إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


" الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي ( تونس)

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12/04/2008, 02:10 PM
فيصل الزوايدي فيصل الزوايدي غير متواجد حالياً
قاصّ / أديب
 


فيصل الزوايدي is on a distinguished road
افتراضي " الرحيل " قصة لفيصل الزوايدي ( تونس)

الرحـيــلُ ..
يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقَت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفَجائِعِ ..
من جَنوبٍ كان الرحيلُ يومًا .. باردًا يومًا .. لكن لهيبًا ما يلفحُ وَجهـي ، و شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ، تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها ، و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر .. لَـم تَقُل شيئًا لكن تـمتمات تصدرُ مُبهمةً عن شَفَتَيْها ، خـمنت أنـها أدعيةٌ بالـحفظِ و العودةِ .. أخي الصغير واقـفٌ حذوها بقميصهِ الـمتهدلِ و إصبعه تعبثُ بِأنفِهِ ، ينظرُ بغرابةٍ إلينا ، فهو لا يَـعلم بعدُ معنـى الرحيلِ .. مِنَ النافذةِ الـخشبية الزرقاء تُطل أختي و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة ، هنالك أبـي على فراشٍ سقيمًا ، مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ .. تـحسَّنت حالُــه قبلَ يومين فأخبرتُه بـموعدِ الرحيل ، لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ .. و لكن أنّى لـي ذلكَ و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا .. و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..
ارتفع صوتُ مُـحَرِّكِ السيارةِ الـمتوقفةِ أمامَ البـيت ، فقد ضغطَ السائقُ على دَواسةِ البنزين لِيَستَحِثَّني ، بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ .. هنالك بعيدًا خلفَ سفرٍ طويلٍ إلـى أرضِ الوُجوهِ الشقراء و الـمالِ الوفير و الـمباهجِ .. ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .. لـم تَكُن الفتاةُ قبيحةً حتى أرفضَها زوجـةً بل على النقيض مِن ذلك كانت من ذوات الـحُسنِ خاصةً مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ .. لكني كُنتُ أرفُضُ ذلكَ الارتباطَ الذي يَشُدُّنـي إلى حياةِ البُؤس هنـا، تـمسَحُ أمي أنفَها بِطَرَفِ ردائِها و أَلـحَظُ غــيابَ أختي عن النافذةِ . يُصبِحُ التقاطُ الـهواءِ إلى صدري عمليةً أكثرَ صعوبةً ، تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ فيُجيبُنـي : يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. تداخَلَت الصورُ أمامي مِن صبـيٍّ أسـمرَ يَلهو عند مَشارِف الصحراء إلـى شُقرِ الوجوهِ فـي بِلادٍ ثلجيةٍ و اختلطت الألوانُ فـي مزيجٍ غريبٍ ، أفقـدُ كلامًا كثيرًا كان مِنَ الـمُمكِنِ قولـه فـي هذا الـمقامِ ، فلا أجِـد مـا أقول فأصمتُ، لـم يَكُن للحظةِ و لا للزمنِ غـير معنى واحدٍ مُـختَلفٍ لا يعرِفُهُ الساعاتِِيّون .. و أخشى انفجارًا بداخلي فأُلقي حَقيبَتي الصغيرة على الـمقعدِ الـخَلفي و أهُـمُّ بإلقاءِ نفسي داخلَ السيارةِ و لَكن..
يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..
تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.
فيــــصل الزوايـــــــدي  
رد مع اقتباس
قديم 12/04/2008, 03:17 PM   #2
مياسم
ابنة المطـر ..
 
الصورة الرمزية مياسم
افتراضي



الله ..
لِـهذَا النصّ إعجَابُ الومضَةِ الأولَى ..
فيصَل ..
سَ أعُود من أجلِ الذّائقَة التِي أحسّتْ بِ هذِه .. :
اقتباس:
و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ
توقيع :  مياسم

 


إنْ مررتَ قرِيباً من هُنا ، فاقرأْ على شَاهِدة مَوتِيْ :
ميَاسِمٌ لا تنسَى يوماً فيهِ رُوِّيَت بِالمطَرْ .

مياسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12/04/2008, 04:26 PM   #3
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

نحن أمام قصة ممتعة توفرت فيها كل مقومات القصة القصيرة..تدفق ثرٌّ من قلم قاصٍ لا يشق له غبار فهو يمتلك أدوات البناء النثري فيشيد هيكل قصصي متقن بحرفية الصانع الماهر المتمكن من صنعته..
الترف اللغوي و حضور عنصري التشويق و المفاجأة أكسبا هيكل القصة طابع الجمال و كأن الزوايدي نقاش أو نحات يحمل إزميله سارحاً في فضاءات الخيال ليبدع لنا أقصوصة ممتعة..

سأقدم في عجالة نقداً أو تحليلا سريعاً با ستخدام عناصر تحليل القصة و الــ(fiction)


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل الزوايدي مشاهدة المشاركة
الرحـيــلُ ..
يا الصابرونَ على الـهمِّ ، ضاقَت عِندَ العُمر أُمنِياتـي ، و ذاقَت نَفسي وَجَعَ الفَجائِعِ ..

1. المحيط أو الخلفية(setting):و هو زمان و مكان المشهد في القصة حيث يظهر أن أحداث القصة دارت في الجنوب في طقس] تلفحه برودة الشتاء ..

من جَنوبٍ كان الرحيلُ يومًا .. باردًا يومًا .. لكن لهيبًا ما يلفحُ وَجهـي ، و شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ،

2.أبطال القصة(character): نواجه في القصة سبع شخصيات بعضها رئيسية(major character) و تشمل القاص أو السارد (narrater) و بعضها ثانوية(minor character) والدة الراوي و أخته و أخوه الصغير و والده المريض طريح الفراش و ابنة خاله(زوجة المستقبل) و ابنه الصغير.

تقفُ أُمي عند عتبةِ البابِ و بيدها إناءُ ماءٍ لِتَصبه ورائي حتـى أعودَ إليها ، و فـي عَيْنَيْها بريقُ ماءٍ آخر .. لَـم تَقُل شيئًا لكن تـمتمات تصدرُ مُبهمةً عن شَفَتَيْها ، خـمنت أنـها أدعيةٌ بالـحفظِ و العودةِ .. أخي الصغير واقـفٌ حذوها بقميصهِ الـمتهدلِ و إصبعه تعبثُ بِأنفِهِ ، ينظرُ بغرابةٍ إلينا ، فهو لا يَـعلم بعدُ معنـى الرحيلِ .. مِنَ النافذةِ الـخشبية الزرقاء تُطل أختي و هـي تُلقي بيـن الـحين و الآخر بنظراتٍ جزعةٍ إلى داخلِ الغرفة ، هنالك أبـي على فراشٍ سقيمًا ، مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ ..


........ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .


......فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ


3. الحبكة(plot):تحكي لنا القصة لحظات الصراع المؤلمة بين الأحلام و الواجب الصراع بين الالتزام و تحقيق الأمنيات و السعي وراء الطموح الذي قد لا يأتي مواتياً مع الظروف..فالقاص تنازعه الرغبة في الرحيل و تحسين أحواله المعيشية و العيش في مجتمع آخر حيث اختلاف أنماط المعيشة و الغنى و الترف، داخله يرفض الارتباط بابنة خاله في زواج تقليدي مبرمج طمعاً في الاقتران بالشقراوات التي تحاكي خصلات شعورهن أشعة الشمس..
و لكن ما يثقل كاهله و يجعله يفيق من أحلامه الالتزام و المسئولية المناطة على عاتقه فقد توفي والده و أصبح لزاماً عليه البقاء لرعاية الأسرة التي لا عائل لها سواه..
و يصحو بعد سنين -اختزلها الكاتب ببراعة- على صوت الواقع ليعيده صوت تحطم الإناء ليذكره بتحطم أحلامه مرتين مرة عندما سقط من يد والدته يوم وفاة أبيه، و مرة عند سقوطه من يد طفله...
مهما كانت خسارته فقد منحته الأيام هدية قيمة لا تقدر بثمن و هي ابتسامة زوجته و ابنه الصغير..


...تـحسَّنت حالُــه قبلَ يومين فأخبرتُه بـموعدِ الرحيل ، لَـم يقُل شيئًا لكني أحسستُ في صمتهِ الرهيبِ توسلا بالبقاءِ .. و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ .. و لكن أنّى لـي ذلكَ و لَـم أبلُغ فرصة َ السـفرِ هَذِهِ إلا بعناءٍ قد لا أستطيعُه ثانيةً.. كذلك الـحصولُ على تأشيرةِ سفرٍ إلـى البلاد التي أقصدُ ليس متيسرًا دومًـا .. و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..
ارتفع صوتُ مُـحَرِّكِ السيارةِ الـمتوقفةِ أمامَ البـيت ، فقد ضغطَ السائقُ على دَواسةِ البنزين لِيَستَحِثَّني ، بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ .. هنالك بعيدًا خلفَ سفرٍ طويلٍ إلـى أرضِ الوُجوهِ الشقراء و الـمالِ الوفير و الـمباهجِ .. ينفتحُ بـهدوءٍ بابُ منزلٍ مُـجاورٍ تـخرجُ مِنه فتاةٌ اتفقَت عائلتان يومًا على تزويـجي مِنها فهي ابنةُ خالـي .. لـم تَكُن الفتاةُ قبيحةً حتى أرفضَها زوجـةً بل على النقيض مِن ذلك كانت من ذوات الـحُسنِ خاصةً مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ .. لكني كُنتُ أرفُضُ ذلكَ الارتباطَ الذي يَشُدُّنـي إلى حياةِ البُؤس هنـا، تـمسَحُ أمي أنفَها بِطَرَفِ ردائِها و أَلـحَظُ غــيابَ أختي عن النافذةِ . يُصبِحُ التقاطُ الـهواءِ إلى صدري عمليةً أكثرَ صعوبةً ، تذَكَّرتُ كلامَ أبـي الكثير عن كَونـي رجلَ الدارِ بعدَه فكنت أُجيبُه بأن أدعوَ له بطولِ العُمرِ فيُجيبُنـي : يَطولُ العُمرُ أو يَقصُر فلابد للإنسانِ أن يُقبَـر .. تداخَلَت الصورُ أمامي مِن صبـيٍّ أسـمرَ يَلهو عند مَشارِف الصحراء إلـى شُقرِ الوجوهِ فـي بِلادٍ ثلجيةٍ و اختلطت الألوانُ فـي مزيجٍ غريبٍ ، أفقـدُ كلامًا كثيرًا كان مِنَ الـمُمكِنِ قولـه فـي هذا الـمقامِ ، فلا أجِـد مـا أقول فأصمتُ، لـم يَكُن للحظةِ و لا للزمنِ غـير معنى واحدٍ مُـختَلفٍ لا يعرِفُهُ الساعاتِِيّون .. و أخشى انفجارًا بداخلي فأُلقي حَقيبَتي الصغيرة على الـمقعدِ الـخَلفي و أهُـمُّ بإلقاءِ نفسي داخلَ السيارةِ و لَكن..
يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها عندما ارتفَعَ صوتُ أختي مِن النافذةِ الخشبيةِ الـزرقاء بصيحةٍ مـجروحَةٍ تُعلِنُ وقوعَ الفادحةِ ..
تنحنـي زوجتي تُلَمْلِمُ شظايا القَدَحِ و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.


4. وجهة النظر حول القصة(point of viwe): جاءت القصة بأسلوب السرد على لسان الكاتب، فهو الحاكي الذي صور لنا القصة فرأينا الأحداث بعينه و من خلاله في شطحاته مع الذكريات.

5.الزموز أو الصور الفنية(symbol):

شتاتٌ مُبعثَرٌ مِني تعبثُ بِهِ رياحٌ شتى ،


و مِن عَينَيْهِ اللتين تـهدَّلت عليهما الأجفان صَرَخَ استجداءٌ مزلزلٌُ بعَدَمِ الرحيلِ

بابُ العربةِ مفتوحٌ يطلُبُني إلـى حياةٍ جديدةٍ .. حياة رسـمَتها أحلامٌ و أوهامٌ

مَعَ ابتسامةٍ ساذجةٍ تُذكِّـرنـي كثيرًا بابتسامةِ أبيها الطيبِ ..

و يـتَعَثَّرُ تدفق الـدم عَبرَ الشرايين فأدركُ أن اِنـخِسافَ الأرضِ بـمَن عليها ليس دائمًـا أشدَّ الـمَصائِبِ ..

يسقُطُ إناءُ مـاءِ على الأرض فقد كان ولدي الصغيرُ قد أوقع قدحًـا من يَدَيْهِ .. تـمامًا مثلما سَقَطَ إناءُ الـماءِ من يَدَيْ أمي يومَها..

و تبتَسِمُ بطيبةٍ ساذجةٍ تُذَكِّرُنـي بـخالـي الطيب.


6.الموضوع أو القضية(theme): الصراع بين الواجب و الأمنيات، و أيهما ينتصر الالتزام بالمسئولية أم السعي وراء تحقيق الأحلام؟

7.الأسلوب(style): أسلوب الكاتب شيق و لغته مترفة عذبة سلسسة في المتناول، و قد وظف الصور البيانية توظيفاً مناسباً و قد غلبت الاستعارات و الكنايات على النص مما أكسبه جمالاً
مثل (سقوط الإناء) كناية عن سقوط الأحلام، و (الشظايا المتناثرة) كناية عن تشظي الآمال العريضة و تحطمها على أرض الواقع...إلخ
إستخدام فاء العطف في (مرضٌ داهـمَه فلازَمَهُ فأقعَدَهُ .. ) دلالة على تسارع الأحداث و تعاقبها واحدة تلو الأخرى دون تراخٍ....


نشكر الأديب الزوايدي على إمتاعنا بهذه التحفة و مزيداً من الإبداع..
و اعذرني على ما اقترفت هنا فتناول النص في هذه العجالة ظلم له و ترك تسليط الضوء و لو على النزر اليسير أيضا ظلم...












توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12/04/2008, 08:22 PM   #4
هند بنت محمد
شذرات لؤلؤ
افتراضي






ذات يوم صافحت ذات النص هناك
وهاأنا ابسط هنا كف النبض احتفاء بهكذا جمال






توقيع :  هند بنت محمد

 


لَيتَهُم يَعلمُون
اَنّ ذَا الحَرف مَاهو
اِلا مُضغة مِن سَيل عَرمْرمٍ مجنُون
يَنبَع مِن ذَا القَلب وَيَصبّ فيه
ويَنكَأ هَاهُنا نَبضٌ كَم تَدثّر بحيَاء المَرمر
عَن كُل عَينٍ مَكنُون
وَ .. سَيعلمُون .. !



شـَـذَى اَلْتـُـفَاحْ
هند بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13/04/2008, 12:09 AM   #5
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند بنت محمد مشاهدة المشاركة





ذات يوم صافحت ذات النص هناك
وهاأنا ابسط هنا كف النبض احتفاء بهكذا جمال






للأسف يا هند شاهدتها في مكانٍ آخر ذات تجوال..
و لم تتسنَّ لي قراءتها إلا هنا..
فعدتُ إليها أبحث عنها هنالك..










توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13/04/2008, 01:36 AM   #6
فيصل الزوايدي
قاصّ / أديب
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مياسم مشاهدة المشاركة


الله ..
لِـهذَا النصّ إعجَابُ الومضَةِ الأولَى ..
فيصَل ..
سَ أعُود من أجلِ الذّائقَة التِي أحسّتْ بِ هذِه .. :


أخت مياسم أرجو الا يزول أعجاب الومضة الأولى عند عودتك التي أنتظرها بلهفة
أسعدني تفاعلك
دمت في خير
فيصل الزوايدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13/04/2008, 03:16 AM   #7
فيصل الزوايدي
قاصّ / أديب
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة
نحن أمام قصة ممتعة توفرت فيها كل مقومات القصة القصيرة..تدفق ثرٌّ من قلم قاصٍ لا يشق له غبار فهو يمتلك أدوات البناء النثري فيشيد هيكل قصصي متقن بحرفية الصانع الماهر المتمكن من صنعته..
الترف اللغوي و حضور عنصري التشويق و المفاجأة أكسبا هيكل القصة طابع الجمال و كأن الزوايدي نقاش أو نحات يحمل إزميله سارحاً في فضاءات الخيال ليبدع لنا أقصوصة ممتعة..

سأقدم في عجالة نقداً أو تحليلا سريعاً با ستخدام عناصر تحليل القصة و الــ(fiction)





نشكر الأديب الزوايدي على إمتاعنا بهذه التحفة و مزيداً من الإبداع..
و اعذرني على ما اقترفت هنا فتناول النص في هذه العجالة ظلم له و ترك تسليط الضوء و لو على النزر اليسير أيضا ظلم...












أخت سودة .. قراءتك أسعدت النص فعلا .. أشعر بذلك .. أعتز بقراءتك كثيرا و انا ممتن حقا لكل هذا التفاعل الراقي الذي نبحث عنه و ننتظره لأن فيه إضافة حقيقية للنص .. سأنتظر قراءتك لكل نص إن سمحتِ بذلك
أنا ممتن لدعمك الذي أشتدُّ به ازرًا
مودتي الدائمة
فيصل الزوايدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13/04/2008, 03:18 AM   #8
فيصل الزوايدي
قاصّ / أديب
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند بنت محمد مشاهدة المشاركة





ذات يوم صافحت ذات النص هناك
وهاأنا ابسط هنا كف النبض احتفاء بهكذا جمال






أخت هند تسعدني قراءتك في كل مرة و انا ممتن للحفاوة الراقية
دمت في كل الخير
مودتي
فيصل الزوايدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13/04/2008, 03:23 AM   #9
فيصل الزوايدي
قاصّ / أديب
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة
للأسف يا هند شاهدتها في مكانٍ آخر ذات تجوال..
و لم تتسنَّ لي قراءتها إلا هنا..
فعدتُ إليها أبحث عنها هنالك..










أخت سودة .. كان قدر القراءة ان تكون في الإملاءات و لعلّ في ذلك خيرا ..
شكرا لتفاعلك الراقي و لدعمك المتواصل
دمت في خير
مع الود الممتد
فيصل الزوايدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13/04/2008, 07:54 PM   #10
فواز السرحاني
شـاعـر
 
الصورة الرمزية فواز السرحاني
 





من مواضيعي
 
* سأختفي
* ذات وداع
* وريقات مسافر
* ترحلين
* علميني


فواز السرحاني is on a distinguished road
افتراضي

فيصل الزوايدي

قصه راااائعه جدا

شيقه ممتعه

فشكرا على امتاعنا هنا

ننتظر الجديد دوما


دمت بخير
فواز السرحاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها