إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > حرائـر غيمتي
التعليمـــات التقويم

حرائـر غيمتي هنا .. تستأثر أنت بصوت حرفك وأصدائه.


إتقن فن الحياة.!

هنا .. تستأثر أنت بصوت حرفك وأصدائه.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07/08/2011, 04:01 PM
رداد السلامي رداد السلامي غير متواجد حالياً
إملائي
 


رداد السلامي is on a distinguished road
افتراضي إتقن فن الحياة.!

نهاية وجودنا الفناء ، فلماذا نخشى الموت ؟
-لكن ثمة حياة أخرى ؟
يقينا هناك حياة أخرى ،ومادام ان هناك حياة أخرى فإن فناءنا لن يستمر ، ولابد من بعث ونشور ، وحساب ، وجنة ونار، وعليه اتقن فن موتك ، كي تأتي حياتك هناك متقنة.
-وكيف يتقن الإنسان موته؟
بأن يختار كيفية موته، بأن يحدد مسار حياته هنا ، على النحو الذي يرجوه هناك.
-أنت تدعوني إلى الموت؟
لا يا صديقي ، أنا ادعوك إلى فن الحياة ، فأنا ضد أن تغامر بروحك هنا ، ولكن ما أقصده أن الحياة القصيرة التي تعيشها هنا ، هي التي ترسم حياتك المديدة هناك ، إنها معادلة كاملة ، أما الموت فإنه آت لا محالة ، شئنا ام أبينا ، وعليه عش حياتك وفق القيم ملتزما بها ما استطعت "فاتقوا الله ما استطعتم".
يرد صديقه:
-أنت تدعوني إلى الحالة الملائكية الخالصة ، أنا إنسان.!
-أنا لا ادعوك إلى تلك الحالة ، فكإنسان لا تستطيع ان تسمو إلا بقدر ما تكافح في أعماقك نوازع الشر وتكبح غرائزك ، وتسد مداخل الشيطان ، وتتحدى عوامل الجذب والإغراء ، فحين تبدي لك الحياة مفاتنها بكل عهر ، أقهرها بصدودك ، وإعراضك ، وتنفس غرائزك من خلال مجراها الطبيعي والشرعي ، ملتزما العفاف قاصدا وجه الله، ومستخفا بتلك المفاتن برجولة صادقة ، وكن يوسف ذاتك ، حين تكون الحياة زليخاء"هيت لك".
واحتفظ بثبات قيمك ، وأصالة روحك ، ولا تدع روحك تشرب من وحل آسن ، واروها من منابع القرءان والذكر والفكر الزلال ، فإن الروح تظمأ ، وتتبدد ، وتقتل بعلمية ماكرة ، من قبل أؤلئك الذين يرون في الإنسان جسدا ووجودا ماديا محضا ، وعندما تتلاشى روحك يا صديقي ، تتلاشى فاعليتك في الحياة ، وتتعطل الحاسة المعرفية لديك ، فلا تستطيع ان تميز بين الخير والشر ومعادن الناس ، "فالأرواح جنود مجندة" وسيأتي يا صديقي من يتحدث إليك بلسان المؤمن ، وسيخترق مجالك بدهاء ، يتحدث بفكرك ، ويفكفك صفك ، مزعزعا قيم من ينتمون إلى انتماءك ، دون أن تشعر ، وسيلعب عبر أقرباء يتقنون المكر مثله ، ليستخدمهم كبيادق ذكية فكيف تفعل؟
مرة أخرى ، أصقل روحك ، فالروح ترى ، والعين تصاب بالعمى غالبا ، والحياة مختبر كبير تكشف معادن الرجال ، ومواطن الكشف كثيرة ، "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ، حتى يميز الخبيث من الطيب" واعلم ان الذين يقفون أمام أوبة الروح ، هم الذين جرحوا كرامتك ، وبذلك فأوبة روحك تهديد وشيك يوخز ضمائرهم ، إنك تجلدهم بسوط عودتك ، الى ربك ، وتضعهم أمام مأزق سقوطهم ، لا سقوطك الذي كان ، لأسباب كانت أكبر من أن تظل ثابتا أمامها ، وأخفى مما يدركون.
فأسوء سقوط ، هو سقوط المطمئن بصواب ما يفعله ، "قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" ولا يصدر مثل ذلك السقوط إلا عن غفلة أو كفر بآيات الله ولقاءه.
لايوجد تحالف بين الخير والشر مطلقا ، إلا في هذا الزمن ، ولذلك استدرج الشر الخير إلى لقاء مشترك ، فأخذ الشر ينحت من الخير الكثير ، نحت في الروح والقيم والمبادئ ، فيما صيد الخير فخا ، يعزز من مجال الشر ، وما بين ذلك أصبح الخير أعمى ، لا يجيد فن التمييز ، لقد تلاشت روحه في تلك المساحة المشتركة ، التي استطاع الشر أن يمارس من خلالها النحت في الخير بإبداع ، تحدثت عنه ذات مرة.
هذا حديث سيخرب بيتي ، كما يقول المصريون "هيخرب بيتك" ولا يهم ، خراب بيت خير من خراب بيوت ، فالشر يختار ضحاياه من الخير بإتقان ، إنه يفرغه من قواه الحية، ويجرده من أدمغته ،ويستنزف طاقاته ليعطلها ، أو ليوظفها ضده ، ولا يدمجها الا في حيز هامشي ، في حالة تهميش يضمن معها عدم عودتها إلى مجالها الحيوي الطبيعي ، ولن يعود الا من كان قويا وفيا .
أخيرا "ارجع لحولك كم دعاك تسقي"
وعلى الله قصد السبيل
 
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:38 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها