إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


على مقعد الإنتظار ..!

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20/02/2011, 01:04 AM
الصورة الرمزية زياد محمد
زياد محمد زياد محمد غير متواجد حالياً
إكسير الحياة
 



زياد محمد has a spectacular aura aboutزياد محمد has a spectacular aura about
Lightbulb على مقعد الإنتظار ..!


على مقعد الإنتظار ..

ذات مساء , أخذني القدر حيث سوق غرناطة " الرياض "
أتعرفون غرناطة ؟
وكأني وليد اللحظة .. كُل ما حولي مُستجد
التنوع بين البشر .. و فيه من المناظر ما يعجز اللسان عن وصفة و ما تمل اليد من رسمه ..

آذنتني بإنكسار قريبةً لي لآخذها إلى ذاك السوق , فتحطمت قواي أمام هذا الإنكسار الذي يرسم إبتسامة بريئة على شفتيها .
فبادلتها الموافقة .. ففرِحت فرحاً شديداً , و أي فَرحٍ عند النساء يعدل فرح التجوّل في الأسواق .!

ما أن بلغ من الوقت دقيقتين من الموافقة , و إذا بها تُفاجئني ( خلّصت يا زياد )
فأخذني الذهول ..
كيف إنتهت بتلك السرعة ؟
اللهم أحفظنا من كيد النساء ..!!

بعدما وصلنا إلى السوق , طلبت مني هذه الفتاة " ساعة من الوقت ", فالمكان يقبل بالجلوس لساعات و ليست ساعة .
بادلتها بالموافقة .. و توجّهت لمقعد الإنتظار .
و أنا في طريقي لهذا المقعد , رأيت "الممثل المصري / فؤاد المهندس" جالساً على حافة المقعد ..
يا سبحان الله !! فؤاد المهندس حيَّ ؟! و أنا قرأت عن وفاته ..!
فأخذت بالبحث عن معشوقة "فؤاد" .." الممثلة المصريّة شويكار"
علّها تمُر صدفة كي تجعل من الشك واقع , لكن للأسف بعد إعادة النظر في هذا الرجل العجوز أتضح لي بأنه شبيه لفؤاد .!

سبحان الله يخلق من الشبة ستين .. !!

تأملت في هذا العجوز , و كأني أرى الدنيا و قد حلّت رحالها عليه , فقد لبس الهمّ و تلحّف بالغمّ ..
لمّ عظامه و أرتحل من هذا المقعد , فأخذ يمشي مشية الظالع , يخطو بخطوتين عن خطوة شاب بدين
يطأطئ رأسه في كُل خطوة ..
يا سبحان الله !! هكذا ابن آدم ..." ثم تردون إلى أرذل العمر ..".!

و مرَّ من أمامي شاب من خُشارَةُ الناس يُرافق فتاة خَيْتَعورُ , أظنها زوجته .
نخر الإعلام عقولهما كما تنخر الدودة الجيفة , و نال منهما المجتمع الغربي بسذاجته ما جعلهما يمشون مشيته , و يأكلون أكله
و يتحدثون حديثه .!
تسير خلفهم طفلةٌ بريئة , قدّر الله عليها بأن تتربى كما يُريد المجتمع الغربي الفاسد ..
تلهث خلفهم بتأمّل .. بعد إشراق النضوج .!

تلك زمرةٌ من النساء , كاسيات.. عاريات.. مائلات.. مميلات .!
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة , تلتحف كُل واحدة منهن بلحافٍ أسود مزركش , يسُّر الناظر و يغضب الناصر .!
يتذيلهُنَّ رجل قد بدت على عيناه نظرات الغلبة و القوامة منهن , يسير خلفهن ذليل , و كأنه صاحب حاجة ..
فلا يستطيع أن يعدو عليهن بالخطوات ..
كُل واحده منهن تنظر له بنظرات التسلّط و الكبرياء ... اللهم لا تنكس الفطرة ..
كيف بالرجال تسير خلف النساء وهم قوّامون عليهن ..!!

و هذا شاب عشريني يُقبل عليّ , يخيّل إليّ بأنه من نتاج مدرسة ( أم بي سي ثري ) أخذ من كل برنامج من برامجها و عروضها , نموذجاً يعلقه
على جسده , و يردده على لسانه , يحيّر العاقل , و يضحك المجنون ..
هل أحدثكم عن لبسه و مشيه ؟ أم أحدثكم عن شعره !
لا أظنه يفرق عن الببغاء في ألوانه و فرقة ريشه شيء , بل أننا نرجو من الببغاء مالا نرجوه منه .. من يُعيره عقلاً من عقولكم ؟!
يعود به إلى صوابه لو للحظات , فتكسبون به الأجر .. !

من هُناك .. يُقبل رجلاً و قد بدت عليه وعثاء السفر ..
كئيب المنظر , مغبر الشعر , رث الثياب , إستطار عقله من ذاك .. فشخص بصره , و أضاع مشيته
فلا يعلم بداية المكان من نهايته ... يجوب السوق طولاً و عرضاً , يدخل في هذا الدكان و يخرج منه للآخر
يخاصم هذا و يصافح ذاك ...
مرّ من أمامي جسداً بلا عقل ..
بعدها أيقنت بأن المال المُفاجئ يعرض صاحبه أمام الآخرين بصور غير لائقة ..
كمن أمسى فقيراً و أصبح غنياً .!

يمرُ من أمامي رجل دين ( مطوّع ) , يمشي بسكينة و وقار, كأنه غريب أو عابر سبيل
فهو على يقين بأن هذا المكان ممر و الآخرة مستقر ... يُعجب به الناظر , ملتحياً , مقصراً إزاره , يبعث في القلوب الألفة و المحبة
كم نحبهم ( المطاوعة ) و كم تأنس النفس بهم , و يلين القلب لوعضهم .
بهم صلاح أمة , وبفقدهم فساد أمة ..
لم نسمع و لم نقرأ , بأن أمةً سلكت طريق الصلاح من فاسق أو فاجر , ولم نرَ صلاح مجتمع قادهُ ساذج متحرر .
ولكنه فضل الله بأن جعل في كل مجتمع ( مطوّع ) ليوقظهم من الغفلة , و يُعيدهم إلى الرشد ..

أرآه و أحدِّث نفسي :
لا يحرك رداء حلمك تصرف ساذج مارج , و لا تنظر لمن نال منك في خلوته
فوصفك بما ليس فيك , و كُن كما آلت إليه نفسك الآن , و أكثر من النوافل
فلا تنسى الليل .. ففي الليل مُناجاة ربّ العباد . فليس لنا بعد الله إلا أنت ..!
حفظك الله و أنار طريقك بالإيمان و طاعة الرحمن ..

أحسست بأن الوقت قد طال , فإذا بي أنظر إلى الوقت , و قد بلغ ساعتين على الموعد المحدد .
سبحان الله !
النساء آية من آيات الله , فيهن من الذكاء و الدهاء ما يعجز عن وصفه الواصفون .
بعدما جاءت سألتها :
تأخرتي عن الموعد المحدد ؟
قالت : السوق كبير و الأماكن متشابهه فتهت و جئتك صدفة .!

في هذه الرحلة بدأت في إنكسار و ضعف , و إنتهت بذكاء و دهاء نسوان ...


بحفظ الله ..

كتبته في ،،
19/2/1430هـ

 
توقيع :  زياد محمد

 

بين أحضان الأمل ..!
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها