..عابرون ولكن ..

[فاطمة آل عقيل]

بين فراغات الزمن يمرون مسرعين
لا يحفلون ..
بمشاويرها الشاقة
ولا بطرقها الوعرة
وح ـيدة
تسير على قدم واحدة
تراقب معابر الفضاء المختنقة بدخان أنفاسهم الكريهة
تبحثُ عن مساحة بيضاء تفرد بها أجنحة السؤال العابسة

صرخة ممسوسة الوج ـود تنطلق بعقيم الصدى

إلى متى ؟
وهم يلوكون الشكوى
ويستمرون في الركض عكس أح ـلامها
إلى متى ؟
و الضحكات الماجنة تتعالى من أروقة التيجان
المنصهرة في قوالب من خشب
إلى متى ؟
وأمجاد تذهب و أخرى تعود
.. و الج ـسد المتصعلك بمكره وانكساره
يتآكل فتفنيه دابة العجز

عمر من الصمت يكبر
وهي ما تزال تقف على حدودِ جادة
تحاول أن تجد فرصة عبور إلى ماره
أنطفأ بريق عقولهم
ليشتكوا

أرق الضمائر
وكسل الأهداف
وأمراض الحقيقة
وضنك الورق
ولواجع الشلل

عالم القطع البالية يحلم أن يعلق على مشجب المسرح
وساعات قليلة تفصل قفزات قدمها الصغير ة
عن حفرةِ دورٍ جديدٍ خَلَّدَ حقد أقلام تمرست قسوة
ورشت لزوجة الغل في صمامات الآمان

حلم باحث عن خطوة تسابق أجلها بحسرة وطيش

ليمر الشتاء ثقيلا من ثقب حاضر يسجن خلف النشيج
قلوبا
تحترف تجنب حتفها بجبن موقوت الخيبة

و
تحت أنياب الظلم
فصل شفيف النبض
يمرر أحلام الصغار
على ضوء الشموع
وابتهالات المنابر
صمود يا غزة
يرسم
الصمود
على جدران الرباط
على أقنعة الفج ـر اليتيم
على الصفحات الأخيرة من كتاب خ ـذلانهم

قلوب أحترفت قرصنة القنابل
لقصف ح ـمائم
رفت جناحها تصم أذن واقع لا يقبل بأقل من انخراط
الألم في ساحة وجع أضاع حارسه مفتاح النجاة

أيتها الواقفة في زح ـام الصمت الآثم
عزاؤك أن الخطايا تخون أصحابها دائما

بقلم /
فاطمة آل عقيل

10 / 1 / 2009