إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


الموسوعة التحليلية.. للمكاشفة الشعرية ..!!

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20/10/2009, 04:09 AM
الصورة الرمزية محمد الفيفي
محمد الفيفي محمد الفيفي غير متواجد حالياً
شاعر
 


محمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond reputeمحمد الفيفي has a reputation beyond repute
افتراضي الموسوعة التحليلية.. للمكاشفة الشعرية ..!!

.






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعلنا نحاول في البحث عن الجميل بين طيات الشعر لنسترخي مع إبداع شاعر في تطبيع مشاعره أو تضمينها أو رمزيتها ..
ونبحر مع الكلمة في عمق الشاعر ونتطفل على خفايا شاعريته ، ونحاول أن نرفع الستار عن مواطن حُجبت خلف رمزية الشعر أو تحت مظلة التصوير0

هنا .. ( " حصانة المشاعر " )





.  
توقيع :  محمد الفيفي

 .

يعلو البكاءُ وما للمحسنين يدٌ
ويوغلُ الموتُ والأيامُ تنفينا



رد مع اقتباس
قديم 20/10/2009, 04:23 AM   #2
محمد الفيفي
شاعر
 
الصورة الرمزية محمد الفيفي
افتراضي

.





اغسلي بالبرد قلب صبٍّ تشهَّد
بعد عقلٍ يدلّه ضاع منه الدليل

ساهرٍ ما رقد لين جفنه تجمَّد
يسهر الليل كلّه في نحيبٍ طويل

جمر شوقي توقّد في ضميري وعَوّد
بالعنا والكلافهْ والبكا والعويل

كلّما اللّيل رد ذكرها له تجدّد
علّةٍ فوق علّه من يداوي العليل

بين صدٍّ وردّ ناعس الطرف سَدّد
نظرةٍ منه عجله من تصيبه قتيل

بعد طيب الوعد من أودّه تمرّد
ما رحم قلب خلّه شام عنه الرّحيل

ملّ منّي السّهد لو ينام المسهّد
طيّب النّوم شَلّه ظبي طرفه كحيل

سامني بالزّهد وفي غرامي تزهّد
منوتي ليت فعله مثل وجهه جميل

له نصيب الأسد في فؤادي مؤكّد
وناظري مستحلّه وما لحبّه بديل

إن تقرّبت صدّ أوتبعّدت هدّد
حيّرنيه بدلّه وين بأمري أميل

مستحيل البعاد له دموعي بتشهد
وانت يالعمر كلّه قربك المستحيل



أغسلي بالبرد قلب صب تشهد ..
" إغسلي " نشعر بأننا مع قضيه تحتاج إلى تطهير .. فالإغتسال هو تطهير الشيء من الدنس .. " البرد .. " .. رمزاً للنقاء والطهاره .. والبرد هو حب الغمام .. عندما يسقط نقول بُردَت الأرض .. لذا نشعر بأن المراد تطهيره يحتاج إلى هذا البرد .. بمعنى يحتاج إلى هذا النقاء والطهاره وهذه الجرئه العنيفه لإزالة تلك الرواسب المستعصيه .. " قلب صب تشهد .. " الشاعر يريد غسل هذا القلب .. هل هو قلب الشاعر أو قلب محبوبته .. المهم إن صاحب هذا القلب .. يتصف .. بالصبابه .. " صب .. " .. والصبابه رقة الشوق وحرارته وهذا الشوق الحارق جعل صاحبه يتشهد " تشهد " .. والتشهد كناية للإحتضار " لفض أنفاس الموت .. " ..

بعد عقلٍ يدله .. ضاع منه الدليل ...
" بعد عقلٍ يدله " .. الها في يدله تعود على الصب .. " ضاع منه الدليل .. " إختلّت مفاهيم هذا الصب .. بسبب حرقة الشوق الضاربه جذوره في أعماق القلب .. مما جعلت صاحبه مصاباً بالهوس .. " ضاع منه الدليل .. "

ساهر ما رقد .. لين جفنه تجمد ...
" ساهر " .. السهر هو الأرق .. وعدم النوم .. " ما رقد " .. الما نافيه رقد ( نام ) لذا نرى كلمة ساهر كافيه في التعبير .. عن عدم النوم .. فكلمة رقد وجودها هنا ليس للمعنى بقدر ما هو لضبط التفعيله . " لين جفنه تجمد .. " لين .. لحين الجفن ( غطاء العين ) تجمد .. من جمد الماء والتجمد ضد الذوَب .. فقد شبه الشاعر الجفن بالماء حُر الحركه فوق العين ..
ولكن بسبب الصبابه .. اصيب هذا الجفن بالتجمد وهذا يعطينا شعور بأن صاحب هذا الجفن مُصاب بذهول جعله شاخص العينين .

يسهر الليل كله في نحيب طويل ...
" يسهر .. " استكمال لكلمه ساهر .. " الليل .. " وهو الوقت المعتاد للراحه وقت المبيت .. قال تعالى .. { وجعلنا الليل سباتا } ... ولكن الليل جزء من اليوم .. واليوم جزء من العمر .. لذا نرى بأن الشاعر كان منطقياً جداً في إختياره لكلمه الليل .. والشعر عذوبته في مغالطة المنطق .. فلو قال ( ساهر العمر كله ) مثلاً تكون المبالغه في السهر اكثر تأثيراً .. وخصوصاً انه قال .. " في نحيبٍ طويل . " والنحيب هو رفع الصوت بالبكاء .. فلو إجتمع أرق العمر مع النحيب .. كان التعاطف ابلغ فاعلّيه ..

جمر شوقي توقد .. في ضميري وعود ..
كأن الشاعر أراد الإجابه على سؤلنا الحائر .. حول .. " إغسلي بالبرد .. قلب.. كنا نتسأل هل هو قلب الشاعر أو قلب الحبيبه ؟ .. .. ولكن في كلمه شوقي .. أدركنا بأن الشاعر يتحدث عن نفسه .. ومن هنا ندرك بأن الأقرب للصحه هو قلب الشاعر ..
المهم .. جمر شوقي توقد .. الجمر لا يأتي من فراغ فهو خلاصه اللهب .. لذا نراء تسلسل .. الحطب ثم الوقود ثم الشعله .. ثم اللهب .. ثم الجمر ثم التفحم .. وأخيراً الترمّد وشاعرنا عاد به شوقه من مرحله الجمر .. إلى مرحله الوقود .. بمعنى عادة فاعليته تتنفس مراحلها من جديد .. " في ضميري " موقع الوقود .. هو الضمير وهذا يعطينا صدق المشاعر في مشاعره .. حيث أراد الخلاص من الحب في تدرج تنازلي لترمّد الشوق .. ولكن أنبه الضمير فعاد الشوق إلى التوقد من جديد .. لذا قال في ضميري وعود .. بمعنى عاد من جديد إلى مرحلة بدايه إنفعال الشوق .

بالعناء والكلافه .. والبكاء والعويل ...
هذا هو ماعاد به الشوق .. وفي هذا الترتيب مُتصاعد التأثير نلاحظ توفيق الشاعر
إلى تسلسل الإبداع .. العنا .. أي تعب ونصب .. الكلافه .. من التكليف ، المشقه .. إذاً هناك تعب ثم مشقه وماهي أفرازاتها النفسيه .. البكاء .. هناك البكى .. بالقصر .. تدل على الدموع وخروجها .. وهناك البكاء بالمد .. تدل عل الصوت .. وهنا وفق الشاعر في الربط المتكامل .. حيث سبق وان قال في " نحيبٍ طويل " المهم ان بعد هذا البكاء جاء العويل .. والعويل هو رفع الصوت بالبكاء .. وهنا تداخل هذا الشطر مع الشطر السابق .. " يسهر الليل كله في نحيب طويل " مما جعلنا نؤكد عل الشاعر بأن السهر في مثل حالتك ليسَ في الليل بل هو في العمر كله ..

له نصيب الأسد في فؤادي مؤكد ...
هنا من يقصد الشاعر .. ؟ .. هل هو يقصد الشوق أو المحبوبه .. المهم ان له نصيب الأسد بمعنى له السلطان فهو قائد جبري لفؤد الشاعر ومؤكد .. مستخلص من الشك .

وناظري مستحله ومالحبه بديل ...
الواو .. عطف .. لذا اكد بأن المقصود هو الحبيب .. وهنا ترتبط مع كلمه في ضميري ونؤكد مصداقيه الشاعر في حبه . فالشاعر قال ناظري مستحله .. وإستحلال الشىء اباحته للنفس بعد التحريم .. والتحريم هنا هل قصد به الشاعر قبل اللقاء الأول أو بعد التفكير في الخلاص من الشوق والعوده الجبريه .. في قوله . " جمر شوقي توقد .. في ضميري وعود " .. المهم ان الأستحلال ورد .. " ومالحبه بديل " الما نافيه وحبه .. حب المحبوب .. بديل .. البديل العوض .. إذاً لايوجد تعويض لهذا الحبيب فهو حب راسخ الجذور مؤكد الإنتماء ..

كلما الليل رد .. ذكرها له تجدد ..
كلما الليل .. كأن الشاعر مصر على تحديد موطن الذكرى والمعاناه .. فقط في الليل وأهمال باقي أجزاء العمر .. " يسهر الليل كله .. . " كل ما الليل رد " المهم ان هذا الليل عاد للشاعر ذكرها .. ومن هنا ندرك بأن زمن اللقاء هو الليل .. ولكن هذا لايعفي الشاعر بأن يكون كل عمره زمنٍ للقاء من باب الإستسلام للشوق وسلطان الحب .. " له نصيب الأسد " . لكن ماذا يحدث في هذا التذكّر ..

علةٍ فوق عله .. من يداوي العليل ؟!!
العله هي المرض أراد الشاعر إشعارنا بأنه وصل إلى مرحله الإعياء فهو في هذا التذكر يحمل إعياء فوق إعياء .. الإعياء الأول هو إعياء الحب والثاني هو إعياء الشوق .. والسؤال الذي يطرحه الشاعر ..
من يداوي العليل ؟!

بين صد ورد .. ناعس الطرف سدد ..
الصد .. هو الإعراض .. والرد .. اعاده الشيء .. والناعس هو الوسن . والطرف النظر . " العين " سدد رمى .. إذاً يعرض ويعيد برميه .. وصفته ناعس الطرف

نظره منه عجله .. من تصيبه قتيل ..
مصدر الرميه " النظره .." عجله .. خاطفه .. ولكن لو أصابت هذه النظره الخاطفه فهي قاتله .. ومن المؤكد بأنها أصابت الشاعر .. فهو قتيل ..
ولكن ليس قتيل الروح .. بل قتيل المكابره والتفكير العقلاني .. وهذا يعيدنا إلى .. " بعد عقلٍ يدله .. ضاع منه الدليل " اصبح أسيراً في دائره الحب و الشوق ..

بعد طيب الوعد ... من أوده تمرد .
بعد طيب الوعد .. عندما نسمع طيب نشعر بالإنشراح والوعد .. هو وقت اللقاء إذاً كان هناك وفاق يثلج الصد .. ولكن ماذا اعقب هذا الوفاق .. " من أوده " والموده من المحبه .
" تمرد .. " المارد العاتي والتمرد .. هو الخروج عن المألوف وتجاوز المحظور إذاً خرج عن ذاك الطيب فتسبب في عدم الإنشراح .. العناء .. والكلافه والبكاء والعويل ..وخرج عن الود .. وترك الذكرى تجدد .. " علة فوق عله .. " وأستكمل الشاعر ..

مارحم قلب خلله شام عن هالرحيل ....
مارحم .. الما نافيه .. تنفي الرحمه .. وهنا الشاعر جرد محبوبته من الرحمه .. أذاً هي في وضع أستبداد على .. قلب خله ( وهذا في حسبان الشاعر ) .. والخل .. هو الود والصديق .. وهذا تأكيداً على وجود العلاقه فالود والصداقه لاتأتي مجرد نظره بل هي ثمره حوار تلتقي فيه الأفكار ..
وهذه المتمرده المستبده .. لم تعف .. شام عن هالرحيل .. فاالشيمه هنا من العفه .. عن هذا الرحيل .. بمعنى تتنزه عن الجفاء فقد وقعت في المحظور

سامني بالزهد ... في غرامي تزهد ...
السوم في البيع .. يعنى بالقيمه .. فإما يرفعها أويخفضها .. ولكن الشاعر قال .. " سامني باالزهد .. " الزهد ضد الرغبه .. بمعنى انه خسفه حقه فالمحبوبه أو تصنعت عدم رغبتها في الشاعر .. " الزهد " في غرامي أُغرم بشىء أي أولع به .. والتزهد لغه هو التعّد
ولكن المعنى هنا لايحتمل هذا القصد فقد يكون خصوصيه في اللفظ لعاميه القصيده .. قُصد بها غالى في الرفض

ومنيتي .. ليت فعله .. مثل وجهه جميل ...
" جميل " الجميل ضد القبيح ولكن هنا أمنيه تراود الشاعر وهي أن يكون فعله شبيهاً بوجه .. وصفت الوجه جميل .. إذاً صفه الفعل قبيح ولعل الشاعر أستخلص القبح من التمرد .. وعدم الرحمه .. وعدم العفه عن الرحيل والزهد في السوم .. كل هذه الأفعال .. جعلت الشاعر يرى قبح تصرفه ثم أتبعها بقبح اخر ..

أن تقربت صد .. وان تبعدت هدد ..
هذا التصرف لايدل على النفور القاطع ولكن قد يكون فيه شيء من الدلال .. لان في التقرب صد .. وفي البعد تهديد .. أذاً المسأله فيها شيء من التغلي لا شيء من النفور والإشمئزاز . وفي هذا التصرف للحبيب نفياً .. لـ .. سامني بالزهد .. .. وتحسين صورة التمرد .. وتخفيضاً لحدة الإستبداد .. لذا لانرى بأن فعله قبيح ولكنه فعلاً إستفزازياً وهذا هو شأن المحبوبه تبحث عن مكان يقتل الكبرياء .. كما هي فعلت وشعرت بتحقيق الهدف .. بنظرة منها عجله من تصيبه قتيل .. وها هو الشاعر يؤكد هذه الحقيقه في قوله ..

حيرنيه بدله وين بأمري أميل ..
فاالشاعر يعيش في حيره من الأمر .. بين الوصل والجفاء .. ان تقريت صد .. وإن تبعدت هدد .. فهو في مفترق هذه الطرق .. حائر بأمره ألى أي الطريقين يميل بعطائه .. ولكن .

مستحيل البعاد .. له دموعي بتشهد ..
لعل الشاعر في هذا الشطر وصل الى مرحله الغيبوبه وفقد الإدراك الوقتي فكيف قرر هذه الإستحاله في شهاده الدموع هل هو سلاح مكابره يستخدمه مقابل مكابره المحبوبه .. فقد شهد عليه ماهو أكبر .. السهر .. العناء .. الكلافه ... البكاء .. النحيب .. وتوقد الشوق .. تراكم العلل .. فأن رفضت عينك الدمع ولن ترفض .. شهد عليك ماهو أبلغ وأفصح .. تفاعل كل جوارحك ..

وانت يالعمر كله .. قربك المستحيل ..
وهذا أعتراف أخر .. العمر كله .. قد لانتفق مع الشاعر في قربك ونلمس من خلال طرحه بأنها تعيش لحظه دلال .. " ان تبعدت هدد .. " وقبل ذلك .. بين صد ورد .. .. طيب
الوعد .. كل هذه المعطيات تدل فعلاً على ان هناك رواسب حب لايلغيها هذا التمرد..
لذا نطالب الشاعر بالكف عن تطهير قلبه بالبرد من ثوره الصبابه وسلطان الحب بل نؤكد على إعادة النظر في إسترخاء يعيد له شيء من عقله لا كل عقله ويمزجه بهذه العاطفه الجياشه ثم يسكبه في ذاك الضمير الواعي والنظر المستباح وقلب ودْ وصدقْ وستستمر زهرة الغرام لا بالزهد بل بالمغالاه لان الجذور ضاربه في عمق الوجدان .. فألتمس الدليل لتقرير اين تميل .






.
توقيع :  محمد الفيفي

 .

يعلو البكاءُ وما للمحسنين يدٌ
ويوغلُ الموتُ والأيامُ تنفينا



محمد الفيفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20/10/2009, 04:39 AM   #3
محمد الفيفي
شاعر
 
الصورة الرمزية محمد الفيفي
افتراضي مزهرية ..

.









لاانتي وردة .. ولا قلبي مزهرية من خزف،
صدفه وحده جمعتنّا .. شوفي وشلون الصدف،
التقينا في مدينه .. وفرقتنا ألف مينا ،
اغفري للريح .. والموج .. والسفينة،
كانت الرحلة حزينة .. للاسف،،
........
كنت أحلم لما ناديتك بسافر،
مع عيونك في شعاع الفجر باكر،
والله اعلم إني صادق،
كنت أحلم إني عاشق،
لاأخاف ولا أضيع .. ولاأفارق،
ويش اقول غير إني آسف ويش اقول،
انا خانتني العواصف والفصول،
.............
آه .. ياتعب المسافر،
في أراضي الجرح و في بحر المحاجر،
مالهذا الحزن آخر .. او لهذا الجرح آخر،
ياشمسي الأخيرة .. في اللحظة الأخيرة،
أنا .. لي كلمة أخيرة،،،
إغفري لي إبتسامي .. قبل جرحي،،
حاولي تنسي كلامي .. قبل صمتي،،
ولو زعلتي .. ياأعز الناس إنتي،،



لا أنتي وردة ..
نفي .. والورده مكانها الغصن وإذا أردت أن تجعل من هذه الورده لمسة جمال تقطف الورده الجميله من الغصن لتضعها في مكام يليق بها .
والغصن هنا مكان نمو الوردة مكان ميلادها ونشأتها ورغم عمرها القصير في حساب الزمن ألا أنها ذو قيمه حسية تضفي إلى النفس ارتياح وقد يكون عمرها القصير هو سر قيمتها الثمينه .
ولاقلبي مزهريه من خزف ..
نفي الشاعر بأن يكون قلبه مزهريه والمزهريه عادةً هي مكان احتواء الوردة .. المزهريه فد تكون من النحاس وقد تكون من الحديد وقد تكون من الخزف .. الخ من الصناعات الجائزة ألا أن الخزف هو أرق المصنوعات لأنه سريع الكسر وقلب المحب والمشاعر قلب رهيف الحس قد يتأثر بأي خدش ولكن تخيل هذه المزهريه وهي تحتضن هذه الورده وتوضح في إحدى زوايا المكان فهناك جمال ينبثق من هذا التكوين .
بعد هذا التعريف للمحبوبه وقلب المحب نستشف بأن الشاعر ينفي أن يكون هناك انتماء طبيعي ومسبق أو أنهم كونوا وخلقوا لبعض فهو يراها شيء مختلف تماماً عن طبيعته وقد يكون هنا نفي للاحتكار كل شيء جائز .. ولكن صدفه واحده جمعتنا .. نعم جمعتهم الصدفه .
التقينا في مدينه ..
المدينه هي عنوان الاستيطان عنوان الحضارة عنوان الاستقرار الحيويه التعبير الحسي والمعنوي لنبض الحياة ، فقد جاز للشاعر أن يستعير هذه الكتابه تعبيراً لمواطنه الشعور ونبض الحياة .. ولكن نفى الإستقرار وهذا جائز لأنه ليس من الضروره أن يكون ساكن المدينه وقف عليها فقد يحق له الرحيل .
وفرقتنا ألف ميناء .. يلاحظ هنا بأن الشاعر فاجأ الذهن بأنه انتقل بنا إلى عالم الرحيل بعد أن كنا نشعر بالإستقرار أليست المدينه هي السكن . نعم ولكن شاعرنا قرر الفراق لم تكن هذه المدينه ملائمه لاستقراره ، فقد راء أن هناك ألف مينا بمعنى آخر هناك أكثر من موقع قد يستقر فيه فيه هذا الشعور ، إذاً ستبدأ الرحله عبر البحر ليرسي هذا المركب بمسافريه على ميناء يستوطن فيه .
تبدأ عملية الإبحار في الذهن ، في الاتجاهات والتعمق في الشخصيه الخاصه ويبدأ الخلاف بين البحاره كل يحاول أن يتجه إلى ميناء فكره ، ويقود دفة المركب إلى اتجاهه .
فالشاعر هنا بشفافية حسه ولباقة أسلوبه وإحساسه بهذه الوردة المبحرة أو شبيهة الورده يخاطبها خطاب المذنب الذي يرجو العفو وأن تصفح عنه أو تغفر كما قال : فالريح تثير الأمواج والأمواج تعبث في السفينه هي المركب الناقل إلى المينا أصبح مهدد بالغرق مهدداً بالإنكسار أو الاتجاه الإجباري . والمقصود هنا بداية الصراع الذهني أو النفسي أو قد يكون الاجتماعي فسّر كما تشاء . فتستنبط من هذه الصراعات وهذا الجدل بأن البحاره في سفرهم كانوا يعانون من المخاوف والشعور بالغرق قبل الوصول إلى الميناء .
إذا جاز للشاعر أن يصف هذه الرحله بأنها رحله حزينه ويأسف على أن تقترن رحلته بهذا الوصف .

الحلم هو مايغزو الذهن ويرحل بالفكر إلى عالم الخيال متجاوز الواقع والحلم قد يكون منطقي أو غير منطقي وكل إنسان يراء حلمه حسب تقديراته الشخصيه وقدراته الذاتيه فقد يحلم الإنسان بالمستحيل وهو يؤمن بتحقيقه وقد يكون العكس ، ولشاعرنا هنا تجاوزت أحلامه إلى أبعد من ذاته أو قد تكون هذه الأحلام تجاوزت حدود وقيود حتميه تفرض من واقع الجماعه لا من ذات الفرد ، فهو نادى بندى السفر كما قال في الأول إثنى إبحاره مع الأمواج في السفينه فهو دخل في أعماق الرفيقه وبدأ في أبعادها ومعتقداتها وفكرها وشعورها وكان يستشف قرائته من خلال عيونها ..
كما قال : كنت أحلم ..
لما ناديتك بسافر ..
مع عيونك ..
وكان ينظر بل يكشف سجف الغيب من هذه النظرات الحسيه أو المحسوسه وكأنه يقرأ المستقبل وأي مستقبل مستقبل منير ومشرق بدفء ويسقط بحرارة ويضيء بالأمل ليداعب هذا الحلم في قوله .. في شعاع الفجر باكر ، أليس الشعاع هو إلا إشراقه والدفء .. اليس الفجر هو الأمل وبداية الحياة واليس باكر هو المستقبل .
ثم بعد كل هذا وبكل استعطاف تلمس الخضوع الشامخ " الله أعلم .." نعم لقد قدم المبرر والعذر وأشهد الله على إنه صادق ، صادق في ماذا ، صادق في أنه كان يحلم بأنه العاشق .. هل يعني بأنه بعد هذا كله لم يعشقها إلى ابان ، نرى ..
لا أخاف .. ينفي الخوف في حلمه كان يصدق حلمه ويتبعه بدون حذر بدون تردد ولا أضيع الضياع هو ضد الرشد والهدى إذاً هو رغم أنه كان يحلم إلا أنه لم يتجاوز حدود الرشد والعقل والهدى ، ولاأفارق الفراق ضد الوصال إذاً هو لا يهجر وهنا نجد أكثر من باب ينفتح أمامنا ، أي هجر هل هو الهجر المباشر أي أنه على صلة فعليه معها أو أنه لم يهجرها في حسه في حسه في داخله أو أنه يبحث في فكره عن حلول لهذه الريح وهذا الموج العابث في السفينه ليحدد اتجاه الرحله ويصل معها الى ميناء واحد وثابت .. خذ ماشئت المهم أنه هو يعيد لنا جملة الاعتذار ويتسائل ، ويش أقول غير أني آسف ، آسف على ماذا ؟...
أنا خانتني العواصف والفصول ..
العواصف ؟.. نعم نحن عرفنا بأنه كان في سفينة وكان الريح له يد في اتجاه هذه السفينه إذاً لقد اتجهت سفينة شاعرنا الى الاتجاه المعاكس لإرادة أحد الطرفين هناك خلاف صراع في الفكر في الاتجاهات بين الطرفين وكان تيارات الزمن كما وصفها بالعواصف أقوى من إرادة الفكر أو تجاوز الظروف المفروضه .
والفصول : السنه هي السنه تبدأ بتاريخ معلوم وتنتهي بتاريخ معلوم وهنا كناية للإنسان هو الإنسان ولكن السنه السنه فصول فصول إذاً الإنسان اتجاهات أو بيئات أو مجتمعات أو أمـم ولكن كل وله خواصه واستقلا ليته حتى لو كان هناك ترابط في بعض المعتقدات إلا أن الاختلاف في البعض الآخر يرجح كفة الفرقه ، وهنا حلل ماتشاء في استخدام الشاعر لكلمة الفصول .
آهـ .. لفظ توجع وإحساس بكبت داخلي استوطن في عمق الشعور .. إذاً هناك مأساة انخلقت في قلب هذا الشاعر هل هي الندم على الحب أو الندم على الفراق ..
ياتعب المسافر .. إلى الآن لم يكشف لنا الستار عن هذه الآه ولكن يشعر بثقلها في رحلته الحزينه يشعر بأنها مأساته إثناء تعمقه فيها .
في أراضي الجرح .. آهـ .. الأرض هي المساحه أراضي الجرح جمع مساحة شيد فوقها الجرح وهذا يوحي لنا بأن الجرح كبير جداً برغم أنه جرح واحد فقط ، فليس هناك جروح ولكن هناك مساحات في دمع المحاجر .. صفة أخرى للتعبير عن المأساه فقد عبر بالاه تعبيراً محسوس ولكن عبر بالدمعه المنحدره من العين تعبير ملموس .
مالهذا الحزن آخر .. هو لايجيد نهاية لهذا الحزن .
أولهذا الجرح آخر .. يعود هنا وكأنه يفصل الحزن عن الجرح يقول أو .. ونستشف من الفصل بين الأثنين بأن الرحله كما قال حزينه فهو لايجد نهاية لهذه الرحله حتى أن يستوطن مع محبوبته ويوقف زحف السفر في هيجان الموج وعنف الريح والعواصف ، والجرح نتيجة توقف الرحله وعدم قدرة المسافر على وصول الغاية فهو لايستطيع أن يتجاهل هذه النتيجه وينتهي هذا الجرح ، فأصبحت مأساته حتميه .. وهنا أجاب على السؤال الذي خطر قبل عندما قال آهـ .. ياتعب المسافر كأن يشكو لأنه أحبها وعشقها فعلاً ولكن لايستطيع الوقوف معها على نهاية الميناء فالطريقان مختلفان .
ويؤكد لنا هذه النتيجه في قوله : ياشمسي الأخيره .. الشمس هي الدفء هي الحيويه والنشاط فقد قال ياشمسي فهو لم يقل يالشمس الأخيره .. بل قال ياشمسي والياء هنا تدل على أنه نسبها لنفسه إذاً هي دفء وحيويته ونشاطه ووضوحه بل بدايته إذا افترضنا أنها شمسه وهو النهار الذي بدأ فالشمس إعلان بداية النهار حسب العرف إذاً هي إعلان بدايته حسب عرفه وإحساسه .
الأخيره .. ماذا يعني هنا .. هل يقصد بأنه لن يعشق بعدها ، أستطاع الشاعر أن يجعلنا نضع هنا علامة استفهام قد ينتهي بغروب هذه الشمس ، ثم قال في اللحظة الأخيرة شعرنا بشيء من الإجابة ولكن تاه بنا في أكثر من أتجاه عندما اختار كلمة اللحظة .
فاللحظة هي جزء من الزمن فأي الأزمان يقصد شاعرنا هل يقصد زمن عمره الخاص أو أنه يقصد الرحلة التي أعلن توقفها عندما قال أفترقنا ألف ميناء ، أو زمن الحب في ذاته الشخصية . فالشاعر قد يكون تعمد هذا الإبهام ليكون للقارىء حرية الاتجاه حسب ما يراه ويتفق معه .
أغفري لي إبتسامتي قبل جرحي .. رجع هنا إلى مطالبته لها بالعفو ولكن بشكل آخر فهو يطالب أن تغفر له ابتسامة والإبتسامة هي لحظة السعادة ولحظة السعادة بالنسبة لهم هي لحظة اللقاء ثم ماذا قال .. قبل جرحي .. الجرح هو وليد ثورة العاصفه وتوهان السفينه .. ثم يؤكد ويطالبنا بأن تحاول أن تنسى كلامه قبل صمته ويقصد بكلامه هنا نداءه لها وإعلانه السفر مع عيونها واندفاعه وراء الأحلام أما الصمت
فهو لحظة الشعور بالعجز عن إيصال السفينه إلى بر الأمان .
وهنا مطلب ذكي جداً من الشاعر فهي لو غفرت لحظة اللقاء أي تجاوزت عن لحظة اللقاء
فمن الطبيعي بأنها ستتجاوز عن لحظة الوداع لأن لحظة الوداع لن يكون لها وجود فكيف يكون الوداع قبل اللقاء .
ثم يؤكد طلبه بذكاء آخر حاولي تنسى كلامي قبل صمتي ، فهي لو نست لحظة دعوته أو عبارات دعوته لها في الدخول في حبه مؤكد بأنها لن تذكر لحظة عجزه عن الاستمرار في الحب فكيف أطالب شخص بأن يستمر وهو لن يبدأ بعد كانت فلسفة جميلة من الشاعر .
ختاماً ماذا قال :
ولو .. رضيت ياأعز الناس .. أنتي .
ولو .. تسأل يوحي لك إستعطاف بالتمني لقبول مابعده .. رضيت .. ترضى على ماذا وعن ماذا .. هل ترضى بأن تغفر وتنسى أو ترضى بالمصير وتقف مثل مايقف في أراضي الجرح .. فهو يصفها بأعز الناس .. وبطبيعة المحب التضحيه وتأكيداً لهذه التضحيه أنه يطالبها بأن تغفر له ابتسامه وتنسى كلامه إذاً هو يطالبها بأن تعيش سعيدة رغم بقائه على الذكرى في هذا الجرح الذي ليس له آخر .








.
توقيع :  محمد الفيفي

 .

يعلو البكاءُ وما للمحسنين يدٌ
ويوغلُ الموتُ والأيامُ تنفينا



محمد الفيفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23/10/2009, 06:45 AM   #4
ابتسام آل سليمان
شـاعـرة و كــاتـبــة
 
الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان
افتراضي

سلاما و التحايا
حي هلا بك محمد و بهذا الجمالـ
حقا و صدقا رسونا معك على شواطىء من بهاء ..
شكرا لك أن حضرت بهكذا العطاء ..
توقيع :  ابتسام آل سليمان

 

ابتسام آل سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23/10/2009, 02:30 PM   #5
عبد العزيز الجرّاح
المديـر العـام
 
الصورة الرمزية عبد العزيز الجرّاح
افتراضي

محمد،

جميل وجميل جدًا، هذا الطرح ..
ولأنه كذلك، فإنه بودي أن تلتفت أيضًا للنصوص
المطرية.
هناك نصوص شعرية جدًا مميّزة في صدر الغمام.
إذا أردت، يمكن أن أرشح لك بعضها.

شكرًا كثيرًا لقلمك ..

تحاياي
توقيع :  عبد العزيز الجرّاح
عبد العزيز الجرّاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها