أما بعد :
توارى الخل في أفق الضبابِ=وأيامي لها طعم الغيابِ
و هذا البدر قد أمسى محاقاً=و ذاك الدرب يمعن في الخرابِ
وفردوس الوصال بغير سحرٍ=وجنات الحنين إلى اليبابِ
وذكرى الوصل في الأعماق نزفٌ=يبعثرُ ما تلاءمَ بانثعابِ
أيغدو الصبح في عينيّ ليلاً=و يهوي البين في أفق الإيابِ؟!
و يمضي القلب لا يخفي انكساراٌ=و نار الشوق ثارت في اضطرابِ
سقامٌ يبعث الآمال حيرى=يساقطها احترابٌ في احترابِ
و يقطن في مدى الآفاق و همٌ=أخاله النور أو طيف الشهابِ
وحين أفيق لا أقوى اصطباراً=فمن للقلب من أسر العذابِ؟!
أ أبكي؟! فالدموع غدت مصبّا=فيا ليتها تماهت كالسرابِ
فهل تمضي تَبَاعد عن جفوني=كذاك الطيف أو قطع السحابِ؟!
وهل يًطْوى زمان البعد دهراً ؟! = و ياليت الوصال إلى اقترابِ!