إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


انتماءُ الكتابة .. بين الانفتاح الثقافيِّ والهويّة

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27/12/2010, 12:43 PM
عبير محمد الحمد عبير محمد الحمد غير متواجد حالياً
شـاعـرة و كــاتـبــة
 


عبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond reputeعبير محمد الحمد has a reputation beyond repute
افتراضي انتماءُ الكتابة .. بين الانفتاح الثقافيِّ والهويّة

(انتماءُ الكتابة .. بين الانفتاح الثقافيِّ والهويّة )
.


.
.

الانفتاحُ الثقافيّ العالميّ الذي نشهدُ الآنَ
طالنا - نحن العربَ المسلمين- بيده الملساء التي لم يألفها قومٌ اخشوشنوا منذ أمد التاريخِ؛ فذهب الدمقسُ والحرير بألبابهم على عادة البدويِّ في شوارعِ العاصمة!
وحتى لا أُتَّهم بأني متخلفة, ومنغلقةٌ على ذاتي, وأعيش وهْمَ المؤامرة؛ فإني لن أقول إن هذا الانفتاحَ يضعُنا نصبَ عينيه, أو يتقصّدُنا لأهدافٍ قذرةٍ يُدركُها ولا نملكُ (في غمرة انبهارنا) وقتًا لنُدركْ!
بل يكفيني أن أقول إننا أمة اعتادت ألاّ تغربل, وألاّ تنتقي من هذه العولمة أطايبها, وألا تحتطب إلا في الليل وكأنّ الله جعل الليل عليها سرمدًا!
وليس أحدٌ منكرًا أن هذه العولمة التي طالت حياتنا ونوع لباسنا وطرائق معيشتنا وأصناف طعامنا وسائر أمورنا الصغيرة قد طالت – مع شديد الأسف – ثوابتَنا وقيمَنا العظيمة وهويتَنا الخاصة التي في مقدَّمها:
اللغةُ المكتوبةُ والمنطوقةُ التي هي وسيلة تواصلنا مع من حولنا.
والأدبُ الذي هو القالب الدقيق لأفكارنا, ينقلها عنا بمقاسها تمامًا ويقدمنا من خلالها للعالم الأرحب وللثقافات الأخرى.
وحين لا يعي أفراد هذا المجال من الأدباء والكتاب أنّ هنالك طابعًا وهوية تميُّزنا عن الآخرين وتعبِّر عنا باختلافْ؛
تكونُ الأزمة الحقيقية للانتماء الفكريّ الكتابيّ!
.
.
.
.
لن أتحدث أيضًا عن ذلك النوع المدجَّن / المؤدلَج من الأدباء
لأنهم ينطلقون من فِكرٍ فاسدٍ وعقول أعيد تشكيلُها, ويعون أثر كل حرفٍ يكتبونه وهدَفَهُ ويتنبؤون بِصداه!
بل سأتحدث عن ذلك النوع الذي أراه ضحيةً غافلةً مُغيَّبة, ولقمة سائغةً لذلك الانفتاح,
عن ذلك الجيل الجديد من الكتّاب الذي وجدَ نفسه أمام كم هائل من نتاج الثقافات الأخرى التي لا نتقاطع معها في لغة ولا في بيئة اجتماعية ولا دينية ولا فكرية
(متمثلة في الشعر المترجم والروايات المترجمة بخاصة)
فراح ينهل منها بلا وعي, متجاهلاً أن الارتكاز الثقافيّ الأول والأمتن والأقوى يجب أن يكون على الثقافة الأم, قراءة واطلاعًا وتأثرًا .. وتعلمًا وغوصًا ونهلاً من عيون الأدب العربي النقيّة,
ثم الانطلاق بهوية متينة وانتماء راسخ للاطلاع على ماسواه من الآداب.
لذلك نجد هذا الجيل من مثقفينا الجدد تائهًا في خليط
وبدلاً من أن يرتقي بمبادئه في الانفتاح على الآخر ويفهم ضرورة تلاقح الثقافات
والفائدة العظيمة منه في فتح آفاق جديدة وتعلم أساليب جديدة والانطلاق برؤى مختلفة تنم عن وعينا ولا تصطدم مع ثابتنا وتحفظ لنا هويتنا؛
وجدناهُ يهبط إلى دَرْك الانسلاخ من هويته والذوبان في ثقافات وبيئات لا تمت له بصله ويضيع فيها ويتقمصها بشكل مقيت
ثم يمسك قلمه ليكتب لنا أدبًا أعوج / أعرج لا يكاد يقف على قدميه ليعبّر عن ثقافةٍ ما !!
ولولا أنه مُذيل باسمِ كاتبه العربيّ لظنناه أدبًا مترجمًا !!
وإنك لـَتلمحُ فيهم: ضعف السليقة العربية, وكثرة الأخطاء اللغوية والإملائية و النحوية , واستخدام أساليب تتعارض مع قواعد العربية لأنها منقولة بحرفها عن لغة أخرى
وما ذلك إلا لاستعاضتهم عنها بسواها في مرحلة التكوين الثقافي الأول .
..
ولعل نقرة بحثٍ بسيطة عبر محرك (google) تجعلك تقع على كم لا يستهان به من النماذج التي تحمل لنا فداحة الأزمة وأثرها على الحقبة القادمة للأدب المحسوب على (العرب)

وقد أدرجت منها على سبيل المثال ( النماذج منسوخة من المواقع الشبكية كما هي بأخطائها دون أي تعديل ) :

سأتهم التقويم الهجري
واسحب من يسوع شهادة الغفران
واصلب جسدي على نهديها
انا بشارة الحب
وانتي بسمة الخلاص
اشهد انه لا عاشق غيري
ولا حبيبة سممت كل مساماتي بشوقها مثلك

(من نص: هلوسات مجنون / للكاتب : عمار جنيد )
..

ويقول آخر:
وسقطَت هناك
مغشيا عليها
تطلب الغفران
وتغسل بوضوئها فيك ذنوب الأصابع
صدى صوتك يمسح عن جبين دفاتري حزن قصائدها العتيق
يمسك بناصيتها
ويجرها بعيدا عن مدينة الفرح الآتي
ويقول لقابلة القصيدة
عمّديني بالشبق الوردي
وعندما يأتي المساء
تجولي في تيه أعماقي


(من نص :رسائل قصيرة / للكاتب :الجندول )

ومن نص آخر:
كـ قِسٍ شديد الوسامة , وأنا الراهبة في دير مبادئي ,
أُردد خلفك صلواتي وشوقي يشتعل ..!
..
لا تتلو أسفارك أمامي , تهديني الرشاد ,
كافرة أنا بها , وسأمارس خطيئتي بك ,
ولـ أذهب إلى الجحيم ..!
..
إبتعت صكوك الغفران بنبيذٍ أشرب نخبه فوق حصير " أناك " ,
بحق الإله متى أصحوا .!

(من نص: مطر / للكاتبة : مانوليا
...
وهذا آخر يقول :
شكراً لـ الرب
لأنه جائني من خلف أجراس المعابد
لأنه ولد من منابر المساجد
لأنه يسكن روحي ويلون أصابعي

(من نص: اختلفنا في النبوءة والخطيئة/ للكاتب : روح شريرة )

...
وتقول أخرى:
الحانة الرخيصة والمبتذلة التي تقع يسار صدرك
رغم طراز بناءها الفاخر
تذكرني تماما بحانات "لندن" الشهيرة
التي تصر أن ترتدي ثياب راهبة
وبداخلها أحدث العاهرات!

(من نص: حديث الروح/ الكاتبة: روح )

..
وفي نص آخر مكتظ بالتجاوزات :
غفرانك أيتها الآلهة المبجلة
أنا العاشقة الأبدية
أنشد في رياضك الرحمة
وأعوذ بك من غضبك
وشر عقابك

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت يوماً
ضقت بالحب
أو ضايقت الحبيب

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت لعنت ذلك الاستعباد
الذي يتوجني ملكة

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت سمحت لشيطان الملل
أن يوسوس في صدري

غفرانك أيتها الآلهة
إن شكرتك شكراً
لا يليق بعرفانك

غفرانك أيتها الآلهة
إن عصيتك بالانسياق
وراء شهوات الشك
والغيرة

أنا العاشقة السرمدية
الفقيرة إلي رضوانك
أدعوك بأسماء الحب الحسنى
يا حب
يا غرام
يا جوى
يا هيام

أظليني أيتها الآلهة بظلك
كي تورق أغصاني
تتفتح أزهاري
وأبقى أنثى

نص: صلاة إلى آلهة الحب / بقلم ولادة (كاتبة كويتية) / في مدونة ولادة.
..
وفي نص آخر :
الأنثي جنه عرضها سموات الجمال
هل يفق من تاه في أنثي غارقة بنبيذ الأندلسي
الأنثي غرقٌ ببحر الجنون حد الغوايه
الأنثي خطيئة هبطت بآدام أرض الفساد
ومازال يتكبد عناء الخطايا حتى تغفر له بقربها ..!

(من نص: صلاة عشق/ الكاتب: روح شريرة )
...
..
.

ولعل المتأمل لهذه النماذج يلحظ المؤسف في الأمر
وهو أنّ هذا الانسلاخ الفكريّ والزهد في الهوية الأصلية بدا منحصرًا في الإغراقِ الشديد والمبالغة في استعارة المفردات الكَنَسِية والتصاوير المتعلقة بالعقائد الوثنية المنحرفة والآلهات والخرافات المستمدة من أحطّ التراثات البشرية وأكثرِها انغماسًا في الكفر والجهالة.
ثم إسقاطِها - مجازًا - على أمور معنوية مطروقة كالحب والأمل والحياة والمستقبل واليأس والحزن, والندم وغيرها
ما جعل هؤلاء الكتاب يستهينون بأشياء حساسة متعلقة بالدين والعقيدة
ويجترئون عليها, فباتت تجري في أقلامهم وكأنها جزء من حياتهم
حتى كأنما تربّوا في الأدْيِرَة .. أوآمنوا بآلهة الإغريق إفروديت وآلهة الفينيق عشتار .. أو ترنحوا في الحانات .. ومارسوا الرذائل !
أو لكأن هذه المعاني لا يمكن أن يعبَّرَ عنها بصور أخرى أرقى وأجمل, مستوحاةٍ من مكان وزمان ولغة تعبر عن هويةٍ وانتماءٍ واعتزاز مشرق !
غير أنها تبعيةُ المغلوب للغالب .. وانبهارُه غيرُ الواعي به !




.
إننا حقًا بِحِيال أزمة انتماءٍ كبيرة
لأن هؤلاء يظنون أنهم يحسنون صنعًا, وأنّ هذا اللون من الانمساخِ هو الثقافةُ الحقيقية, وهو التميّز, وهو الإبداع والإبهار.
وكأنما يريدون أن يخبروا قُرّاءهم أنهم مطّلعون ومثقّفون!
فهل المثقف هو من يتسول من الثقافة الغربية مفرداتها وأجواءها ثم يكتب
ضاربًا بالبيئة التي هو منها وفيها عرض حائطه الملئ بالشخابيط التي لا قيمة لها إلا في فكره وعقله ؟؟!!

.
.
.

وأعيد ما بدأت به من أن معظمهم غير مؤدلجين
بل إن كثيرين منهم لا يقصدون المساس بالهوية الدينية التي هي جزء مهم من الهوية بعامّتها, ولا يعون أنّ التلفظ بهذه المفرداتِ واستمراءها ينم عن إعجابهم بهذه البيئات والأديان والعقائد
من حيث شعروا أم لم يشعروا, ولا أنّ المسلم المعتزّ بدينه لا يقدم أدبًا نَبتَ في حدائق الأدْيِرة والكنائس ومعابد الأوثان والآلهات !
إنهم مجرد مقلدين لا يعون
يقرؤون.. يدمنون القراءة .. يتأثرون .. ولا يعون!
في حين لا نكاد نجد أديبًا غربيًا ينسلخ من هويته ومجتمعه
ليستعير مفردات من الإسلام والمسجد والتوحيد والعبادات أو حتى من البيئة العربية على أصعدتها الاجتماعية المختلفة
ويقدم من خلالها أدبًا يعبِّر عنه وعن مجتمعه !!

ويبقى السؤال:
من يلتفت لتوعية هذه الأذهان الغضة إلى القيمة العظيمة والمعنى الرائع للأصالة والانتماء والاعتداد بالهوية؟
من يعلمهم الفرق بين (الانفتاح الثقافي والإطلاع ) و (الانسلاخ الفكري وضياع الهوية) ؟
من يبيّن لهم أن الوسطية والأخذ من الآخر ليس هو الذوبان في ذلك الآخر حد الشتات والتيه !!
من يخبرهم أن هذا اللون الذي ينتهجون ليس له من الجمال إلا اسمه ومن الإدهاش إلا رسمه ؟؟
ومن يلفت أنظارهم إلى أن لغتنا العربية بتراثها الفاخر و بأساليبها المنوعة وصورها وأخيلتها وبلاغتها تمنحنا أوسع ما يمكن لنبدع وننقل هذا الإبداع إلى العالم بفخر وتميُّز ؟
.
.
 
توقيع :  عبير محمد الحمد

 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها