|
|
ذاكرة الهَتَن نَلتَقِي فِكركَ وَ عِطرَ سِيرَتِكَ .. في الذّاكرَة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
اقتباس:
* القَديــرَة / سَودَة ، سلامٌ عليكِ و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ .. / اللَّهم افتح لنا من يَنابيعِ العِلمِ و الفَهمِ والحِلمْ .. * كما أسلفتِ قبلَ طرحِ السُّؤالِ فإنَّ منطقة المغربِ العربيِّ زاخرةٌ بالمفكِّرينَ و الكتَّابِ و الشُّعراء و ما الكتبُ و الدَّواوينُ و الصيتُّ الذّائعُ إلاَّ أكبرُ الأدلَّةِ على ذلكْ .. غيرَ أنَّ الحُضورَ في المُلتقياتِ وَ المَحافلِ الأدبيَّة كانَ و لم يَزلْ - بصفةٍ أقلَّ حِدةٍ بشكلٍ كبيرٍ الآنْ - مُحتَشماً و يَقتصرُ في أحسنِ الأحوالِ على نُخبةٍ قليلةٍ تُعدُّ على رؤوسِ الأصابِـعْ .. و المُتتبِّعُ لأطوارِ ذلكَ الغِيابِ يُمكنُ أن يَحدَّهُ من حيثُ العُقودِ ، ابتِداءً منَ الخَمسِينِيَّاتِ حتَّى منتصفِ التِّسعِينياتِ من القرنِ المَاضِي - هذا على حَسبِ تقديري - ففي أواخرِ التِّسعينياتِ بدأت تظهرُ للعامَّةِ - و لا أقولُ الخاصَّة ، فإنَّ أصحابَ الإهتِمامِ دائموا البحثِ عمَّا يَروِي أذواقهم في كلِّ الأقطارْ - رِواياتُ أحلام مُستغانمي و الطَّاهر وطَّار ، و أعمالُ عزالدين ميهوبي الشِّعريَّة و المَسرحِيَّة و كذا عبد الحَميد بن هدوقة ، محمَّد ديب ، مولود فرعون ، مالك حدَّاد ، رَشيد بوجدرة ، زهور ونِّيسي ، ياسمينة خَضرة و غيرهم كثيرْ .. هذا طَبعاً فيما يخصُّ أدباءَ الجَزائر ، و أعتقدُ أنَّ نفسَ الأمرِ كانَ عندَ الإخوةِ الموريتانيينَ و المغربيينَ و التونسيينَ و اللِّيبيينْ .. و بعدَ هذا الإستِطرادِ أُرجِعُ حسبَ رأيي المتواضِع ، أسبابَ اتْساعِ تلكَ الهُوَّةِ بينَ الأدبِ المشرِقِيِّ - و الخَليجِيِّ على وجهِ الخُصوصْ - وَ الأدبِ المَغارِبِيِّ و أيضاً أسبابُ عدمِ الحُضورِ المكثَّفِ للمغارِبة في مَحافلِ الإخوة المَشارِقة و العَكسُ صَحيح ، إلى أمورٍ عِدَّة أستَخلِصها فيما يأتِي : أوَّلاً ، سَعيُ الإستِدمارِ الغربِيِّ الَّذي طالت سَطوتهُ على بلدان المغرب لِمُحاربةِ كلِّ ما يَمتُّ إلى هُويَّتهِ بصلةٍ من حيثُ اللُّغةِ و الدِّينِ و المُقوِّماتِ و التَّقاليدِ العربيَّة ، و هذا طيلةَ ما يُقاربُ القرنَ وَ أكثر . ضِف إلى ذلك حَداثةُ استِقلال تلكَ البلدانِ منهُ و هذا الشيءُ أثرَّ على حركاتِ تعميمِ التَّعريبِ فيها فلم تؤتِ تلكَ الإصلاحاتُ ثِمارَها إلاَّ بعدَ وقتٍ ليسَ بالقصيرْ . بينما نُلاحظَ عكسَ ذلكَ تماماً في بلدانِ المشرق فهم قَديموا عهدٍ بالإستِعمار بل هناكَ دولٌ لم تُستعمر أصلاً .. ثانِيًا ، البعدُ الجُغرافِيُّ بينَ تلكَ البُلدانْ ، و هذا ما جَعلَ أمرَ التَّقاليدِ و الخُصوصِيَّاتِ المميِّزة لكلِّ بلـدٍ يُمثُّلُ عاملاً لعدمِ الإهتِمامِ بقراءةِ ثقافةِ من يختلفُ عنكَ في الكثيرِ من الأشياءْ مِمَّا أدَّى إلى تَقَوْقُع كِلاَ القُطرينِ في ثقافتهِ و فُنونُـهْ على الرُّغمِ من مُحاوَلاتِ التَّقريبِ العَديدة من كِلاَ الطرفينْ .. ثالِثًا ، توجُّهُ أكثرِ الأدباءِ المَغاربةِ خاصَّةً في الخمسيناتِ وَ السِّتِّيناتِ إلى الكِتابةِ باللُّغةِ الفرنسِيَّة ، فنتجَ عن ذلكَ سَلباً نُفورُ القارِيءِ المَشرِقِيِّ من تِلكَ الأعمالِ الأدبية بِحُكم انشِغالهِ بكلِّ ما هوَ مكتوبٌ باللُّغةِ العربِيَّةِ الفُصحَـى .. رابِعًا ، تَفَشِّي آفة الإرهاب في المجتمع المَغاربي و الجزائِري بوجهٍ أخصَّ و أعنفْ ، جَعلَ بعضَ الأقلامِ الَّتي بدأ يلمعُ بَريقها تأفلُّ نوعاً ما مِمَّا قلَّلَ نسبةَ التواصلِ بينَ الأدباءِ وَ أعمالهم في النَّاحِيتينْ ، و لكنَّ هذا الوَبالَ زالَ الآن و الحمدُ لله و رَجعتِ الأمورُ إلى نِصابِها بل وَ أحسنْ ، حتَّى أنَّ ذلكَ الطَّاعونَ كانَ للكثيرينَ حافِزاً للكِتابةِ وَ سَبباً قَوِيًّا للوُقوفِ أمامَ الضَّلالةِ وَ تغييرِ المُنكرِ بالكلمــاتْ . فَرُبَّ ضَّارَّةٍ نافِعَــة .. هذهِ فيما أعلمُ ، أهمُّ العواملِ الَّتي تلاقتْ فأنتَجت ذلكَ البُعدَ و الإفتِراقَ النِّسبِيِّ ، و لا أقولُ بأنَّها كُلُّها و لكنَّني ذكرتُ ما لهُ بالغُ الأثرِ في أُسلِفَ بيانُــهُ .. و ما لا يُدركُ كُلُّهُ لا يُتركُ جُلُّـه ، و اللهُ أعلى و أعلــمْ .. / اقتباس:
مثلما قالَ الكاتبُ المحترمُ : مصطفى بلمشري ، بأنَّ العصرَ الَّذي نعيشهُ عصرُ البعثِ و الإنتِعاشِ الفكريِّ و الأدبِيِّ بالنسبةِ للمجتمعِ الجزائري - و أنا أقولُ بل بالنسبةِ للمجتمعاتِ المَغارِبِيَّةِ بأجمَعها - و هذا مُلاحظٌ بِجلاءٍ في الفعالِياتِ وَ المُلتقياتِ و المنتدياتِ المُقامةِ لأجلِ الأدبِ و الثَّقافَـة .. و بِما أنَّ المغرِبَ العربِيَّ يتميَّزُ بهاتهِ الحَركِيَّة و يُحاوِلُ أن يُسمِعَ صَوتهُ إلى الشَّرقِ الأوسطِ و الخَليجْ ، فعلى الإخوانِ من جِهتهم أيضًا أن يَمدُّوا اليَدَ لتلكَ النِّداءات و لا أقولُ بأنَّهُ ليست هناكَ مُبادراتٌ من الجانبِ الآخر لكنَّ المغاربة أشدُّ تعلُّقاً و تأثُّراً بهذا التقاربْ .. هذا التَّواصلُ يجبُ أن يتمَّ وِفقَ ضوابطَ يجبُ مراعاتها ، كإسقاطِ الحواجزِ الَّتي كانت قَبلاً عوامِلاً للتباعدِ بينَ الثقافتينِ وَ القُطريــنْ ، وَ التَّكثيرِ من المحافلِ وَ المَعارضِ و الأمسِياتِ الأدبية و الشعرية المشتركة مع تنويعِ أماكنِ إقامتها في مختلفِ البلدانْ ، طِباعة الكتبِ و الدَّواوينِ و الرِّواياتِ لأسماءٍ مغاربية في دورِ طبعٍ و نشرٍ مشرقيَّة و كذا العَكسْ ، إمضاء اتفاقيات على المستوى الرَّسمي لتسهيلِ العملِ الثقافي بين المتعاقدينْ ، إلى غيرِ ذلكَ من الوسائلِ الأخرى و العَديدة وَ الَّتي يُمكنُ أن تردمَ الهُوَّة - على حسبِ تعبيركِ - بين الأخوة الأشِقَّــاءْ .. / اقتباس:
و لكِ التَّرحيبُ و لأسئلتكِ و حُضوركِ الأبهى ، و إلى حينِ عودَتكِ أستودعكِ الله الَّذي لا تَضيعُ ودائعــهْ .. و سأردُّ على باقِي الأسئلة و المُداخلات الكريمة لإخوتي في الغَدِ بإذنهِ تعالى ، فقد تأخَّرَ الوَقتُ هنا فالسَّاعةُ تُشيرُ إلى الحاديةَ عشرة ليلاً وَ اثنانِ و أربعونَ دقيقة .. / تحيتي و تقديري .. لكــمْ .. |
30/06/2008, 09:55 AM | #2 | ||
المديـر العـام
|
|
||
01/07/2008, 12:41 AM | #3 | |||
مشرف رَتْلُ المزن
|
|
|||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9) | |
|
|