(( سيد القلب ))

[الهاشمية]

	بين أطراف بناني غصة حرف . سأُقَبَلْْ زاوية العين وأرشف دمعة تود الهطول على صحاري الوجنات .. تختال على كلي لتضع بين شفتيّ بسمة رضا وضحكة حب , بينما تتراقص نسماتك على نبضات قلبي فيُخَفَفْ الألم , ويرحل الحزن حاملاً متاعه على ظهره مكسوراً رافعاً رايته التي لم ترفرف منذ أن عرفتك استسلاما , فلقد خذلته بك. انتشلتني من دروب التيه إلى عالم صنعته أنت لي بمواد خام ليس لها مثيل في باطن ولا ظاهر كوكبنا الذي نعيش فوقه ..فكان البنيان متيناً جميلاً يفوق جماله جمال القصور التي يتغنون بها على مرّ العصور قديماً وحديثاً . سأقول لك : يا سيد القلب كم عشقت فيك رسمك البياني على نبضاتي , وعشقت أن أضع قناع الأوكسجين الذي يمتد من رئتيك إلى رئتي , وأحببتك عندما وضعت مبضعك على جراحي لتزيح آفة بحجم كرة صغيرة لكن ألمها بحجم الكوّن كله . كانت على غشاء القلب يسد كل منافذ الدم لتصل إليه أنت بمهارة طبيب فتزيحه بكلمة حب نطقت بها شفتاك فكان بلسماً سريعاً أحدث مفعولاً سحرياً .. قد تتناقله العلوم الطبية فتصبح يا حبيبي دواءً لكل داء. ولكن أين لهم بمثلك ..!! فأنت الفريد الذي لا يقبل أن يصبح أثنين وحبك لي لا يقبل القسمة على اثنتين. مهما حاولوا فك جزيئاتك أو حاولوا استنساخك ..!! فقط هبهم بعض الأمل وأجعل كل الأمل لي . سأرنو إلى تلك الدروب التي تسير عليها , فالقرب منك قبل أن يكون غاية فهو هدف . وهدفي الأسمى هو أنك تكون خُطاك هي خطاي .. ويكون دربناً طريقاً واحداً متوحداً .. لا يستقيم إلا إذا سرنا نحن الاثنين فيه ومتى ما تركناه لغيرنا أصبح معوجاً وتكثر فيه – المطبات الصناعية – التي يتفنن بعض البشر في وضعها في طريق البعض ..لكننا لا نضعها كي نعرقل مسيرة الحياة لمن بعدنا . بل تتواجد وكأن الحياة رسمت لقلبين أثنين هما أنا وأنت وأنت وأنا . يا سيد القلب : لك أن تضع في الحسبان أن أنصاف الحلول قد أصبحت حلولاً كاملة , وأن كل المشاكل التي كانت تعرقل مسيرة السلام قد حُلّتْ , وأن البراكين التي توشك على الانفجار قد أُخْمدت , والزلازل قد استكانت , والرياح والأعاصير قد وأدت قبل أن تولد وتتوالد, فأنت يا سيد القلب بحكمتك وفكرك وحبي لك وحبك لي , قد جعلت عالمي يعيش في سلام ووئام . فلا نزاعات ولا أسلحة . وحتى الحدود قد ألغيت وأصبحتْ لك بذلك وطناً واحداً لمواطن أوحد هو أنت .. وعالمي كله قد أُغلق عليك . يا سيد القلب سأعزفك لحناً لأغنية يتغنى بك العاشقون من تحت شرفات الحبيبات , وقصة يقرؤك المحبون فيتعلمون منك كيف يكون الحب بأساس متين ؛كسدِ منيع لا يستطيع سيل جارف من الآلام أن يكسره. سأكتبك حروفاً تُخلد لا تمحى مهما تعاقبت عليها الدهور والأزمنة على رقعة لا تؤثر بها عوامل التعرية فلا تصفر وريقاتها بل تزداد بياضاً وتألقاً مهما جرت عليها السنون لأنك يا حبيبي حرفاً كُتب فيها . وبين أطراف بناني رقصة فرح وقصة سعادة . أميرة هاشم