الذاتية والموضوعية:
اختلف النقاد و الأدباء في تحديد هوية الفعالية النقدية، ومدى صلتها بالعلم والفن، فبعضهم يرى النقد ممارسة ذاتية تستند إلى الذوق، الشخصي المحض المخالف للعلم، وفريق يرى أن النقد نشاط علمي يستند إلى أسس موضوعية وأدوات منهجية، تحتكم بقواعد العلم المباينة للذوق والهوى، ومجموعة ثالثة ترى النقد تمازج بين الذاتية والعلمية .
هذا الصراع القائم بين هذه الآراء الثلاثة، ناتج عن رغبة الممارسات النقدية في أن تكون علمية، تحكمها قواعد وقوانين العلم، فهي تبحث عن العلاقات المكونة للنص، إذ العلم الذي تحاول أن تتبع خطاه، يبحث في العلاقات التي تشد أجزاء الكائن بعضها إلى بعض، وكيف اجتمعت عناصره لتكون هذا الكيان. وعلى هذا فإن الممارسات النقدية تختلف في الحقيقة التي تبحث عنها في الكائن الأدبي، بناء على الأفق الذي تجعله مجال دراستها.
وهكذا وجد الناقد نفسه أمام أهداف أربعة رئيسة، كل منها يستحق إقامة نظرية أدبية حوله، على أساس اعتباره العامل الأقوى في الإبداع، وهي:
ـ المبدع كذات فاعلة وخلاقة، معبرة عن عالمها الداخلي.
ـ الواقع الموضوعي للإبداع، باعتباره العامل الذي صاغ حياة المبدع وتحكم في صياغة نزعاته.
ـ النص الأدبي باعتباره المرتكز للفعل الأدبي.
ـ المتلقي للإبداع أو القاريء للنص، باعتباره الامتداد الحقيقي لوجود النص.
نحن حقًا بحاجة لمعرفة ماهية النقد و وظيفته ومفهومه وعلاقته بالأدب تحديدًا بحكم أن المطر
منتدى أدبي متخصص.
جميع المحاور التي ذكرتها أعلاه، أجدها محاور مهمة وقيّمة، وبودي أن تضيفي إن أمكن علاقة
الناقد بالأديب، وكيف يكون الناقد مكملا وداعما له وللأدب.
شكرًا كثيرًا لـ هذا البحث القيّم، الذي أجده إضافة رائعة للأدب وإثراء للمطر بصفة عامة وقسم منابر
فوق السحاب بصفة خاصة.