شِتَاءَاتٍ شَتَى .

[حوراء المُلا]

- سَأصَارِحُكِ يَا حَورَاءْ بأنَّ طَلقَاتِكِ الثَلاث اللائِي صَوَّبنَ صَدرِي عَربَدنَّ فِيهِ بالكَثيرِ مِن الأحزَانْ، كَانَ هَذا آخِر ما أتَوَقعُهُ مِنكِ ..!

- لَيسَ انتِقاماً لَكِنَهُ لا يَطَالُ مُستَوى ألمِي لـ إيمَاءَتِكَ تِلكْ ..!

 

[حوراء المُلا]

حِينَما تُرخِي رَبطَةَ عُنقِكَ قَليلاً ..


تَضُوع مِن رَقَبَتِكَ حَرارَةُ كُبِتَتْ، لِيَبِين اسِمِرارُكَ العَربِي المُخْتَنِقْ، تَتَلَخَصُ الدُنيَا فِي المُفتَرَقْ الذِي يَنَامُ بـ سَكِينَة بأعلَى صَدرِكْ ..
هُناكْ ..فِي النُقطَة الضَئيلَة تِلكْ، سأطبَعُ لَكَ بـ مَحبَّتِي قُبلة !

[حوراء المُلا]

مِزَاجِيَّاتِي غِيرْ .. أطباعِي غير .. أفكَارِي غيرْ .

* كُوبَ قَهوة .. شَديد أكثَر من المُعتادْ؛ دَعنِي أستَسلِمُ للمَوتِ دُونَ عِدَةٍ أو .. عِتادْ. من سَيسكُبَّ السُمَّ فِي أذُنِي..! كتاب، لباولو كويلو لم تُعانقهُ يدايَّ مسبقاً، فقط ضمَّت حُروفه عينَايَّ من نافذة ضيقَة.. احدى عشر دقيقة .. والساعة تَدُور .. تَلتهمُ العقارب كُل الأرقام .. كُل شيء يدور بشكل مُشَّوشْ .. ليتداخل كُل شيء .. ويعيد التِهامي .

* مدمنة أنا .. بإفراط، على كُل شيء، وأجيدُ باتقان جرّ المرض لعناقِي، للإلتفاف حول أعناقِي، بين الماضي، والحاضر الآتي.. ليقتُلني أحد !

* - رأيتُ جنيّاً ..
- عسى أن تُكونِي تُبتِ منَ الأغانِي .
- ليس بعد .. ليس .. بعد ..!

* أعطِنِي سِيجَارَة وَموسيقى عَربيَّة، وأحضر لي أيضاً راقِصَة شرقيَّة، وَأعدُكَ بأن أغنِي .. حَتى يأفل القَمر، سأغني .

* سأمارس الرقص .. سأتمرس الرقص .. سأرتدي الرقص .. انا لن أعاقر إلا الرقص .. لن أرى النشوة مجدداً إلا في الرقص .

- ألا لعنَةُ الله عَلى كُل العرائس !

[حوراء المُلا]

نخبُ الجَرحِ يا مُسببِبَتِه .

رأيتَكِ فِينِي تُعِيدِينَ التَفكِير هَذا الصَباحْ - عَسى مَا شر حبيبتِي - تَبدِينَ قلِقَةً جِداً .. أعلمُ أنَكِ خائِفَة، وَترتَعدِين بَعد انتهِاء هذَا الشِتاءْ، تَدويرَةُ وجهِكِ الشَمسِيَّة غَزاها اصفِرار يَا مَن لا أستَطيع التَعرفُ عليها حَتى الآنْ، حَتى إنَّ اسمُكِ يا هذِهِ لم أعُد استَطيعُ نطقهُ لتَعلُقِهِ بـ صَديقَتِي أكثَر منكِ. صَباحُكِ أكثر بُؤساً وَتعاسة يا جَميلَة، هل أتَتكِ الحُمى أم عَلَّكِ تَتَبَاكِينَ هَذا الصَباح بحجَة المَرض لكَي تُكابِدِي آلام الضَميرِ وَحدَكِ بعيداً عن رغبَتكِ فِي الذَهابِ إلى المَدرَسة، لن تُصدقِي يا صَغيرَة كَم كَبرتُ بَعدَكِ. كُنتِ كَكُل الأشياءِ التِي تَأتِي وَترحَل وفِي ذَات الوقتِ تَأفل.لَستِ بكُل الرَاحَة، لا تَبدِينَ مُرتاحَة، تَعالِي لأضُمَكِ وَلا تَخشِي شيئاً فأنَا لا أزَالً .. حَوراءْ .. أتذكُرينْ، هَجيرُكِ أنا .. هجيرُكٍ التِي تُحبين، التِي رَسمتِ عَلى حَاجِبيها أقواسَ الهَوى، وَغرستِ مَزاريبَ الحُزنِ عَلى خَديها. لازلتُ حَوراءْ، فهل تَذكُرينْ.

أسألكِ نَظرَة أعمَق، إلى دَواخِلكِ، وَأسألُك من أنتِ، أريدُ أن أعرف .. وَأرى .. هل تُجِيبين؟