هل للنت رب؟!!!!

[سماح عادل]

هل للنت ... رب ؟!
سمعت كثيرا ب _ العالم الافتراضي _ والذي يقصد به عالم النت
يفصل به بعضهم بينه وبين الحياة الواقعية التي نتعايش فيها وجها لوجه
وكنت أنكر وأستنكر تلك الجملة لأني أجدها ذريعة للبعض أن يتقمص
شخصية ليست له ويمثل دورا خلاف ماهو عليه في الواقع
وأرى كل من يعيش هذا الفصل بين واقعه وما يتعامل معه خلال هذه الشبكة
إنسان مزدوج الشخصية يتقنع بأقنعة لاتلائمه ليصل لأهدافه الشخصية
وأن أخلص النية بذلك . فرب النت واحد ورب الحياة واحد
ولا أدري الدافع لأن نتبنى تلك الجملة لنبرر بها مانقوم به في هذه الشبكة.
ماجعلني أشرع بكتابة هذه السطور مقال كتبه أحد الأخوة يحذر به مغبة الوقوع
في فخ حب النت لأنه حب لامستقبل له وينطوي على خديعة يقدم بها صاحبها
ليغوي بها الطرف الآخر مبرراً ذلك إن عالم النت عالم غير حقيقي ولا أصل للعلاقات بها إلا من رحم ربي .. حقيقة شعرت بأننا نعيش اليوم في زمن مدجج بالخديعة والغواية فحتى المشاعر طالها الخداع , وما يستفزني حقاً أن نبرر لهؤلاء
بتبنينا هذا المفهوم الذي أخالفه جملة وتفصيلا
فأرى بوجهة نظري إن النت مرآة للشخصية , يكشف فيها المرء عن خبايا نفسه دون رقيب
بل أني أفصح وأكشف عن حقيقة كل شخص من خلال تعامله معي في هذا الشبكة
قد نجابه بقيود تكبلنا في واقعنا , قد نقول مايمليه علينا الآخرون , أو نسلك درباً
حفاظاً على سمعة عائلة أو أسرة أو أي أمراً ما , بينما النت خلو من كل هذا
فبينك وبين الآخر حجاب . وفي هنا قمة التحدي بين النفس وغواية الشيطان
في النت يظهر التقي صاحب المبدأ الواضح وبين المنافق الضال
النت عالم فسيح ذو حرية مطلقة لا تقيدها قيود ولا يحجبها حجاب
من يريد أن يسرح ويعبث بعقول الآخرين وقلوبهم له الحرية المطلقة طالما لايرده
في ذلك خلق ولادين . ومن أراد أن ينشر رسالته التي يريد فله ذلك دون أي يصادر
حرفه أو يقيد فكره أو يخشى ترصد المترصدين له .
منذ عشية انتسابي لهذه الشبكة وأنا أجاهد بحمل هذه الرسالة الواضحة الشفافة
دون أقنعة دون تملق دون أي تبريرات واهية نخدع بها أنفسنا
من يخطأ يستحق العقوبة لأنه أفضى إلى حقيقة نفسه وما تنطلي إليه من فساد وانحراف
ومن أصاب فليشكر وليجازى فهذا هو وهذا ضميره الحي
فهل أكرر _ كن أنت _ بعقلك وفكرك ومبدأك
ولاتغرنك تلك التسميات التي يطلقها الآخرون
فأنت محاسب هنا
ومحاسب هناك
وما تلفظ به من لفظ ففي سجل مكتوب
ستقف بين يدي خالقك لتحاسبه غداً
فالصدق الصدق أحبتي