~ جريمة على شاطئ البحر ~ قصة قصيرة .. ^_^

[لينا المهتدي]

بسم الله الرحمن الرحيم ..

/

رَمَقَتْ ذاك البحر الواسع بعينين باتت أكثر وسـعـاً منـه !!

تزيح عن وجهها الطفولي خصلة داعبت وجنتيها بالتمايل ..

بدت وكأنها تهمس للبحر بتمتمات لا يتقنها سواهـا ~

تمسك حصاة كبيرة وتقذف بها هنـاك !

كأنها تريد إصابتها في قلب البحر تماماً ..

تكرر لعبتها المفضلة مرات ومرات

لكن يديها الصغيرتين تخونانها دومـاً .!

- يا سمر ألا يكفيكِ المكوث على الشاطئ منذ الصباح .. هيا للغداء يا صغيرتي ~

يتردد صدى أمها فتمسك بحصاة أخرى قبل أن تجيب :

- لستُ جائعـة ولا تعبة ولا أريد سوى البقـاء هنـا ~

تفهم الأم أن هذا يعني الجواب النهائي فلا تتكلف عناء السؤال ثانية ~

هكذا الأطفال دومـاً ... يلعبون في أغلب الأحيان دور المربي ..!

تلتقط سمر تلك القوقعة الملقاة على الرمال الناعمة !

تحملق فيها وكأنها تخبرها أحد أسرارها الخفية ..

ثم تعبئ يدها بحفنة من الرمال .. وتحشو بها بطن القوقعة المفتوحة !!

تمسك بالقوقعة كي تضعها برفق .. هناك ..

إلى حيث العديد من أقرانـهـا ~

لم تكف سمر عن نثر الرمال بقدميها الصغيرتين !

ولا عن رمي الحصى في قلب البحـر !!

ولا عن مداعبة رمال الشاطئ ..!

ولم يزدها لون السماء المنعكس على الأمواج إلا رغبة عارمة في البقــاء ~

وقبل أن تهم بإطلاق نفسها في حضن الأمواج ~

انطلقت قطتـهـا ماتي ووقفت أمام سمر تتأملها بصمــت .!

وكأنها ترجوها في السماح لها بالبقـاء ~

- اغربي عن وجهي الآن يا ماتي .. دعيني وشأني رجاءً ..!

- ألا تسمعين ..!

يتكرر الصراخ وماتي لازالت تقف في وجهها دون أدنى حركة منـهـا ..!

يشتغل وجه سمر بحمرة الغضب ..

فتمسك بسلتها المليئة بالرمـال وتهدد ماتي بإفراغها في وجهها ذو الشعر الكثيف
إن لم تغادر حـالاً ..

محذرة إياها .~

إياكِ والاقتراب مني ثانيــة !

تهرب القطة الصغيرة وكأنها طفل فر من غضب أمــه ..

تترك سمر وغضبها .. ثم ترحل بنظرة تحمل الكثير ..!

تكمل سمر تأملاتها في عين البحر .!

تداعب شفتيها أمواجه فتطبع قبلة في الهواء تصل مع النسيم لوجنتيه الهائمتين ..

تلهو و تلهو ... ونسيم الهواء البارد يأبى إلا مشاكستها ..!

وكأنه قد أحب البقاء معها ..

لم يمضِِ الكثير من الوقـت حتى داعب النـوم جفنيها المتعبيــن ..

ألقت بنفسها على الرمال الصفراء وكأنها متأكدة أن هذا هو المكان الأنسب لغفوة قصيرة..!

تنام سمر وهواء البحر المنعش يتولى العبث بشعرهــا ووجهها وسترتها المبللة !

وبعــد فترة ليست بالطويلــة ..!

يوقظها صوت صراع الأمواج ...~

تفرك عينيها عن بقايا النوم العالقة بهما ..

بعد أن تطلق آخر زفرات التثاؤب ..

وقبل أن تهم بالوقــوف !!

تحدق طويـــلاً في ذا المنظر أمامها ..!

تفرك عينيها ثانية كي تتأكد أنها ليست بهذيان أحلام ..

تهرع على الأرض ..!

تبكي بكاء الرضيع حال البحث عن أمـــه ..

تضرب الرمال علها تخفف وحشة منظر قاسٍ كهـذا ..

ترمي بالصخور في قلب البحر ..

لكن هذه المرة بغضب وحزن لم تعهدهما الأمواج منها !!

وفي سرعة خاطفة تبتعد عن مكان الجريمة ..!

وهي تبكي وتصرخ كالمجنونة !!

تهرع إلى أمها قائلة :

- أمـاه هناك ..!

- ماذا بك يا ابنتي ..

- هناك على الشاطئ أمامي ..!

بينما تفر القطة ماتي لتختبي خلف إحدى السلال ..!

تبكي سمر دون توقف والأم في دهشة تتسائل :

- ماذا بك يا سمر .. لم كل هذا البكاء .. وأي شيء هذا الذي أمامك هناك ..!!

- هامدة أمامي

- يا أمي .. رأيتها بعينيّ .!

هامدة على الأرض ...!

لقد ماتت أمامي يا أمي .. أتسعمين أمامي !!

يا ليتني لم أنم فأستيقظ على هذا المنظــر ..!

أي متوحش هذا لم يرحم ضعفها ...

ليتني أنقذتها منه ..

إنها جريمة يا أمي و ..

لم تستطيع سمر الإكمال من هول ما رأته .. فأسرعت أمها بإحضار كوب مـاء بارد ..!

احتضنت صغيرتها وهي تردد في قرارة نفسها :

اللهم اجعله خيراً ..

اهدأئي يا صغيرتي وسوف نتصل بالمباحث لاستقصاء الأمـر ..!

- مباحث ! .. أتعتقدين قدرة المباحث على إصلاح الأمــر ..

يا أمي إنها جريمة بشعة لن تحتمل المباحث رؤيتها بالكاد !!

هلعت الأم وأمسكت بيد صغيرتها علها تهدئ من روعها ..!

- دعيني وشأني أكرهكم جميعاً ..

أمسكت والدة سمر بالهاتف وأسرعت نحو الشاطئ ..!

- مركز الشرطة معكم هل من خدمـة ..!

- نعم يا سيدي هنـاك جريمة على الشاطئ وابنتي الصغيرة قد رأتها وتأزمت ..!

- جريمة ؟؟! صفي لي ما جرى يا سيدتي ..!

- شيء بشع للغاية .. إنه قاتل مجرم .. خطير .. عليكم إمساكه فوراًً ..

- اهدئي يا سيدتي وأخبريني ماذا حدث ..

- ها أنا متجهة نحو الشاطئ ولا تكاد قدماي تحملاني ..!

أشعر بمنظر الدم والجثة الهامدة يحوم بناظري و ...

- و ماذا يا سيدتي تابعي ..!

- و

و .. ولا شيء ..!

أقصد .. لقد ..

- يغضب العقيد وكأنه يشعر أنها تستهزئ به ..

- من فضلك يا سيدة من هو القاتل وأين الجثة !!

- إنها ابنتي ..!

- هل قُتلِت ابنتك !

- بل قتلتني بطفولتها التي لن أفهمها مطلقاً ..!

- لا وقت لدي للمجانين من فضلك ..!

يغلق العقيد السماعة .. وترمي الأم بالهاتف على الأرض

وهي تحدق بقلعة سمر المتهدمة وآثار القطة ماتي مطبوعـة عليها !

ثم قالت بعد أن ضحكت طويـلاً :

أمك مجنونة يا سمر .. وأنتِ من ستعيرينها عقلك فأنعم بروح الطفولة الجميلة

 

[إيمان بنت عبد الله]

ما أجملَ مشاهدَ الطفولةِ يا لينا ..


رُبَّما لو كنتُ مقام أُمها لقتلتها ! : )




/


إيمَان

[لينا المهتدي]

إيمـان يا رائعــة ..!

مشاغبات الطفولة مميزة على كل حال

رُبَّما لو كنتُ مقام أُمها لقتلتها ! : )

حتى تصبح : جريمتين على شاطئ البحر

/

إيمــان ..

شكــراً تليق بروعة إطلالتـك

^__*

[ريم محمد]

يا لروعتك يا لينا ..
.
لكم هذه الجريمة جميلة ..! ليت كل الجرائم مثلها ..
,
جميل هذا القلم ..
,
مداد حب ..

[لينا المهتدي]

مرورك أبهى وأجمل يــا ريـم ^_* ...

أسعددك ربي على إطلالة جميلة كـ هذه !!

شكـراً بقدر روعتك