولت النهوض فأحسست بثقلٍ فى جسدى وكأنى مربوط ٌإلى السرير ، بعد محاولاتٍ عدة تمكنت أخيرا ًمن النهوض ، توضأت وصليتُ ركعتين ، وما هى إلا لُحيظات وارتفع صوت المؤذن ليعلن بدء يومٍ جديد ،يا الله ، ما أروع أن تبدأ يومَك مع الله ، وتنهيه مع الله ، وبين البداية والنهاية أنت مع الله ، فحياتك كلها لله وبالله ومع الله ، تنتهدت تنهيدة رضا عندما راودتنى تلك الخواطر ، وقمت من محرابى مسرعا كى ألحقَ بتكبيرة الإحرام .


فى المسجد جلست أنتظر الإقامة ، لسانى لا يتوقف عن التسبيح ، وعيناى ترقبان المؤذن ، كان فى حالة ترقبه المعتادة ، عيناه على باب المسجد ، نظراته توحى بأنه فى انتظار أحد ، بالطبع كلُّ من فى المسجد يعلم من هو المُنْتَظر ، انتفض المؤذن فجأة عند رؤيته وقام على الفور ليقيم الصلاة ، فالشيخ " سعيد " قد وصل .


الشيخ سعيد رجلٌ ملامحه تخبرك بأنه على الأقل قد تجاوز الثمانين ، قصيرُ القامة ، مُهلهل الملبس ، بطيء المشية ، عندما كنت مستجداً فى الصلاة فى هذا المسجد ، كنت أحسبه متسولا ، إلا أنى صُعقت عندما علمت أنه إمام المسجد ، هو ليس الإمام بصفةٍ رسمية ، فالمسجد له إمامٌ آخرٌ ذو صفةٍ رسميةٍ ووظيفةٍ حكومية ، إلا أن الشيخ سعيد يصلى إماما بالإكراه، الكل يسلـِّم بفكرة أنه الإمام ، معظمهم نشأ منذ صغره وهو يراه يؤم المصلين ، عقودٌ مرت على إمامته ، حتى صار وجوده مقترنا ًبالإمامة، العجيب أنه لا يملك أيا من مقوماتها ، صوته من الأصوات التى تحتاج إلى سدادت أذنٍ لتحميك ، تجويده يدخل فى دنيا العجائب ، الرفع عنده منصوب ، والنصب عنده مجرور ، والكل يصبُّ فى النهاية إلى القلقلة، حفظه للقرآن معدوما، أذكر مرة كان يصلى بسورة يوسف ، وكان يتلو الآيات التى تحكى قصة غواية امرأة العزيز لسيدنا يوسف ، وفجأة دخل فى آيات دخول إخوة يوسف عليه بعد أن ملكه الملك على خزائن الأرض ، حاولت جاهدا أن أصحح له ما أخطأ به ، إلا أنه لم يكترث لتصحيحى واستمرَّ بلا توقف ، تعجبتُ فى البداية أشدَّ العجب ، وغضبت أكبرَ الغضب ، إلا أنـِّى علمت بعد ذلك أنَّ شيخنا لا يعترف بفكرة التصحيح ، هو مؤمنٌ بحفظه حتى ولو أدخل إخوة يوسف عليه وامرأة العزيز تغويه .


تمرُّ الأيام ، واستغرابى لهذا الوضع يزداد ، وتعجبى من سكوت أهل الحىِّ يتفاقم ، و دهشتى من تسليمهم لهذا الأمر وكأنه محتوم ٌحتمية الموت تتنامى ، وما كاد أن يدفعنى للجنون هو رؤيتى للمسجد يكتظ ُّبحفظة القرآن ، و بمن أحسبهم من العاملين به ،الا أنـُّه عند كل صلاة ترى شيخنا يمشى بخطوات واثقة نحو موضع الإمامة ، ويُتـحفنا بصلاةٍ لا نراها فى مكان غيرِ مسجدنا ، حاولت أن أتحدث ذات مرةٍ مع أحد رواد المسجد ، فأشعرنى بجرم ما اقترفته ، ودناءة ما ساورنى من أفكار ٍوظنون،الشيخ سعيد أصبح يمثل لهؤلاء الناس أسطورة من الأساطير ، شأنه كشأن التنين الذى يقذف ألسنة النيران من فمه ، أو مصاص الدماء ذو الأنياب البارزة ، إمامته صارت بالنسبة لهم قضاءٌ وقدر لا يجرؤ أحدٌ على الاعتراض عليها أو التشكيك فيها ، ومهما تواجد فى المسجد من علماء أو قراء ، يظل شيخنا هو أحقهم بالإمامة ، والحالة الوحيدة التى من الممكن أن تنهى إمامته هى أن تحدث معجزة ، والمعجزات انتهت بموت رسول الله ، لذلك صار الجميع راضين بالصلاة ورائه ، مهما ساء صوته او خطأت قراءته .


حتى أتى هذا اليوم التاريخى ، رجلٌ غريبٌ عن الحيِّ مرَّ بجوار مسجدنا وقت صلاة المغرب ، فدخل ليصلى ، كان مستناً بسنة النبى فى إعفاء اللحية وقص الشارب ، قام المؤذن ليقيم الصلاة عندما رأى الشيخ "سعيد" عند باب المسجد ، الرجل الغريب التفت يُمنةً ويُسرةً يتفحَّصُ فى وجوه الناس ليرى ان كان هناك مَنْ أحقَّ منه فلم يجد ، فقدم المسكينُ نفسه للإمامة ، لم ينبس أحد ببنت شفه ، الكل يرقُب ما سيحدث لهذا المجنون الذى تجرأ ودخل ليؤمَّ الناسَ فى حضْرة شيخهم المُبجَّل ، وكأنهم يترقبون أن ينزل الله عليه صاعقةً من السماء ، أو يسخطه قردا فى الحال ، دخل الغريبُ فى الصلاة على الفور،فجلس الشيخ "سعيد" على كرسى فى مؤخرة المسجد ليصلى مأموما ً فى مشهد يستحق أن يُصوَّر ويوضع فى طيَّات كتب التاريخ ، الناس فى صلاتهم لا يصدقون أن المعجزة قد حدثت ، الكلُّ يشعر بأنه فى حُلمٍ سيستيقظ منه ليجد شيخه هو من يصلى بهم ، إلا أن توالى الركعات والسجدات أخبرهم بأن الأمر حقيقى ، الأسطورة تحطمت ، الشيخ سعيد أصبح مأموما ًمثلهم ، الغريبُ فى التشهد ، الكلُّ منتظر السلام ، الغريبُ يُسلَّم يمنة ويسرة ، أنهى الصلاة فأنهوها ورائه ، الكل يجلس مذهولا، كيف حدث هذا ؟! ، انها حقا معجزة ، كنا نظنها مستحيلة ًفتحققت أمام أعيننا ، الجميع ما بين ذهولٍ ودهشةٍ وتعجبٍ واستغراب ، لم ينتزعهم من صدمتهم إلا صوتُ الغريب يتحدث فى مُكبّرِ الصوت


" السلام عليكم أيها الأخوة الأحباب ، أعتذر إليكم أشد الإعتذار ، فإنى تذكرت فى نهاية صلاتى أنى لم أكن متوضئا ، فأعيدوا صلاتكم ، عذرا شديدا إليكم ، فسامحونى "

الكل يتنهد فى إرتياح ، الشيخ "سعيد" يشق الصفوف ، و ...


" إستقيموا يرحمكم الله "


*******************
تمت بحمد الله
 
رد مع اقتباس
قديم 21/07/2009, 02:14 AM   #2
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

ترى ما هو السر الكامن وراء انسياق
كل هذه العقول وراء العم "سعد" ؟؟؟
فهل هناك فعلا أسطورة تناقلتها الألسن و ارتبطت بتقديم
هذا الإمام غير الكفء للإمامة..
القدير عبد الرحمن ترك السؤال مفتوحاً و للعقل و الخيال
أن يستنبطا المغزى..

قصة شيقة و ممتعة تميل للواقعية بشكل كبير
توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21/07/2009, 10:58 AM   #3
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي





لله أنت عبد الرحمن !
بعض الأمور عند الناس من المسلمات التي لا يجوز الخوض فيها ، حتى وإن بدا هزالها
كما قيل : ولكن الرضا بالجهل سهل !

توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها