انثيال بوح

[ابتسام آل سليمان]

بقدر ما أحببتها بقدر ما أضحى حبها يتوارى في أعماقي !
كانت ككل الأشياء وكبعض الورى !
قرّبتني إليها وأنأتني عني !
أعطيتها إياي وأخذَتْني مني !
أحزنتني في القمة التي أبهجتني فيها..
وأبكتني في الدهر الذي أضحكتني فيه!
لا أظن أن أحدا أدمن حبها مثلي ...
أمست رؤى منامي !
و نجوى خيالي..!
التصقتُ بها كما لم التصق بشيء قط في سالف أيامي !
و الآن ...حبها يخبو و يضيء كما نور المنار !
أشتاقها نعم .... ولا أدري متى سيموت حبها ..؟؟!
...و قاصمة ظهر القلوب :
هوالحـبُّ فاسْلَمْ بالحَشا ما الهـوى سَهْـلُ****فما اخـتـارَهُ مُـضـنـىً بـهِ ولـهُ عَـقْـلُ !
هل بمقدور أحدنا أن يبوح لمن يحب :
أريد أن أتوقف عن حبك لأني أحبك !
ولأني أحبك فقد أخذْتَني مني وسلبْتَني إياي وأريد منك أن أستعيدني ؟
وتسترسل في الحديث حتى الانهيار ... وبعدها لن تجد من تحب إلا و يديه تمتد...
تكفكف دمعك ! وتغسل حزنك ! وتداويك بالتي كانت هي الداء!
حينهالا أظن أننا نملك من حروف الأبجدية إلا أربعة أحرف... ولسانٍ صموت, أو العدم و سيل دمعٍ جار..!

[ابتسام آل سليمان]

ياه يا وحي!
أنت منذ الآن غيرك ..!
[
فبعد اليوم لن تستمتعي بأبيات شاعرك الأوحد ،
والذي أتقن الصنعة الشعرية باقتدار,
للحد الذي يجعلك تهمسين بأعلى صوت : لا شاعر إلا هو !
]
.
.
.

[
وبعد اليوم لن تتلذي بفتات الوقت, الذي كنت تقتاتين عليه وبعض الصديقات ,
في محادثات مسنجرية وأخرى هاتفية !,
والتي تحيلك كائنا بشريا عاطلا عن كل شي إلا الثرثرة!]

....

[وبعد اليوم لن تسترقي النظر خلسةً,
إلى تلك المطبوعة, وكأنك لأول مرة تقرئين لابن معتوق أو شهرزاد
مما يجعلك تهمسين: يال اختيال الأحرف وأقلامهم ،
و كأنك لا تدركين أن الكتابة صنفان فأما الزبد فيذهب جفاء و ما ينفع الناس فيمكث في الأرض!
]
<<<<
[
وبعد اليوم لن تتأملي دفاتر ذكرياتك ,
مع أولئك الذين اقتطعوا ما شاؤوا من قلبك و خلفوه كاليتيم،
وفي غمرة التأمل تعانقين آل التذكر وأوهام النوى ,
وكأن ليس في العالم إلاهم ،]

...
[ وبعد اليوم لن تتساقط الإثارة في كونك الصغير ،
حين تنتبذين مكانا قصيا ,
تمارسين فيه قراءة رواية بوليسية لأجاثا,
وتنتطرين سيلا عارما من الدهشة ,
يطوف بأفق الحقيقة فيجليها عارية من كل شيء إلا من الألم,
وكأن ليس في العالم إلا رجل تحرٍ أوحد ، هو هيركيول بوارو!
]

[ابتسام آل سليمان]

سقط بعض أحبتي من عين قلبي ، فما رفعتهم أخرى أو حاولت بل حتى ندمت!
وحين سقط هو ، لم أرفعه وما حاولت ، بيد أني ندمت !
في الأولى :
سقطوا باختيارهم ، في الثانية سقط رغم عنه!
و نحن هكذا في الواقع من يسقط باختياره ، لا عزاء له سوى الألم !
ومن يسقط مرغما فكلنا له الفدا..

كم يسقطون إلى الحضيض من المدى=والقلب لا يبكي ولا يتألمُ !
حتى إذا سقط الحبيب تتابعت=دمعات عيني كالمسيل تلملمُ:
انهض فديتك ، هل أصابك عارضٌ=يالهف نفسي من سواك ألملمُ!

[ابتسام آل سليمان]

لقد أتْعبْتَ هذا اليوم مثلي = كتلكَ الشمسِ رادوها المغيبُ..!
فراحت تدفنُ الآلامَ نأياً = كبعض الجرحِ أثْخَنهُ طبيبُ..!

[ابتسام آل سليمان]

لقد أبْكَيْتِ هذا اليوم مثلي....
فحار الحب في عمقٍ سحيقْ !
وفاض الدمع من عيْنِي بحوراً ...
أقاومُ ما استطعتُ ولا أطيقْ !
فتنثالُ المواجعُ في جموع ٍ ...
وتزدحمُ المشاعرُ في الطريقْ !
فيقتلني سؤالُ القلب فينا...
كحد السيفِ أو نارِ الحريقْ:
لماذا تَحْضُرُ الأعذارُ دوماً
لتدفِنَ في مرابعنا صديقْ؟!
لماذا تَحْضُرُ الأعذارُ دوماً
لتدفِنَ في مرابعنا صديقْ؟!

[ابتسام آل سليمان]

لربما صرت أعيش بذاكرة مثقوبة ,
أو بنصف ذاكرة , حتى لم أعد أهتم بما يلتصق بنا كرمز مقدس, والحال:
نسيتُ همومها... فمتى أعيش الهم إنسانا؟؟!
فهل فيكمُ أحدٌ مثلي ؟؟!
خطرت في بالي القدس ,
وخطر في بالي عاشقها الذي يسكن روح كل مسلم / مسلمة ..!
وحينها هتفتُ بعيدا عن الخليل وقريبا منه :

يا عاشق القدس الحبيبة ِ لا تَرِم ْ ..!
فالحب في كفيك ثار ...!
و الشوق يهمي في سماك بعزة ..!
كيما يُبَعثر في روابيكَ الحصار ...!
لا تبكِ ..!
بعض القوم فيك َ معذبٌ ...
يروي لصاحبه القرارْ:
هنا كان النهار ُ فصول يومٍ ..!
يصانعه اليهود ُ لهم مزارْ..!
هنا كان الجمال دروب دهرٍ..!
فما ربحت تجارته .. فبارْ ..!
هنا كان الصباح دواءَ ليل ٍ ..!
فضاع الصبح في كهف ٍ و غارْ ..!
هنا كان الأمان تخوم َ قومٍ ..!
وها يمضي غريقا ً في بحارْ ..!
هنا كان البهاء سناء بدرٍ ..!
وها يسري أَفُولا ً .. لا منار ْ..!
هنا كان الحبيب رفيق روح ٍ ..!
فملّ الروح نأيٌ و انتظارْ..!
هنا كان الحبيب ُ سماء حبٍ ..!
تُساقِطُ دِيمَ غيثٍ كالبحارْ..!
هنا كنا و كانوا وهجَ حب ٍ..!
فمَنْ بالحب أفنانا انتظارْ ...! ؟

[ابتسام آل سليمان]

يجيئون كالعمي الصم البكم ...
يمارسون دور الوِصَاية البلهاء..!
والنصيحة الساذجة الخرقاء..!
بمنطق : حقٌ أُرِيدَ به باطلْ ..!
وشدقٌ عن قول الحقيقة مائلْ..!
و الحالـ :
ما نريكِ إلا ما نرى ..!
يقولون :
فلانٌ كالنور .. فلمَ أطفأتِ شمسه ...!
وفلان ٌ كالبدر ,, فلِمَ كثفتِ ضوءه ..!
؟؟!
وفلان كالسماءْ..!
فلمَ اعتبرته أرضا لا علاءْ...!
وفلان ٌ كالهباءْ ..!
لن يتجلى إلا إذا مسته نفحة ُ ريح ٍو هواء ْ..!
فلمَ منحتِه ِ حجما باتساع الفضاء ْ..!
إن هو إلا هباء..!
إن هو إلا هباء..!
و أقول :
إن أنتموا إلا غثاء..!
وزبدٌ يذهب جفاء ..!
فلماذا السخف ُ أيها الأدعياء..! ؟
تريدون امتحان حرفي
, شعري , بوحي , ألقي و النور ....؟؟!
هيهات ...!
هيهات ...!
هاقد أتاكم وبله و طلّه ..!
وهجيره وفيؤه ..!
وكثره و قلّه..!
فهل أنتم منتهون؟؟؟!
وإن عدتم عدنا ... و الله لا يحب المعتدين ...!

[ابتسام آل سليمان]

لاشيء أقسى من غروب الشمس والضوء ...انحسار...!
لاشيء أقسى من دروب الذل ... تسحقنا انتظار ...!
لاشيء أقسى من جدوب الأرض ، في وضح النهار ...!
لاشيء أقسى من جروح الروح ... و البوح ....احتضار ...!

[ابتسام آل سليمان]

و أرثي في فلاة الوصل قلبي= كما يرثي الحبيب الراحلينا ..!
و أهرع للأماني كل حلم = و ألتحف التذكر و الحنينا ..!
عسى طيف يزاورني بفجرٍ = بهي السمت يقتلع الأنينا !
عسى ذكرى تلملمني شتاتا = فلا تبقي المواجع و الحزونا !
عسى تمضي الليالي ومض برقٍ = عسى الأيام تزدرد ُ السنينا ..!