انثيال بوح

[ابتسام آل سليمان]

لا أدري أيها البردوني , لم اجتاحني طوفانك المتعاظم بؤسه :
تمتصّني أمواج هذا الليل في شره صموتْ
وتعيد ما بدأت … وتنوي أن تفوت ولا تفوت ْ
فتثير أوجاعي وترغمني على وجع السّكوت
وتقول لي : مت أيها الذواي … فأنسى أن أموت

***

لكنّ في صدري دجى الموتى وأحزان البيوتْ
ونشيجّ أيتام … بلا مأوى … بلا ماء وقوتْ
وكآبة الغيم الشّتائي وارتجاف العنكبوت ْ
وأسى بلا اسم … واختناقات بلا اسم أو نعوت ْ

***

من ذا هنا ؟ غير ازدحام الطين يهمس أو يصوتْ
غير الفراغ المنحي … يذوي … يصرّ على الثّبوتْ
وتعبّه الآحاد والأعين الملآى بأشلاء الكبوتْ

***

من ذا هنا ؟ غير الأسامي الصفر تصرخ في جفوتْ
غير انهيار الآدمية وارتفاع (البنكنوت)
وحدي ألوك صدى الرياح وأرتدي عري الخبوتْ

...اجتاحك الليل و ذي أمواجه تجتاحني...!
واجتياح دون اجتياح و احتياج دون احتياج ...!!
ومع ذا :
وحدي ألوك صدى الرياح و أرتدي عري الخبوت ...!
وحدي ألوك صدى الرياح و ينثني الحرف الصموت ...!
وحدي ألوك صدى الرياح و أبتغي قتل السكوت ..!

[ابتسام آل سليمان]

,واحتجت أن أبكي ...
اليوم غذا طعم الدموع حلوا بعض الشيء ... ربما لأنه أضاف على بوحي المر بعض المذاق ...!!
لا بأس إن اكتسى الحروف الشحوب ...!
بل لهو شيء يدعو الأحزان كي تذوب..!
فتنكسر عنها صخرة التمرد و إلى الروح تؤوب ...!

[ابتسام آل سليمان]

صباح الخير يا آل الإيــابِ ****** صباح الخير يا قمم السحــابِ..!

[ابتسام آل سليمان]

تتمة ...
أ تراك ... ضجيج تساؤل يختال !
أتراك كنت رباب ودٍ فما هطلتْ...!
أتراك كنت ينابيع الأملـ البعيد ... فأقفرتْ واحات وصلك و أجْدبْتْ..!
أتراك ذاك السراب و سراب السراب ... يختالـ في بيداء يومي .. فلا كنت كالماء .. انسكبْتْ..!
أتراكـ ضبابا يبحر في مداي وما رسوت ْ..!
ترى :
هل لفظتك أسئلتي وضقتَ بها ذرعا .. و لغيضك كتمت ..!
أتراك ترنو إلى ماض ٍ قريب .. وحزنا عليه أرثيت ْ...!
أتراك يسبيك التذكر أم كنت عابر حنين ٍ فما أُسرت ْ..!
؟
؟
؟

[ابتسام آل سليمان]

أمـي..
و ها أنت الآن بعيدة عني ... تدثرين جدتي بعظيم رعايتكـ و بليغ امتنانكـ لها و لسان حالـك : رب ارحمها كما ربياني صغيـرا .., فيما مضى كنتِ ابنة جدتي الصغيرة المدللة و كانت تحوطكـ حبا و رعاية و حنانا و اليوم هي ذي جدتـي مريضة و ها أنتما تستبدلان الأدوار على مسرح الحياة ...!
فيا للـه ...!
همسة :
عودي إلينا سريعا , فالجمالـ في بيتنا أشبه بلوحة ربيع رسمها أحدهم بالأبيض و الأسود ...! فهل يقالـ عنها ربيع أم خريف؟؟؟!

[ابتسام آل سليمان]

يسمونني .. ابتِسـامة..!
وهم ْ يخالونَ دربي مشرقاً و الأنس له علامة ..!
وما دروا ياويحهـم أني أغرقُ في لجةٍ كالعتامة ...!
وإن شئتمْ فسمُوها غَمامة ..! أو قتامة ..!
يقولُـون:
البسمة لك شـامة ..!
وما علموا أنهـم أخطأوا الوصفَ .. فكانَ الأولى بهـمْ أن يهتفوا :
الحـزنُ ارتضاكِ شامة ..!
ولكنَّ نعوته في الجبن ِ آيـة..!
فها هو يطوي الربـى .. يبدي انهـزامَه ..!!!

[ابتسام آل سليمان]

أنين قلب:
لا أستطيع أن أقتل شوقي وإليك أعود!
لا أستطيع أن أبتني دار حب أخرى للخلود!
لا أستطيع أن أعلمهم أو أعلمني معنى الصمود!
لا أستطيع أن أتسامى على كل هذا الجمود!
لا أستطيع أن أهمس :
هاقد أتيت فحيوني من جديد!
هاقد أتيت فدثروا الحب الوليد!
هاقد أتيت فهذا اليوم عيد !

[ابتسام آل سليمان]

أكاد أغرق في بحر دمعي، كطفل صغير وبخه والده...! لأنه لم يحسن التصرف، وظل يذرف الدمع حتى داهمه النوم ...،وحين المنام رأى فيما يرى النائم، أنه مبتلى" بنهر من الدموع ، و الناس تأتي تغترف منه ، فمقل ومستكثر..!
كان يمني نفسه أن النهر سيجف و سينضب معينه ذات تضج ، و لكن كان وهما على وهم...! كما الآل، يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا..
تمنى شيئا واحدا :
أن يهدي النهر للقاسية قلوبهم ، و أن يحول مجراه لهم ، ولكن كيف السبيل ومنبع النهر عينيه؟!
ترى هل ينتبذ من الكون مكانا قصيا ... لا يصاحب فيه إلا أرباب الأنهر الدامعة ،
يحييهم بالدموع...
يصبحهم بالدموع ...
ويتهادون الدموع ...!
فكونهم مائي و بحارهم دامعة و شموسهم منكسرة حائره، و القلوب زجاج هش ... ولن يحطم بعضه بعضا؟!

[ابتسام آل سليمان]

قد غيّبوا تلك الرؤى لم يحزنوا...!


قد سيّروا حقد المدى لم ينثنوا..!


قد كفّنوا سحـر الربيع وأعلنوا :


وأد الجمال , فمثله لم يسكـنوا...!

[ابتسام آل سليمان]

هل على مثلي أن تتوقف عن الوقوع في حب الأشياء؟ !
لأنها لن ولم تكن إلا كبعض العالميـن !
خلف أيدينا نحمل لهم طاقات ورد الحب !
وخلف أيديهم يحملون لنا طاقات دمع الحب ....!
من كل جحيمٍ دمعة!
ومن كل حزنٍ لوعة!
وعندها ,أحرف البوح بكماء وآذانه صمّاء,
فهل نناجي الخيال
ونهمس للخيال
ولسان الحال, نازكٌ ملائكي :
لاشيء غير الريح تعصف في الدجى !
لا شيء غير تنهدي وبكائيا !
وسؤال مدوي:
هل بمقدوري أن أناجي الأشياء هامسة :
لم أعد أحبك وبعد أن أكفكف دمعي أعود إليها كما الأطفال يصنعون ؟!