صَـبَـاحٌ بـآهِـتْ ....,!

[ريان الوابلي]

1
الآن :
انصت الى نشيد العصافير وزقزقة البلابل
وتهاليل جدي العالقة بين اوراق القرآن
وصوت امّي المبلل بماء زمزم
الذي غشاه الطهر والحنان ..

كل هذا الانصات
اتى عندما قبّل الصبح جبيني .. قبل ان يصل شفتيّ ...!!





2
لايعلم الصبح ان الارواح متعلقةٌ به
وانه معجزة الاغصان
وانه يزيل الفجر اللعين ويحضن الشمس البشوشة
ولا يعلم ايضا انه قد احيى الارض عندما
جعل تلك الطفلة تتناول قطعة من المربى اللذيذة كوجبة افطآرٍ
ادت الى انهمآر قطرة من لعابها جعلتْ الارض في خجلٍ ودوار ...!





3
يلسعني الشروق عندما انظر إليه مبكرآ
وكأنه عارٍ \ يطلب مني ان انتظر قليلا كي يرتدي السمآء ..!






4
ايها الطل العالق بين النوافذ
اعلم ان حبيبتي تقبلك كل صباحٍ كي تدفَأ بنافذتها
ولا ترضى ابدآ ان تجعلك تتذوق جفآف الشروق
او تبيدك ازفرة سجائر المارة من خلف النافذة
لذلك فهي تقبلك كل ليلة كـ تعويذةٌ لكم يا آل الماء ..!

ايها الطل
لاتحتظر اذاً قبل ان تنفث لي تلك القبلة
ليتك ترى جفآفي الآن :
ملامحي كخارطة وطن بلا ارواح
غربآء يعبثون بجدائل الحنين
وفقراءٌ لايعدّون من العابرين
وتجاعيدٌ تعرقل ثغر الصبآح ..,

ايها الطل
انفثها اذاً
لتطهّر جسدك من دنسِ العاشقين ..,






5
كنت دائمآ ما اعتكف بقرب جدتي وهي تحيك قميصآ لها
بإبرة يكسوها الغبآر وخيطٌ مليء بالشيْب
ورغم كل هذا \ الا ان رائحة المسك الاربيعينيّ يفوح منهآ خآشعآ ..






6
يا الله :
ليتكَ ياجدّي ترى الزمن الآن
وترى حنّاء جدتي شديد الفقد كـ بَرَصٍ في ملامح الصبح مُعتَكِفْ ..
ليتك ياجدي ترى الأرصفة الآن
وترى خطى جدتي كيف تسير وأقدامها كأعواد الثقاب \ تشتعل كل ظهيرة ..,
ليتك ياجدّي تراني الآن
وترى جدتي كيفَ تقبّلني وعيناي مليئتان بالغربة ..,
ليتك ياجدّي ترى صورك الآن
وترى جدتي كيف تنفثُ انفاسها بك كي تحييك ذكرى ...!






7
لاتحزني ايتها الفرآشات
نحن البشر مجرد اقنعة \ يشكلنا الهواء
وتبقينآ الاتربة ..!