عرض مشاركة واحدة
قديم 09/03/2008, 09:15 PM   #12
سودة الكنوي
شاعرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية سودة الكنوي
افتراضي

الحلوة العذبة بياض...

طرح واعٍ بأسلوب رشيق...

بعض المنتديات تمنح اللقب جزافاً و بمجرد أن يسجل العضو في المنتدى استنادا على التعريف الذي
قدم به نفسه للمعنيين...
المضحك أنني صادفت في أحد المنتديات عضوا لُقِّبَ بــ(شاعر) و لم ألمح له أي قصيدة سوى
مطاردة ردود الأعضاء و التعقيب عليها بلغة ركيكة ففي كل مشاركاته ينتظر أي عضو يسبقه ليقتبس رده و يدلي بدلوه و في كل مرة يغرف لنا( دلوه) نفس الجملة(ممممممتاز أنا أؤيد رأي الأخ فلان)

في رأيي أن الأخطاء الإملائية و النحوية و اللغوية لا تضر بنص الكاتب كثيراً و لا تسلبه كونه كاتبا..
أما الشاعر فلا!!!
فالخطأ النحوي أو اللغوي في القصيدة العمودية يؤخذ بعين الاعتبار و يقدح في شاعرية الشاعر لأن الحرف الواحد و الحركة الواحدة و المحل الإعرابي الواحد ممكن أن يكسر الوزن كسراً...
فمثلا لو لم يحذف الكاتب حرف العلة من آخر الفعل المجزوم فلا ضير نخرجه من المأزق و نقول (خطأ مطبعي) أما الشاعر فليس له هذه المندوحة لأن بقاء حرف العلة أو حذفه يؤثر في الميزان...كذلك نصب الفعل المعتل بالياء أو الواو لأن حركة النصب يجب أن تظهر عليهما ,,و أيضا لها تأثير على بنية القصيدة..
و كذلك اللغة...أمر مهم لاثبات تأهل الشاعر و استحقاقه اللقب أو لا..
و كلٌّ لا يعذر فيجب على المرء تعلم ما فاته إدراكه من قواعد اللغة العربية المهمة و قواعد الإملاء و الكتابة السليمة...فالمجال مفتوح و سبل المعرفة متعددة و الدروب إليها سالكة و مطاياها سمحة القياد...
في إمكاننا القول أن:
الكاتب أو الشاعر: هو كل من برع في تهيئة نفسه على استنطاقه بما يمتلكه من أدوات للتعبير عن فكرته و قدرته البيانية و واجهته الثقافية لصياغتها في قالب أدبي لغوي سليم يصل إلى القارئ و يخاطب عقله و يحترم فكره و يداعب وجدانه...
أما الثقافة و بقية الأدوات فهما فيها سواء يحتاجها صاحب القلم شاعرا كان أم كاتبا أم قاصا أم روائياً..
بل ما يثير العجب و الدهشة أن تجد نااااااقداً لا يفقه في اللغة شيئاً و لا يفرق بين (لا) الناهية و(لا) النافية فبأي أدوات النقد يعمل؟؟؟ و بأي مبضع و مشرط يشرِّحُ جسد النص؟؟؟

بالفعل يا بياض هو أمر يجب أن يعاد فيه النظر!! فمنح الألقاب الأدبية كيفما اتفق من الظلم بمكان و الإنصاف أن يعطى كل ذي حق حقه فلا يجترئ الساعون وراء الشهرة و بريق الألقاب على مزاحمة الخلصاء بالمناكب...

كل الشكر لبياض الرائعة..

و لي عودة... أكثر ثراءً و أدق تفصيلاً...
توقيع :  سودة الكنوي

 تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

اضغط الصورة للتكبير

كَغَيثِ السَّمَا تَحيَا بِهِ كُلُّ بُقعَةٍ=وَتُزهِرُ في إِقبَالِهِ الفَلَوَاتُ
هَمَى حُبُّ عَبدِ اللهِ فِينَا فَأَينَعَت=لَهُ في رُبَى أَفرَاحِنَا الثَّمَرَاتُ
فَكَيفَ أُغَنِّي وَالمعَانِي تَهَدَّمَت=أَمَامَ مَجَارِي سَيلِهَا الكَلِمَاتُ
وَكَيفَ أُوَفِّي مَشهَدَ الحُبِّ وَصفَهُ=وَفِيهِ مَعَانٍ مَا لَهُنَّ صِفَاتُ
فَبَينَ إِمَامِ المسلِمِينَ وَشَعبِهِ=مِنَ الحُبِّ نَوعٌ آخَرٌ وَلُغَاتُ
إِمَامٌ شُعُوبُ الأَرضِ تَحسُدُ شَعبَهُ=عَلَيهِ وَتَستَشرِي بِهَا الحَسَرَاتُ
شعر: أبو الطيب د.محمد بن علي العمري
سودة الكنوي غير متواجد حالياً