رائحة بكاء!

[سعاد العبيدي]

بعدما لونت كل الأمنيات
وارتديت الفرح ، زينت الجهات
وانتظرت العيد يأتي ، حين قالوا العيد آت
خلفوني هكذا دون التفات
ليت شعري أي ذنب للأماني الباكيات
أي حزن شذ مني كي يحيلوني رفات

[سعاد العبيدي]

وأعرف أن الموانيء .. كل الموانىء
محض اغتراب
فواصل تمضي بنا أو بهم
لآخر سطر بقلب الكتاب
وبالرغم منا نحب ونعلم
أنا بهذا الشعور نُعاب

[سعاد العبيدي]

يتلاشى صوتها شيئا فشيئا
يتناثر
هذه الأحلام عاشت بي وإن كانت
مقابر
حلمٌ في إثر حلم
من هنا
سال.... تقاطر

[سعاد العبيدي]

علموني (كيف )أصبر
كيف لا تأتون يوما
فأغني وأثرثر
وعلى أعتاب بردي
لا ألو أو أسطر
علموني
كيف (أهجر)

[سعاد العبيدي]

على ضفة القلب
يرسو الكلام
يدق على تربة الروح أوتاده
يرص صفوف الهمهمات
التمتمات
الهامسات ..
ولكنه فجأة يقرر ألا يمر ...
يمارس صمت القبور زمانا
يجرب كنه السكون زمانا
يعلمني كيف أفتح فك الحروف وأغلقها
هكذا ، هكذا
يكر يفر ولا من ظفر !

[سعاد العبيدي]

لم يكن الحزن كافيا ليشف عن ضوء الروح ، وماكان الفرح لطيفا ليلتفت لطاولة المفاوضات
فكان أن ظلوا هكذا ....
مصلوبين على صدر السأم
ومع أنهم تحت غبش الإنتظار لم يتمكنوا من رؤية الحياة
إلا أن قطار العمر اخترقهم تماما كما فعل بمن عاشوا الحياة .

[سعاد العبيدي]

فتح ذراعيه للريح ونوى أن
ينتحر
لكن الريح اقتصت ذراعيه
وتركت رأسه ليشاهد ويتذوق انتقائية الموت
ويجرب طعم المطر دون ذراعين تحملان مظلته الملقاة بعناية إلى جانبه

[سعاد العبيدي]

[سعاد العبيدي]

لا تنس أن تبكي
وصدقني
لاشيء يحفظ ذكرياتك ناصعات كـ البكاء
متألقات تحت لمعات الجفون
وكأنها تحكي الشموع
لاشيء يكتب عمرك مرة
أخرى
بخط يختال في ترف
على خط ابن مقلة
مثلماخط الدموع
لا تنس أن تبكي
فعمرك لايجف
يضل طفلا لين الأعطاف
عذب اللغو
باهر البسمات
كلما أسقيته
ملح المآقي
كلما عاهدته بالري
سترى عناقيد الحياة
عليك تدنو
دون أن تحتاج هزا للجذوع !

[سعاد العبيدي]

وهذا الجرح
حيرني
لا يلوي على حرف ولا معنى ولا لغة
لاينوي بأن يهذي ولا ينوي بأن يسكت
ولا يصطاف أو يشتي
يظل يسبح في دمي
أحتار فيه
ولا أفسر حيرتي
أحتاج شيئا من كلام
ينزاح عن صدري الشعور بثقل برد لايطاق
يتبخر الماء الملوث من مآقي سكرتي
ثم تنضج فكرتي
من يشقق عني ستار الصمت
يخرجني من الهذيان للمعنى
من الابهام للفصحى
من العتم المكدس يسد أقنية العبور
من يكثفني لأخرج رقراقة الصورة
تماما تماما كما أنوي
وأفلت من جرح يضيعني