حِ ـكآايَةُ ظَمْـأا :~

[مُحَمَدْ الحَمامي]

حِكايـَـةُ ظَمْــأ


لا حُلم ..
بَعدَ أن يَغفو الوَجودَ وَ يَتَبَعثَر عَلى قَلبٍ يَرتَعِشُ خَوفـاً !

لا لَحن ..
بَعدَ أن تَقَطَعَت أوتارُ القَيثارَة العَتيقة !

ظَمأ ..
يَرتَشِفُ كأساً يَفيَضُ مِن عَبَقِ الوَجَعْ

{
وَ يَبقَى القَدَرُ يُناشِِدُ الروحَ وَ الفؤادَ لِلـ البَوحْ
}

وَ يَمضي الحُلم مِن حَيثُ أتى
وَ تَختَفي أخِرَ أمنيَةٍ مِن أماني المَطرْ
فَقَد ولِدَت مِن العَدَمْ !
قَتَلَتها إغفاءة المَساء
فَلم تَروي لـِ اللَحنَ حِكايَةَ الظَمــأ
بـِ أنغامٍ مُختَنِقة
وَ تَراتيلُ العِشــقِ
تُعَطِرُ المَكـان / عِ ـــطرْ

وَ أنفاسٌ تَذوي وَ تَذبلُ وَهناً
وَ يُدفَنُ اللَحنُ في أضلُعي
وَ بَقايا عَزف ..
تَظهَرُ عَلَى حافَةِ الموتْ
وَ نَبضٌ مُتَعَفِنْ .. يَغفو هُناكْ
فَوقَ السَماءُ الباكية
ما بالُ الحُزنَ مُتَلَبسٌ بـِ كَبدِ السَماء ؟!
ما بالُ سَمائي مُلَوَنة بــِ ألوانِ خَيبَتي ؟!
تَتساقَطُ الذِكرياتْ
وَ تَعصُفُ بِها رياحُ الصَمتِ إلــى أعماقَ الماضي
لـِ يُبتَرُ البَوحْ .. وَ أتَبَعثَرْ
وَ سَيلُ انتِظار .. يَجرِفُ مَعهُ أنفَاسُ أملِِ اللِقاءْ
وَ لَحَظاتُ الانتِظار تَشهَقُ بــِ الأيــــامْ
شَهقات .. تُولَــدُ بـِــ رَحمِ الاختِنــاقْ
وَ صَلواتٌ تَتَوارى خَلفَ ضَبابٍ كَثيفْ
وَ تَظهَرْ ،،

{
وَ كُلُ ما يُسمَعْ .. صَوتُ حَشرَجَة مُختَنِقة خَوفاً
}
الثُلاثـــاء
19 / 8 / 2008