صُلحٌ .. من بعدِ خِصام

[جهاد خالد]

خاصمني قلمي شر خصامْ
فتمنَّع مني كل كلامْ
فسألته أي ماذا قلمي ؟!
فأجاب بصدٍ ثم ملامْ
*****
ترجين خطوطي ونقوشي
وهديلي بين الأقلامْ
و نسيتِ عللي وجراحي
وشديدَ عذابٍ وسقامْ
آهٍ من هجركِ لدواتي
حبري سفكته الأيامْ
قد كنت صبوراً في يومٍ
أقنع بجميلِ الأوهامْ
"أحببتك يا قلمي" قولكْ
كاذبةٌ والكذب حرامْ
سحرتكِ حروفي...هل حقاً؟!
سحركِ من فتن الأقلامْ
فابتعدي يا ذات نفاقٍ
لا تسلي مني صفح شهامْ
*****
يا قلمُ حنانيك بقلبٍ
قد ذاب بِشوقٍ وهيامْ
ما بعدي عنك بإعراضٍ
ما زهدي بحلو الإقدامْ
فاسمعني يا قلمُ بدفءٍ
آواني سابقَ أيامْ
*****
إني حُمِّلتُ جراحاتٍ
وهمومُ فؤادي صِرن عظامْ
والجود بعونك سبّاقٌ
وجميلك فوق الصدر وسامْ
أخجلني حُسن تحملكَ
فجمعتُ حروفي نحو فصامْ
وحبستُ حنيني في صدري
حتى أبرا من الأسقامْ
فأعودُ إليكَ بضحكاتٍ
ليكون حديثك بسّامْ
لكنَّ حنيني أفلتني
والشوق تمرَّد وعصانْ
ساقوني إليكَ مزيِّفةً
بسماتي بلون الأوهامْ
فوجدتك عني صداداً
تُجري الدمع ببأس ملامْ
فالصفحُ أيا قلمي الصفحُ
أتكون براءةُ أم إعدامْ ؟!
*****
احتضنت رقة عودٍ كفي
كحبيبٍ قد بلغ مرامْ
سالت أحبارٌ في صحفي
هي دمعُ حنينِ الأقلامْ
وتبسّم بسمةَ مشتاقٍ
فأجبتُ...
ليس من اليوم خصامْ