ألم..و حبر..!

[عبدالرحمن الجميعان]

عجيب أمر هذا الفكر!
وأعجب منه أمر هذا القلم..!
قبل أن أعد نفسي للكتابة وأتهيأ لها، تنثال علي الأفكار انثيالا، وتتطاير الأفكار قادمة كأنها عروس تزف، وما إن أجلس للكتابة، حتى تعتريني حالة غريبة، فما إن أكتب سطرا أو سطرين، حتى أتوقف تماما عن الكتابة، وأحجم عن القلم، وأنفر عنه كمن لدغته حية أو نهشه صل أصلال..
وقد أشعر بأن الأفكار تعترك و تعتلج في نفسي، ولكنني عاجز عن التعبير عنها، و ينتابني شعور من الضعف مكفوف بأسدام من اليأس الماحق، و أرى كأن الألم والحزن قد أسدلا علي سترا كثيفا من الهم المفزع...
.. ثم لا يطاوعني قلمي، و يستعصي فكري على الورق، وأحتار كيف أكتب ! وماذا أكتب؟!
عندئذ أحس كأن وجوما يسيطر على المكان، وتحوطه ظلال كئيبة من القتام، فتلفني دائرة من الحزن والغم،
و أنطوي على نفس مجرحة بالهموم، من جراء هذا القلم، و يصيبني هما بهم، ويزيدني غما إلى غمي أكاد أجد مسه في قلبي، وأتحسسه بين جنبات فكري..!
يعتصرني الألم و أنا أرى أفكاري تتذامر، وتتقاعس، وتلتوي على الكتابة، و تتماوت ساعة وتموج موج البحر ساعة أخرى، و أتفلت حتى لا أكاد أرى ناصرا، و لا أجد معينا، فيغشاني من الغم ما يغشاني،ثم أقوم وكأنني شراع قد طُوي، و ذبالة ذوت فانطفأت، و سراج يخبو بعد توهج..................
أطرقت مليا، وجثمت على نفس مكلومة، وقلب محطم، وأنين نفس وآلام روح، وسواد مكفوف بالظلمات، وعيون ترى ولا تبصر، و قلم مطروح بين ثنايا سطور فارغة، وفراغات متناثرة، والتفاتة توحي بالانكسار والسقوط المروع!
... تربو هذه الحالة على ساعات طوال، بل قد تمتد أياما............
أي التواء هذا على الفكر والقلم!
قلم مصمت يتململ في خلقان من الكآبة والهموم!!
وحروف همود متماوتة، وشقاء صيخود مميت..!