.. فصل أخ ـير ! ..

[شروق العامري]

(1)

للحكايات فصول وللفصول مشاهد وللمشاهد مواقف
وأحاسيس وكلام كثير ...
ولحكايتي معه فصول لا تلخصها سطور
وسطور تتراقص عليها قطرات المطر
وحروف تتمايل على نبض ما زال متيم به حتى .. الأخير !


(2)

صباحك سكر
وصباحي مر منذ أول صدفة أزالت من حواسي طعم السكر
وأبقت طعمك اللذيذ
يختال بزهو فوق شفاه .. الحنين ..
ها هو الصيف قد فتح ستائره المشمسة على حكايتي معك
وها أنا أجمع حقائبي للرحيل إليك
وأصفّ مشاعري بعناية لئلا تتبعثر حين أدسّ يدي بين يدك ونحن
نلتقي بعد طول .. فراق ..
لا تخشَ عليّ من مشقة السفر
ولا من حرارة الصحراء الممتدة بيننا
فأنا حين أسافر إليك تظللني غيمة حنونة تعبق بالحب .. وأنت
فلا ينتابني تعب ولا .. ملل
ولا تذيب أشواقي شمس بلادك .. الحارقة ..
ولا تخش من صعوبة التعرف عليَ بعد كل هذه السنين
هي أنا لم أتغير
فقط أصبحتُ أكثر .. نضجا
وأكثر جنونا .. بك !


(3)

الفراق ..
ما أشد كرهي له ..
وما أشد حاجتي إليك
أعلم أن أحاسيسك لم تعد كما تركتك آخر مرة
وأعلم أن التفاصيل التي أضفتها إلى حياتك جعلتك شخصا مختلفا
على الأقل كما يبدو لي
لذلك لا تكترث من دموعي حين تنهمر وأنت تحكي لي تفاصيل لقاؤك الأول بها
ولا تخش أن تريني صورة أطفالك
ولا ترتبك حين أسالك عن أسمائهم
وعن شقاوتهم وعن تفاصيل مجيئهم وفرحتك .. بهم ..
ولا تحاول أن تبرر التصاقك بهم
ونسيانك لأطفال حلمنا
فأنا قد استطعت أن أكون أما لهم وأبا
وصدقني أنني لم أهز صورتك أمامهم .. يوما
وكنت دائما أقول .. كم يحبكم هو
وكم أنا .. أحبه !


(4)

كم كنت مختلفا حين أحببتك
وكم كنت عظيما حين أجبرتنا الأيام على .. الرحيل
وكم كنت حنونا وأنت تحاول أن تنزعني منك بلطف
بدون أن تخلّف قطرة دم .. تفزعني ..
هو أنت بكل التفاصيل التي عشتها يوما بكل حب
رجل مختلف جذب الشمس من علوها وأسكنها .. قلبه
وحين همّ بالرحيل أعادها من جديد إلى فضائها الممتد
الفرق الوحيد أنه أخطأ بالتوقيت
فلقد كان الوقت مساء
واضطرت هي بألم أن تعلن الغروب .. الأبدي
وترحل من دفاتر الصباحات .. المضيئة !


(5)

إن ألقيت عليك سؤالا تصعب إجابته
لا تندهش من أفكاري
ومن تساؤلاتي
ولا تقل بينك ونفسك
أن غيابك أفقدني القدرة على التفكير
وأفقدك القدرة على استيعاب جنوني
فكم يؤلمني أن يصدر منك ولو بالسر
بأنني امرأة محطمة بلا عقل
وبلا مستقبل
وبلا وطن يصيغ أبجدياته الملونة في دفاتر .. أحلامها
فأنا لا أريد أن ينتهي هذا الفصل أيضا
بجرح لطيف
وبفراق ليس بعده .. لقاء ..
لذلك ابحث عن إجاباتك في عينيّ
ولن تضلّ إلى معرفتها .. الطريق!


(6)

الحب حكاية تنتهي دائما .. بفراق
هي جملتك التي ما برحت يوما تفارق ذاكرتي
أتذكر كنت أطالبك دائما بنسيانها
وعدم القائها على مسامعي .. دائما
فكلي يقين بأننا نجلب النهايات السيئة لأن عقلنا متيم بتذكرها ..
وقلوبنا مهيئة لهكذا .. نهايات ..
الحب يا حبيبي حكاية جميلة
ربما هي متشابهة ككل الحكايات
وربما ينتزع جمالها .. الفراق ..
ولكن النبض الذي يسري في تفاصيلها
مختلف .. دائما
لا يتشابه نبضين أبدا
ولا يتشابه قلبين وإن حملا نفس الملامح ونفس التفاصيل
لذلك لا تطلب مني بعد اللقاء
أن أكتب حكاية جديدة
فالحكايات الجديدة لا يستطيع أن يكتبها قلب ذو نبض .. قديم !