السدرة [I]

[سعاد العبيدي]

ُوُيحكى بأن البدر
قال مرة :
أيا نجوم لنستبق...
من يعتلي ذروة هذا الليل
فهو المستحق ...
فتسابقت تلك النجوم
وكل نجمٍ في طبق
إحداهما ضلت ولم ُيدرَ
ََ بأي غيمات ٍ
تدارت في الأفق
قالوا لقد كلت وملت
ورمت بخيط سباقها
وعلى أديم الموت
نامت ....
راقها طعمُ الغــرق !
ويقال قد لاحت بعيدا
ونجمةٌ منهم رأتها
تحترق
ويقال...
أن سديم أعداء المجرة
ابتلعها
و ـــشهق
ويقال
قد خانت قوانين السباق
فأوكلوها / للشفق
ويقال قد صعدت وصعدت
ثم غيبها القلق
من منهمُ صدق الرواية
َياترى
و من...
اختلق !

[سعاد العبيدي]

هيه .....
يـــــامدن العبوس
غرِق الورق
صدِئت مراكبه
وميناه احترق !
انظر
لَصفحةِ بؤسه
كم جُعِدت بيدِ الشفق
ياشاطِئاً
هجرته
أسراب المُنى ..
لعنته أطيافُ السنا
سكنته أشباح
الغرق
مآمر فوق مياهه
إلا نعوش
الملح
تطفو
وليس يُذيبها
قد ملَّ
لا
بل
قد
نََفِق!!

[سعاد العبيدي]

أما قلت يوما ً
سيكبر هذا السؤال ويغدو
مدينة حيرة !!
وسوف يسلِّمك الخطو خطواً
ويمنحك الدرب
شوكاً وعثرة ...
أما قلت لي ..
عليكِ بروح السؤال
...................انزعيها !!
على جنبات الطريق ..هنا أو هناك دعيها !!
على كل حبة رملٍ
........................ذريها !
ولا تتركيها
تخيط لأنفاسها خيمةً
وتنقل أوتادها في يديها ..!
أما قلت لي ...
ادفنيها ...ادفنيها ..؟

[سعاد العبيدي]

أقول لسدرة الأحزان
كم حزن دفناه بتربتها
وكم حزن
سندفنه ..؟

[سعاد العبيدي]

ماأقسى أن تعتبرهم أكثر بكثير مما أنت بهم
تهتم
وتركض
وتقنع
وتناقش
وتنافح
من أجل الوصول إليهم
ثم إذا وصلت
تصفعك برودة المناخ من حولك
تخنقك
تناقضات
الحوار والنقاش
تريد أن تفهم
ولا تستطيع
أبدا
لأنك غريب
والغريب
لابد أن
ينعى أسئلته
ويدفنها
بواد غير ذي ماء
فلا تنبت اشجار الأجوبه
ولا تنمو حشائش الاقتناع
وعظام السؤال
تحت تراب التجاهل
لا تموت
فترتاح حيرتها
ولا ُتبعث
فيشتد الحبل
او ينقطع ...!

[سعاد العبيدي]

قالوا له :
لآتحترق
دع عنك هذا العالم المأفون ، لاتفكر في الحلول
فالحل رتق مانفتق ..
دعه لأمر الله
راقبه
راقب زيفه ، وهراءه ، ومشانق تخمت بلحم الحق تنهشه على مرأى الُُحدق
والصامتون ، بخوفهم تقتات أرصفة الطرق
هل قال منهم واحد :
تباً أيشنق من صدق ..؟
لكنه فيه غيه لم يرعو حتى احترق
والعالم المأفون /يمضغ ماتبقى من بقاياه ويشرب
ماشرق ..
لم تبكه عين ، ولا شفة ولا حرف هنا
الكل بالخوف اختنق .

[سعاد العبيدي]

-مالذي يدفع الشجرة لتنفي اوراقها هكذا ، ترمي بهم للريح ،
للفناء ، تبعدهم عن عروق قلبها ، تقطع عنهم امدادات روحها ،
بعد أن كانوا ربيع حياتها ..
ترى ماجنت هذه الوريقات حتى تستحق هذا الجفاء .
- ببساطة لانها توقفت عن حبهم ،

- توقفت ..؟

-بعد أن اصابهم الاكتئاب واستحالت خضرتهم لصفرة شاحبة
لم يعودوا بهجة لقلبها ولا غناء لروحها ، والحياة لاتمر بها الا مرة واحدة
ومن الحمق أن تحيلها خريفا من أجلهم فاحالتهم لعنابر الفناء .
كان سؤالا بريئا ارادت أن تحرك به صمت جلسة الشاي المملة ،
لكن الجواب كان الدليل على أن سؤالها لم يكن بريئا تماما ،
وكان في ضمير الغائب مايكفي لتفهم الجواب.

[سعاد العبيدي]

حين اقتحموا حجرته ، كانت أقدامه لاتزال تتلاوح في الفراغ ببطء ،
ولم يبدأ الهواء بحمل رائحته بعد ، وعلى مكتبه ، كتاب بدا الاجهاد واضحا على وريقاته ،
كانت آثار عينيه لاتزال عالقة على السطر .
(الشجاعة ، هي أن تقدم على ماتخاف منه ولا تنتظر أن يقدم عليك ).
البعض لآيمكنه مراقبة الخريف وهو يمارس زحفه البطيء
على أشيائه التي بالغ جاهدا ليلونها بالربيع .

[سعاد العبيدي]

-امممم ماهذه الرائحة
- هل تشمها مثلي
- أجل ، إنها تذكرني بشيء
- ماذا ...؟
-امممم شم جيدا ألا تعرف
- إنها رائحة احتراق ، ربما أوراق أو أخشـ......مهلا
- ماذا
- لاليست أوراق ولا أخشاب
- أجل ، أجل
-إنها رائحة أحلام تحترق .

[سعاد العبيدي]

العابرون بك .....، العابرون منك
؟