إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


فنُّ الصعْلَكة

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30/03/2009, 08:12 AM
الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق
عبد الله العُتَيِّق عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حالياً
كاتب و باحث
 


عبد الله العُتَيِّق is on a distinguished road
Smile فنُّ الصعْلَكة

فن الصعلكة


الصعلكة صنعة رائجة ، و سوقها نافقة ، و مكاسبها خاسرة ، ينتمي إليها من كل عشرةٍ تسعة و شيء ، و هي خفيفة المحمل ، قليلة العمل ، مريحة للبال ، مهلكة للمال ، مضيعة للعيال .

الصعلكة تعني العيش في الحياة بلا مهمة ، لأنها حالة لا يُرتجى منها شيء ، و لا يكون الصعلوك فيها إلا أحمقاً غبياً ، يهتم _ إن اهتمَّ _ بالزيفِ و الضائع .

الصعلكة كأي شيءٍ في الحياة فنٌّ لها قواعدها و أصولها و قوانينها ، من أراد التصعلُك وجبَ عليه أن يلتزم قواعدها و إلا فهو منفيٌ ومطرود غير محمود و لا مُكرَّم .

روتين الانضمام إلى الصعلكة كأي روتين ، ضرورة التقديم بطلب الانضمام ، و التزام الشروط بالموافقة عليها عند عرضها عند الطلب .

فشروط الصعلكة :

أولاً : غياب الهدف ، فيعيش الصعلوك كل أوقاته بدون هدف يسعى إليه ، لأنه لو حددَ هدفاً ، و لو صغيراً ن لحُرم من الصعلكة .

ثانياً : أن يكون هزلياً ، فالجد ليس من صفات الصعاليك ، فالمتصعلك إن جدَّ في أمرٍ فهو مؤملٌ له ، و المؤملُ عنده هدف ، فيكون قد خرقَ شرطين من شروط الانتساب إلى الصعلكة .

ثالثاً : أن يهتم بالشكل فقط ، لأنه يسعى فقط لأن يكون موجوداً ، و لا يكتمل وجوده إلا بزخارف الشكل ، و إذا اهتم بالحقائق و الأشياء الجوهرية يكون ارتكب ناقضاً من نواقضِ الصعلكة ، و خرقُ الشرطِ نقضُ الربْط و الضبْط .

رابعاً : أن يكون غير مُبالٍ بشيءٍ ، فيعيش في ظل رغبات نفسه ، و تحت إيحاءات روحه ، و متى نظر إلى المبالاة باحترام فمطرود مذموم مدحور مخذول ، لأنه لا يُبالي إلا أولئك المتعبين أنفسهم بكل شيءٍ يريدونه ، و هم مساكين في قانون الصعلكة .

فصاد الصعلكة تشير إلى الصورة و الشكلية ، و عينها عدمُ ما ينافيها ، و لامها رفض تركها ، و كافها كفاية بها عن سواها .

بعد الموافقة على الشروط يكون الانتساب إلى الصعلكة بجدارة ، و يلتزم في تصعلكه التطبيق العملي للصعلكة و أفعالها ، و يبدأ بنفسه قبل كل شيءٍ ، فيُعيشها برغباتها ، و يصرفها عن أي هدف .

و حين يكون في غمرة العيش في جوِّ صعلكته لا يلتفت إلى أولئك الذين سيوجهونه و ينصحونه ، لأن من لم يتصعلك لن يعرف طعم الصعلكة ، فيجب على الصعلوك أن يُعرضَ عنهم و لا يتلفت إليهم ، مهما كانوا .

السيد الجليل الصعلوك سينال منصب الحماقة مع أرقى الألقاب ، لأنه سيتجرد من إنسانيته لأجل أنانيته ، و سيكون في ملءِ بطنه طول زمنه ، لذا فطول وقته قائما بوظيفة الصعلكة ، و المشغول لا يُشغل .

الصعاليك كثيرون في منظمة الصعلكة الكبرى ، و القاسم المشترك بينهم أنهم يعيشون بلا شيء و إلى لا شيء ، و هم صنفان من الصعاليك :

الأول : صعلوك خالٍ تماماً من كل شيءٍ ، فلا هدف و لا غاية و لا مقصد و لا هوية ، فهذا أغلب الناس ، و مكشوفون و لا يُجالسهم إلا أمثالهم .

الثاني : صعلوك فيه و فيه ، فيه الخلو و فيه الامتلاء ، و لكنه يتظاهر بأنه شيءٌ و يسعى لشيءٍ ، متدرعاً بهذا الشيءٍ في تغطية اللا شيء ، فهو يُظهر للناسِ أنه صاحب هدف و رسالة ، و لكنه في نفسه لا يحمل أي انتماء لهدفه و رسالته ، وهذا كثيرٌ في صنفه ، و ينخدع به الكثيرون .

فهناك صعاليك السياسة و الذين ليس لهم إلا أن يكونوا في صورة حسنة جميلة في منظمة السياسة ، فتراهم يكثرون من الادعاءات و العطاءات رياءً و سُمعة ، و يُهملون الواجب الذي تحت أيديهم ، فغابَ عنهم الهدف و التنظيم ، و هذا شرطٌ صَعلكِيٌّ أساس .

و هناك صعاليك العلم و الثقافة ، و الذين شُغلهم الشاغل إظهار ذواتهم بإضمار و إخفاء حقائق العلوم ، فضياع المعرفة عندهم أسهل من ضياع ذواتهم ، فنجدهم يُغيبون شيئاً من المعلومات المعرفية حتى لا تسقط هيبتهم و كرامتهم و ثقتهم عند الناس ، فعاشَ في أنانيته وتجرد من إنسانيته .

وهناك صعاليك التجارة و الاقتصاد ، فلا يُبالون ببقية الناسِ فيرفعون الأسعار ، و يعبثون بالبضائع و السِّلَع ، من أجل كسب ربح قليل مقابل خسارة إنسان ، وهذه رسالة الصعلكة .

فلمن أراد أن يتصعلك بانتسابه إلى منظمة الصعلكة عليه أن يلتزم هذه المنهجية ، و لا يكتفي بها ، بل يجب عليه أن يكون مبدعاً في التصعلُك ، لأن الصعلكة علمٌ و فنٌّ .



استيحاءٌ من قول الأول :

لحا الله صُعلوكاً مُناه و همُّه

من المال أن يلقى لبوساً ومطعما
 
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها