الموضوع: مَطار جده...
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28/07/2012, 01:55 PM
الصورة الرمزية قطرة حنين
قطرة حنين قطرة حنين غير متواجد حالياً
حُـــــلُـــــــم
 



قطرة حنين is on a distinguished road
افتراضي مَطار جده...








في 25 مايو الماضي كانت رحلتي من جدة الى واشنطن دي سي. كان موعد رحلتي الساعة السابعة صباحاً, ولأني أعرف فوضوية وطني العزيز, وصلتُ الى المطار الساعة الثانية عشرة صباحاَ . ربما أكون بالغتُ قليلا ولكن تجاربي السابقة مع مطارات الوطن تجعلني أتوتر وتصيبني حالة غريبة من أخذ الإحتياط والحرص الشديد ومراجعة الاوراق والتأكد من أن كل ما يمكن أن يخطر على بال موظف الجوازات وموظف الخطوط موجوداً معي. يكفي من فوضويتها أنني في المرة الأخيرة حين سافرتُ من مطار المدينة المنورة إلى دبي كانت إضاءة المطار ( الدولي) معطلة مما جعل الموظفين الطيبين يراجعون أوراق سفري انا والمسافرين على أنوار الاي فونات..!!
نعود الى مطار جدة كانت معي حقيبتين خفيفتين ,جلستُ في مصلى النساء الى ان أٌقترب موعد الرحلة .المطار كان مزدحماً من جميع الجنسيات وهذا شيء غير مستغرب لأنه في نهاية الأمر هذه هي طبيعة المطارات في كل مكان و لكن الغريب في الأمر هو قلة أماكن الإنتظار ..كانت الكاونترات متراصة على حد سواء امام كل كاونتر عامل لرفع الحقائب و آخر ينظم طابور المسافرين ... الملفت في هذا المشهد أن في جميع الطوابير التي امام الكاونترات الاخرى كان السعوديون فوضويين جدا والغالبية تحاول تجاوز الدور وكان الطابور متعرجا اضافة الى أن الاشخاص كانوا ملتصقين يبعضهم. الا الطابور الذي كنت اصطف فيه فقد كان غريبا بشكل صحي.
كل شيء في ذالك الطابور كان مختلفاَ. الاشخاص سعوديون ولكنها النسخة المتحورة منهم. كانت هناك مسافة تكفي شخص بين كل شخص وشخص آخر, ومسافة بين الطابور والكاونتر نفسه. الكل كان يقف قبل الشريط الأصفر الملصق على الأرض , بينما كان مختفيا في الطوابير الأخرى . ,الازياء مختلفة الكثير من الماركات بولو, أحذية تومس, الكل يحمل جهاز آي فون اكثر من شاب كان شعره متطايراً في الهواء , حجابات ملونة , اذا رفعت عينك في شخص سيبتسم لا إرادياً , وعلى عكس الطوابير الأخرى كان المسافرون في هذا الطابور ينتظرون الموظف أن يناديهم ليتقدموا الى الكاونتر . اذكر أني وقفتْ صامتة أمام الموظف حين قال لي "طريق السلامة" بعد أن انتهى من إجراءات التدقيق .ليس لقلة أدبي بل لاني ببساطة تذكرت إبن الوطن موظف الجوازات الذي إستقبلني حين كنت قادمة إلى الوطن قبل ثلاث أسابيع من ذالك اليوم
أتذكر انه لم يكلف نفسه بكلمة الحمد لله على السلامة ولا حتى إبتسامة بسيطة...




 
رد مع اقتباس