إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > جدائـل الغيـم
التعليمـــات التقويم

جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


إنه يعشق الزهور

للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13/06/2010, 04:35 PM
مختار بن ليث مختار بن ليث غير متواجد حالياً
إملائـي
 


مختار بن ليث is on a distinguished road
افتراضي إنه يعشق الزهور

إنه يعشق الزهور.

ولم لا يعشق الزهور؟

كلما مر بزهرة أو بخميلة زهور استوقفته وبدأ يتأملها.

كم هي جميلة ألوانها المتناسقة تسلب العقول لتقضي برهة من الزمن متأملا في خلق الله,

ناهيك عن رائحتها العبقة العطرة, رائحتها تأخذك في عالم بديع من الراحة النفسية والطمأنينة وهدوء النفس.

يمر بجوار الورود جمالها, رونقها, بهاؤها وألوانها ولكنها لاتجلب اهتمامه ولاتستثيره كما هي الأزهار.
إنه يعشق الزهور.

ربما لأن الأزهار في البرية وفي الصحاري بعيدا عن أعين الناس ذلك مايميزها ويختص بها, عشقه للزهور ترعرع معه منذ نعومة أظفاره.

يهتم بها يرعاها يجلب الماء لها ليسقيها, فارتوى من عشق الزهور وما انطفأ ظمأه قط من حبها وعشقها.

سار يوما, وصارت أياما من بين كل تلك الزهور وجد نبتة برية في أكمة, أم في أجمة لم يعد يذكر. إنها زهرة ليست كسوى الزهور استوقفته كثيرا, منبتها ومكانها الجميل في خميلة تطل على تلال وهضاب.

جلس كثيرا وبدأ كعادته يتأملها ولكنه على غير عادته فكر أن يقطفها, لكنه لم يفعل فهو لم يقطف الزهور قط كغيره من أقرانه, و كان يعاتبهم ويغضب كثيرا لم تقطفون الزهور والورود؟
إنه لايقطف الزهور ولكنه يعشقها.

من بين كل تلك الزهور عشقه الأقحوان والخزامى.
عاد من حيث أتى, وبات حالما بأزهاره وبالخزامى والأقحوان.
شروق الشمس يذكره بلون زهرة الأقحوان, وغروب الشمس يذكره بزهر الخزامى.

بعد شروق وغروب عاد مرة أخرى لتلك الخميلة لم تكن الزهور متفتحة فقد بدأ بعض منها ذابلا, وبعض منها متلاشيا.
وجد نبتته من بين كل تلك النبتات ولم يجد تلك الزهرة, مد يديه فكانت بذرة قبضها بيديه وانتزعها من تلك الشجيرة ووضعها في علبة ووضع العلبة في جيبه, كان الربيع قد انقضى وبعد الربيع تتحول الزهور بذورا وبعضها حبوبا وثمارا. سار بعيدا ومضى من حيث أتى.

صار الطريق مسارا, إلى أن أنهكت خطاه السير, لم يعجبه المكان ولا المقام فلم يعتد تلك الرمال ولا تلك الكثبان, فقد كانت خطواته لاتفارق الخضرة والماء والزرقة الصفراء.

من بين تلك الكثبان وتلك الرمال وجد ربوة كأنها جزيرة في بحر ولكنها ربوة وسط الرمال حيث الشمس من كل مكان, ومن كل اتجاه, وفي كل زمن ووقت من النهار, من الشروق إلى الغروب, إنه يعشق الزهور ويعشق الشمس المحرقة ولكنه لايعرف عنها سوى الشروق والغروب والوضوح حتى في حرها وشدته إنها تجلب الظمأ عشقه الأول قبل أن يعشق الزهور, جمع العشقين معا الظمأ والزهور.

اعتلا تلك الربوة ونظر في كل الاتجاهات لم يكن هنالك سوى الأحلام والأطياف لم يعد هنالك زهور ولا حتى ورود.
غرس يديه في الأرض وغرف من التراب فسرى في جسده عبر يديه برد الأرض وحرها, الفجر والإشراق, الغروب والليل.

رائحة الرمال والتراب كيف لايعشقها وهو بشر خلق التراب.

مد يده في الجيب الذي يحتفظ به بتلك العلبة التي تحتوي تلك البذرة أخرجها برفق ووضعها بين أصابعه فاستقرت على راحة يده فغرسها في التراب حيث اغترف منه بيديه, أهال التراب برفق وأغمض عينيه حيث أشعة الشمس المحرقة ومضى في حلم وذكريات بين الزهور التي قد عشقها.

تساقطت الأمطار وسالت الأودية والغدران حيث أشرقت الشمس بأشعتها الحانية وقت الشتاء حيث ترتوي الأرض من الأمطار وبدأ يسير بقدميه فوق الكثبان والرمال من جديد لم يكن وحيدا فقد ارتقى تلك الربوة حيث نبتت تلك البذرة وأزهرت الزهرة التي عشقها.


من قديم ماكتبت.  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها