عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01/01/2011, 09:07 PM
الصورة الرمزية إملاءات المطر
إملاءات المطر إملاءات المطر غير متواجد حالياً
إدارة إملاءات المطر
 


إملاءات المطر is on a distinguished road
افتراضي يعدُو الرّبيعُ بعد الرَّبيـع، وَ يكبُر " البنفَسَج "


يعدُو الرّبيعُ بعد الرَّبيـع، وَ يكبُر البنفَسَج،
ونرسمُ في الأفقِ وعداً جديداً لعامٍ أزهى وَ صُـورةٍ أجمل،
كلّما غامتِ السّماء، و أُدخلتِ الأيَّام على الأيّام، و أدارتْ رأسَها السّنة، وَخزنا أُمنياتنا لتصحُـو لعامٍ جديد..
آنذاكَ، تتقدَّم هذه الحكاية، الحكاية الطَّويلة التي أُلبسَت رداءَ الفخرِ والزَّهوِ والاحتفاليّـة،
الحكايَة التي سمَّاها راوِيها " إملاءاتُ المطر "
ولم نعرِف فيما بعد؛ إن كان مكانُنا المَوعُود أملَى على المطرِ مجيئهُ حين يجيء،
أو أنَّ المطرَ أملَى على رُوّاده فِتنة المظلاّت والقطْرَة التي عبَرت مِنها إلى الأرضِ، وسمِعَ وقعَها المعنيُّون.

2007
خلقنا للرّوعة مكاناً، أوجَدْنا للشَّغُوفِين بالمطرِ مظلاتٍ وهتوناً ،
زرَعنا البِشارة في آذانِ من أحبُّوها.
اخترْنا أن نبدأ ، وبدأنا، في عالمٍ أوطانهُ مُتشابهة، قاطنُوه يستهلكونَ المُفردة ذاتَها،
أردنَا للتميّز لحظة، و كُنّا لحظتَهُ، أيّامهُ ، أعوامَهُ التي قاربتِ المسِيرَة، قاربتْ أن تكونَ طِوالاً.
مكانُ الأصدِقاء الذين وضعُوا نُقطةً للبدءِ، وَ انهالُوا.
الذين عبرُوا بعدئذٍ مُتلحِّفين شُكرهم على الفضاءِ الأجمل ! وآخذين بحنينِهم إلى أمكنةٍ قصيّة في ذاكرتِهم، اسمُها الوفاء.
هذه الخُطوة.
الوَاسِعة، التي جاءَت على مهلٍ، تُحرِّكُ النّبض، وَ تطغَى على الأسئلة.
2011
هي اليَوم أضحتْ جواباً،
وغدَت سُلّماً، وَ عِماراً، ورونقاً، وِ صبراً جاءَ بعد بِشارةٍِ وقبلها،
اليَوم تحفلُ تلك الخُطوة بالخطواتِ التي أعقبتها.
و يفرحُ المطر بالصَّلوات و كثيفِ الأُمنيات التي آتَتْ قبُولاً،
يفرحُ البنفسَج بِسُقاتِه، الذين تعاقبُوا عليه، و منحوهُ عُمق الأُصولِ و ضّوعَ الشّذى.
اليَوم في السّنة الحادِية عشرة بعدَ الألفين ، نُعاودُ الأمل، وَ نُزجي الرسائلَ تباعاً إلى المطر ،
نُناوشُ فيها الذّكرَى، ونُضمِّنها مُباركة خُطوة الأمسِ، حين تُتمُّ وُصولها الرّابع، حينَ تقفزُ لِتنال قصيدتها الرّابعَة،
وَ حين يعدُو عليها الرّبيعُ بعد الرّبيع، وَ يُباغتُها الشّتاء، تُباغتُها مظاهرُ الاحتفال، تُباغتُها حقيقة أنَّها ما عادتْ وحدَها، وأنَّ كثيراً من الخُطواتِ تُشاركنَهَا المسِير؛
وَ يكبرُ البنفسَج.

لِتهنأْ أيّها المُتفرّد.
لِتدُم بعزِّك أيّها المكان.
لتأخذَنا إليكَ إن ضلّت بنا العلامات.
كُن أبـداً. إملاءَنا إذا ما كفَّ الإملاءْ.

إلى الحُضور، إلى ذاكرةٍ لن تُحيلكَ إلى الغيابْ،
إليكَ نُسابقُ الوفاءَ يا مطر، إليكَ نُشرّع الاحتفال .

همسة :
على مدى أربع سنوات "مياسم" تطرز كلمة الاحتفالية بماء الذهب