إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


موعد مع الموت

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04/05/2008, 11:04 AM
الصورة الرمزية سليمان منذر الأسعد
سليمان منذر الأسعد سليمان منذر الأسعد غير متواجد حالياً
شَاعر / سَادن البَوح
 


سليمان منذر الأسعد is on a distinguished road
افتراضي موعد مع الموت

جريدة (شمس)


أصحو على فزعٍ كأنَّ يداً من المجهولِ
توقظني لأسمع:
(تلك ليلتُـكَ الأخيرةُ فانتبهْ!).
من فتحة الشباكِ
أرقب خطوةَ الشمسِ الوئيدةَ نحو خاتمة النهارِ
يداي مثقلتان بالأمطارِ
والبَرَدِ المسافر من بياض العمرِ
صوب المستحيلِ/الآنَ
ذاكرتي تلملم ما تبعثر من تفاصيل المساءِ
أحسُّ أن نهايتي اقتربتْ
وأن الموت يرصدُ جلستي,
كان السريرُ مضمّخاً بالشِّعرِ
لكني شعرت بزمهرير الموتِ في الأطرافِ,
كان الموج مرتفعاً
كأنّ الغرفة اتسعت لتسكنها خطايا العمرِ
أو ضاقتْ لتختنق الرؤى بغبار مشيتها,
على عجلٍ خرجتُ
ولم أكن ألوي على قلقٍ
وكان الموت متكئاً على سور الحديقةِ
يقرأ الصحف القديمةَ,
كانت الأشجارُ موحشةً
كأنّ مدينتي سقطتْ بأيدي الفاتحينَ
ولم أجدْ سبباً يفسِّـرُ للمشاةِ كآبتي,
فتبعتُ موتي
-لم أعد طفلاً لأبتدع الحكايةَ-
هزّني شغفٌ إلى المجهولِ
أعدو نحو قارعة الطريقِ
لعلّ بارقةً من النسيان ترفو حزن أمسيتي
لعل صديقةً لمستْ مواضعَ قبلتي
فتذكَّـرتْـني ثم عرّج طيفُها
ليقشِّر الأحزانَ عن وجهي الكئيبِ
تعبتُ من سيري إلى اللاشيءِ
موتي لا يزال على مسافةِ طعنةٍ مني..
لم يكن قربي سوى مقهى
دخلتُ على مفاصل دهشتي
وجلستُ منكفئاً على ظلي الغريبِ
أكفكفُ الأمطار عن صدري
ذويتُ كشمعةٍ عطشى على الكرسيِّ
- منقاداً إلى صوت القصيدةِ -
بين موتي وانتظاري,
أستدرُّ الدمعَ من جفن الشرابِ
وأحتسي وجعَ الخطيئةِ
ليتني أدركتُ قبل الآن عمر خطيئتي
لا وقت للتكفير عن متع الحياةِ
لأحتفي بسكينة الغفرانِ
في سكرات موتي.
* * *
لم أكن رجلاً خرافياً لأبصر ما يراه الخارقونَ
على أسرّة موتهم
لكنني أبصرتُ في الأفق البعيدِ
غمامتين حزينتين تكلّلان جنازتي
كفني يحاك على مقاس مشيئتي
وسمعت صوت حمامة بيضاء تهدلُ:
(يا غريبُ أنا الغريبة مثل عينيكَ
احْتضنّي..).
ورأيت, من خلل الدخانِ
مشاهداً تنثالُ كالصور القديمة في رؤى بوذا:
معلّقة هوت من ناقة الأعشى
يؤوِّلها الرواة على طريقتهم,
رأيت خرافة سقطت من التلمودِ
والتقط الطغاةُ حروفها
ورأيت آياتٍ من القرآنِ
بلَّـلها بكاء الأنبياء.
* * *
ينتابني الهذيان من فرط التلعثمِ
حين يسألني جليسي:
- (دُلّني: من أنتَ؟ يا قمراً يراود نجمة عن نفسها)
- (أنا صرخة الإنسان حين يرى البدايةَ تنتهي
من قبل أن تجد الحكايةُ راوياً ليقصها)
- (ستموتُ؟!)
- ( .. في مدنٍ سترسمني على الجدرانِ
إنساناً أحب وما انتصرْ).
* * *
موتي يفتّش عن مكان لائقٍ
ليهيل حفنته الأخيرةَ في دمي.
وهممتُ أن أتلو الوصيةَ,
خانني سحرُ الكناية فازدريتُ بلاغتي
وتركتُ موتي يكتب الحرف الأخيرْ
 
توقيع :  سليمان منذر الأسعد

 (( فإنّ الموتَ يعشقُ فجأةً مثلِي ....
وإنّ الموتَ مثلِي لا يُحبّ الانتظَار / محمود درويش ))

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها