إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > حرائـر غيمتي
التعليمـــات التقويم

حرائـر غيمتي هنا .. تستأثر أنت بصوت حرفك وأصدائه.


مُدّي ضوءكِ . . حتى تُشرِقَ الحياة . ( قِصة )

هنا .. تستأثر أنت بصوت حرفك وأصدائه.


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19/02/2011, 07:56 PM
مَدى مَدى غير متواجد حالياً
موقوفة
 



مَدى will become famous soon enoughمَدى will become famous soon enough
افتراضي

- لستُ أنا , و لكنني أحاول :

بعدَ أن صارعتُ النومَ طويلاً لِـ يزورني , و ما كادَ يفعل .. فعلَ أخيراً و أخذَ بِ يدي , إلى أرضٍ خضراء لا تُشبهُ أرضَ وطني , منذُ أن أدخلني إلى تلكَ الأرض و قلبي تعلّقَ بِ كُلِّ شيء , كنتِ تقفينَ في الطرفِ الآخر مِن جسرٍ امتدَ مِن صدري إلى تلكَ الأرض , و تحملينَ في كفيّكِ دفتراً قديماً , و تقرأئينَ عليّ بِ صوتِكِ الحاني , و تُذكرينني بِ كُلِ عاداتي القديمة في وطني , و تقاليدِ شعبِنا المُسالم , ثُمَ أخذتي بِ يدي و وضعتِها على قلبكِ و قُلتِ : " حُلمُكَ لا يعني أن تنسى طينَ قلبِكَ و طينَ جسدِكَ و طينَ عينِكَ يا قصي " .
ثُمَ تلاشيّتِ معَ الريح !
استيقظتُ و أنا أشعرُ بِ العطش , ملأتُ كأسَ ماء , و أعطيتُ فِكري نُزهةَ سرحان , أمسكتُ بِ هاتفي النقال , بدأتُ بِ طلبِ رقمكِ , و أصابعي متثاقِله ع أزاريرِ الهاتف , بِ مجرّد إدخالي لِـ مُفتاحِ الوطن , غيّرتُ رأيي و قررتُ مُهاتفةَ أمي ,
فربما صوتُ دُعاءِ أمي , و حِرصِها المليء بِ النصائِح , و كُلُ نصائِحها التي حفظتُها عن ظهرِ قلب , ستخففُ عنّي حُزني هذا اليوم .
.. أمي .
.. قصي ؟ " و أشعرُ في سؤالِها شوقاً و لهفة , يجعلاني أحِنُ إلى العودةِ طِفلاً على صدرِها "
كيفَ أنتَ يا بُني ؟
.. أحببتُ المدينة يا أمي . " أجبتُ قبلَ أن تسأل , كي لا أغرقَ في البكاءِ مِن جراءِ سؤالِها , و أسقِطُ في قلبِها حُزناً لا يُلائِمُ دفءَ وجهِها "
.. الحمدُ لله , و كيفَ هيّ صحتك ؟
.. كالأسد , لا تقلقي .. أخبريني , كيفَ أنتم ؟
.. كُلّنا متلفهونَ لِـ عودتِكَ .. قصي , عِدني أن تتصرّفَ كـ ابني !
.. لا تقلقي يا أمي , لن يخذِلكِ ولدكِ الذي كبرَ على بياضِ قلبكِ .
.. بِ حفظِ الرحمن .
.. مع السلامة .
و أغلقتُ السماعة , ابتسمتُ و تمنيتُ لو أنّي وضعتُ رأسي في ذاكِرة فارِغة , و تركتُ كُلّ الذكرياتِ و الأصواتِ الدافئة على مُدرجاتِ الطائِرة , قبلَ صعودي إلى مصيري الجديد .
لم أكن أتصوّر أن خروجي من قوقعةِ مدينةِ جِدّة , سيغرِقُني في مدى لا أرى فيهِ غيّرَ وجهِكِ الحزين , و أراكِ في أحلامي تُهذبينَ بي تصرفاتي السيئة .. فأيّ وجعٍ أتحمّلهُ كُلّما تذكرتُكِ و أنتِ تُخيرينني بينَ حُلمي و بينكِ !
خرجتُ من غُرفتي مُتأخراً بعدَ أن قضيتُ اليومَ كُلّهُ و أنا أذكركِ و أنتِ تُصوبينَ إصبعكِ بِ إتجاهي كـ المُسدّس و تقولينَ : " سأقتُلكَ إن عاودتَ النظرَ إلى ساقيّ مُجدداً ! " , فأحدّقُ في وجهكِ و أنتِ غاضبة , فتضحكين !
كنتُ كُلّ اليومِ أتخيّلُ ضحكتكِ , و كيفَ أنّها تأتِ في كُلِّ مُحادثاتِنا كما لو أنّكِ تُقبلينني على كُلِّ حرفٍ يخرجُ و أنا بينَ يديّكِ و في حضرةِ نوركِ .
.. تسكعتُ طويلاً و أنا أجرُّ الليلَ خلفي , مشطتُ كُلّ الشوارِعِ و أنا أحاوِلُ الإمساكَ بِكِ في خيالي , و أنتِ تتمايلينَ أمامي في كُلِ الشوارِعِ , تبعتُ طيفكِ حتى اهتديتُ لِـ حانةٍ قريبة من غُرفتي , كانت منعجنة بِ الضحكات , دخلتُها علّ نوبةَ الضحكِ تنتقلُ إليّ !
.. أهلاً سيدي , أتريدُ كأساً ؟
.. نعم , لما لا . " ربما إن أصبحتُ سيئاً ستأتينَ إليّ في حُلمِ اليومِ لتوبيخي , فقد اشتقتُ وجهكِ و أنتِ غاضبة كـ ياسمينة قُطفت قبلَ أوانِ نضجِها ! "
.. ماذا تُفضل ؟
.. أيّ شيء ! " و لم أكن أعلمُ أنّ أيّ شيء تعني أثقلَ أنواعِ الكوؤس و أكثرها تأثيراً على اتزاني "
بدأتُ أشربُ الكأسَ تلوَ الآخر , و هذا الرجلُ البدين يملأ كأسي , و يملأ معهُ صوتُكِ في رأسي , حتى فقدتُ وعيي .. و بدأتُ أرى وجهكِ يقتربُ منّي , و ضحكتُكِ خُلِطت بِ ضحكاتِ الحانةِ و ما عدّتُ أميّزُ شيئاً !


يتبع
 
توقيع :  مَدى

 

كيفَ برجلٍ مثلكَ أن يتسلل من حُلمي الى صدري , ليوقظَ برائحتهِ حُباً يَكتُبُني ! *

[/COLOR]
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها