إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


صـلاة الـذكريــات

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10/12/2009, 05:42 PM
الصورة الرمزية جهاد خالد
جهاد خالد جهاد خالد غير متواجد حالياً
[ . مَلائِكيّـة . ]
 



جهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond reputeجهاد خالد has a reputation beyond repute
افتراضي صـلاة الـذكريــات

أطلّت من النافذة على تلك التلّة البعيدة تراقب شروق الشمس ، منظر تشهده كل صباح كأنها المرة الأولى التي تعانق فيها عيناها لون الضوء. أغلقت عينيها لبرهة قصيرة وتنفست شهيقاً عميقاً ثم أفلتته من رئتيها بهدوء يرسم أمارات الراحة على وجهها الوضّاء، وتفتحت أجفانها عن مقلتين تحاولان عبثاً الظهور خلف ستار مترقرق. وبحنان غريب ارتسمت على شفتيها ابتسامة رضا ، أضفت على مظهر الدمع غموضاً أليفاً يحكي مشاعراً غير مُفسّرة.
أحسّت فجأة بكفين دافئتين تلفان كتفيها ، فسرت في جسدها قشعريرة نفض بها جسدها برد الخوف عنها.
ثم جاءها ذلك الصوت الحنون:
- صباح الخير يا ربيع القلب
أجابت في نفسها " أوّاااه كم أعشق رنـة صوتك في قلبي"
وأجابت بصوتها دون أن تلتفت :
- صباح الدفء يا حيـاة الروح-
ألـن نُـفطر اليوم؟!
أطلقت نحو الأفق ابتسامة رقيقة قائلة:
- ألـن تغير هذا السؤال يوماً؟!
ضحك بمرح:
- حتى تغيري طقسكِ المقدس هذا
وسكت لحظة ثم استرسل:
- بت أشعر أن لكِ عند هذه النافذة صلاة مقدسة كل صباح ، فلم يعد يخالجني شكّ في أن أفتح عيني يوما ولا أراكِ واقفة هنا
التفتت إليه أخيرا تحمل إليه ابتسامة كالشفاء للعليل:
- هي كذلك صلاة مقدسة
ضحك مُداعباً :
- لماذا لا تؤدين صلاتكِ هذه عند نافذة غرفتك؟! هل يجب عليّ أن أستيقظ كل صباح لأرى ظهرك!!
رمقته بنظرة طفلة تتعمد إغاظة أحدهم وقالت:
- أنا أفعل ما يحلو لي وقتما يحلو لي أينما يحلو لي ، وحركت طرف لسانها خارجا في حركة طفولية
- ألم تتعلمي في المدرسة أيتها الصغيرة سوى كلمة "يحلو لي" ، وضحك بسخرية مصطنعة لاستفزازها
ويبدو أنه نجح في إغاظتها فعلا ، فاتجهت نحو السرير وأخذت توجه إليه قذائفاً من الوسادات. هرول نحوها وهو يتفادى قذائفها بيديه ، حتى أمسك بيديها ليمنعها من الاستمرار ثم ألقاها بلطفٍ إلى السرير وهو لا يزال ممسكا بمعصميها ويصرخ فيها بشكل تمثيلي وهو يضحك :
- ألن تتوقفي عن شقاوتكِ هذه أبدا! ، قولي أنا آسفة ياسيدي
ضحكت في تحدٍّ وقالت بمكر:
- لست آسفة يا حبيبي
أخذا يتبادلان المشاكسات ويضحكان طويلا ، حتى أفلت يدها وارتمى إلى جانبها كأنما أُنهك .
تأملا سقف الغرفة في صمت كأنما يشاهدان شيئاً استرعى انتباههما حتى قطع ذلك الشرود بصوت جاد قائلاً:
- لماذا تفعلين هذا؟!
رفعت رأسها عن السرير ونظرت إليه بتعجب:
- أفعل ماذا؟!
أجابها وهو مازال ينظر إلى الأعلى:
- لماذا تقفين هنا كل صباح وتذرفين تلك الدمعات ، وترسلين هذه الابتسامة؟!!
أراحت رأسها ثانية وشردت ببصرها إلى الأعلى:
- أخبرتك أنها صلاة-
أنا لا أمزح الآن
- وأنا أيضاً لست أمزح ، أصلي لربي شكرا
- علامَ ؟!
- عليك
التفت إليها بحنان:
- ولماذا تفعلين هذا هنا ، في غرفتي ؟
- لأنني أفعل هذا مذ كنت صغيرا ، هنا ، في غرفتك
سكتت قليلا ثم أردفت :
- كنت آتي هنا كل صباح ، أشهد أشعة الشمس وهي تشرق على كفك الرقيق ، ككف ملاك صغير ، وأرسل دمعات شكري إلى الله ، وأرسل إليك ابتسامات رضاي ، حتى يأتي والدك لينتزعني من شرودي سائلا عن الفطور .
ونظرت إليه وضحكت
ثم تابعت بابتسامة شابها بعض الألم:
- أنت تشبهه كثيرا ، رحمه الله
فقام إليها وقبل رأسها وكفيها وهمس لها في رقة :
- لا حرمني الله إياكِ يا أمي.
 
توقيع :  جهاد خالد

 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها