إملاءات المطر   إملاءات المطر


معطف [ الكاتب : مصطفى معروفي - آخر الردود : مصطفى معروفي - ]       »     مراحب [ الكاتب : فتحية الشبلي - آخر الردود : فتحية الشبلي - ]       »     آخر الأنقياء العابرين.! [ الكاتب : رداد السلامي - آخر الردود : رداد السلامي - ]       »     قصة حزن نوف [ الكاتب : خالد العمري - آخر الردود : خالد العمري - ]       »     مطر.. مطر [ الكاتب : أحمد بدر - آخر الردود : أحمد بدر - ]       »     حنانيــ .. آت ! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : عبد العزيز الجرّاح - ]       »     ما أجمل أن..! [ الكاتب : عبد العزيز الجرّاح - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     ركن خافت و [ أَشياء لن تهم أَحَداً ، ... [ الكاتب : ريم عبد الرحمن - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     .. وَ .. [ الكاتب : أسامة بن محمد السَّطائفي - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »     افتقــــد !! [ الكاتب : ضحية حرمان - آخر الردود : محمد الفيفي - ]       »    


العودة   إملاءات المطر > الإملاءات الأدبيـة > منابرٌ فوق السحاب
التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


~ كَـالـحَـقِـيـقَـة ~

نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي.


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27/12/2008, 06:48 PM
الصورة الرمزية أسامة بن محمد السَّطائفي
أسامة بن محمد السَّطائفي أسامة بن محمد السَّطائفي غير متواجد حالياً
مشرف رَتْلُ المزن
 



أسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond reputeأسامة بن محمد السَّطائفي has a reputation beyond repute
افتراضي ~ كَـالـحَـقِـيـقَـة ~

*

~ سَـلامٌ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ ~

/

~ كَـالحَـقِـيـقَـة }

" تمتاز أوقاتي بالتشابهِ المألوف ، أحيى فيها بكلِّ أمزجتها المُتضادَّةِ التي لولا تعاكُسها لم أعرف الأمورَ على حقيقتها ، و لم أدرك الهدف من وجودها مع بعضها البعض في بوتقة واحدة .

تمرُّ – على الأغلبِ – و أنا في استقرارٍ ظرفِيٍّ ، تتخلَّلهُ هزَّاتٌ نفسيَّةٌ تؤثِّرُ عليهِ حسبَ : نوعها ، مدَّتها و الشخصِ المتسببِ فيها . فعلى سبيلِ المِثالِ : إن تواعدتُ مع أحدهم في مكانٍ ما و زمانٍ معيَّنٍ و لم يأتي في الموعد المحدَّد ، فإنَّ خُلفهُ للوعدِ يجعلني أستاءُ فأنا لا أحبُّ عدمَ الوفاءِ بالوعودِ ، و تزيدُ درجةُ استيائي و تنقُصُ حسبَ مكانةِ ذلكَ الشخصِ عندي ، خاصَّةً إن علمتُ فيما بعد أنَّهُ لم يكن لهُ عذرٌ مقبولٌ يحتجُّ به .

و المدى الذي يُمكنُ أن تبلغهُ حِدَّةُ الصَّدماتِ المُختلفةِ على نفسِيَّتي ، يطولُ و يقصُرُ أيضاً تَبعاً لنفسِ العواملِ الخاصَّةِ بتأثيراتِها . فهناكَ التي تزولُ فوراً ، لدرجةِ أنَّني لا أُعيرها اهتماماً مُطلقاً ، و هناكَ أخرى تبقى لأيَّامٍ معدوداتٍ قبلَ أن يطويها سِجِلُّ النِّسيانِ ، و الصِّنفُ الثَّالِثُ مِنها فذو شِقَّينِ /

- الشِّقُّ الأوَّلُ :

كئيبٌ كئابةَ المقابرِ ، و مريرٌ مرارةَ الصَّبرِ ، و بطيءٌ بُطءَ الوقتِ بالنِّسبةِ للمرضى في المُستشفيات . تعسُّفُهُ بلا رحمةٍ و تنغيصُهُ بلا حُدودٍ و ظُهورُهُ بلا أمَارَة ، أغتمُّ لِحُضورهِ و أقاسي في أثتائِهِ و أبتهِجُ لِمُغادرتِهِ . لم يضجر من مُلاحَقَتي و لمْ يشبع من جَنى ألمي و لم يُفكِّر أبداً في تركي . إلى أنِ اكتشفتُ لهُ عِلاجاً جِذرِياً من خِبرتي الطويلةِ معه ، لم أطردهُ و لم أمنعهُ من المجيءِ إذ أنَّ ذلكَ ليسَ في طاقتي ، و لكنَّني تعاملتُ معهُ تعامُلاً ذكياً : لا آبَهُ لهُ أبداً مُحاوِلاً التَّسلي عنهُ بِضِدِّهِ ، و لا ألبِّي دعوتهُ لحضورِ مأدبةِ الحُزْنِ التي تُقامُ على شرفهِ ، و تعلَّمتُ منهُ النُّهوضَ بعدَ كلِّ سُقوط .

- أمَّا الشِّقُّ الثَّاني :

فذو نَضارةٍ بهِيَّةٍ و أحلامٍ قرنفُلِيَّةٍ و ذِكرياتٍ فاتِنَةٍ فتِيَّةٍ مِنَ الأوقاتِ الطَّيِّبةِ الهَنِيَّةِ . يجعلني أبتسمُ حينما يمرُّ طيفُهُ من أمامي ، دونَ سابِقِ إنذارٍ و في أيِّ موقفٍ و مكانٍ ، حتَّى يظنُّني من يراني وقتها أنَّهُ بي مسٌّ منَ الجِنِّ وَ ما أروعَ المسَّ إن كانَ هكذا .

يرتعشُ بدني مِن إعادةٍ بسيطةٍ و لوِ لِلَحظةٍ صغيرةٍ كُنتُ فيها مع خِلاَّني ، في ذلكَ المكانِ الذي أتمنى أن أكونَ فيهِ الآن . مكانٌ لا يُمكنني أن أمحي تفاصيلهُ الطَّفيفةَ - فضلاً عمَّن سِواها – من بَقايا مُخِيِّلتي : المُنعطفُ الذي على اليمينِ ، و الكراسي الحجريَّةُ التي وُزِّعت هنا و هُناك و قد زاحمتِ السَّاحةَ مع أشجارِ الزَّيتونِ العتيقةِ التي لا تتعبُ أفنانُها منَ الإهتزازِ حينَ تزورها في العَشِيِّ رياحٌ باردة ، و كأنَّها تُلوِّحُ لنا أنَّها مازالت هنا صامدة .

يا لِلسَّعادةِ التي تُداخِلُني ، كأنَّ ما سردتهُ قبلَ هُنَيْهَةٍ حقيقةٌ مرئِيَّةٌ تَتَّضِحُ قُدَّامي كما لو أنَّهُ يحدثُ لأوَّلِ مرَّة . و هذا حالُ كلِّ ذِكرى حَسَنَةٍ ، تتركُ أثرها البارِز – الذي لا يزولُ – على جَنَبَاتِ الرُّوحِ ، فلا يُمكنُ أنْ يتلاشى فيُطمَسَ إلى الأبدِ و لا يُمكنُ أن يُتَجاهَلَ فيُنسى معَ تطاوُلِ الأمدِ .

فما أعزَّ المواقِفَ التي ترجعُ " كالحقيقةِ " من أكفانِها ، في ظِلِّ فُقدانِ الأمانِ و نُدرةِ الخِلاَّنِ ، لأنَّها تُبقينا في اتِّصالٍ دائمٍ مع أحبابٍ مرُّوا على رصيفِ ذواتِنا ذاتَ وَقتٍ و زَمـان "

/

سَـطِـيـف / 29 / 10 / 2007
 
توقيع :  أسامة بن محمد السَّطائفي
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
3y vBSmart
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية - الآراء المطروحة في المنتدى تمثل وجهة نظر أصحابها