[عفراء السويدي]

منذ آدمية الحزن الأولى ..

ووجهي باكٍ على الشرفات ..

وقد أضناه ../ أضناني .. الغياب ..

وترقب وتأمل الآت ..!

خبزت الوهم بجمر العمر ..

وعانقت حلماً يحتضر ..

وكذبتُ على قلبي ..

قد يأتي ..

قد يأتي ..

وملأتُ بالنجوم المطفآت سلالي ..

ورسمت شكل إبتسامتي ..

وتعالت ضحكتي ..

وخبأتها أوجاعي ..

وادعيتُ أني بالبعد سويه ..

وتأنقتُ كأشد مايكون التأنق ..

ونثرت في الجو عطوري ..

وأشعلتُ كل حين بخوري ..

قد يأتي ..

قد يأتي ..

وعزفتُ لحن الوفاء ..

ودعوت للحب بالبقاء ..

وكتبتُ للعشاق أجمل أبجديه ..

وناديتُ ..

انظروني .. أنا البهيّة .. البهيّه ..

ماأشقاني الحب ..

ولكن أشقاني .. قلب ..

ورقصتُ على مجامر خيباتي .. كل مساء ..

وأدمنتُ النواح في ليالي البكاء ..

وماإن يتنفس فجري ..

حتى يتعالى نشيدي .. رجاء ..

قد يأتي ..

قد يأتي ..

كلهم صفقوا لي ..

لم يدركوا إن رقصي احتضار..

مذبوحة من الألم ..

منذ سيرة الحب الأولى ..

وعلى غفلة من التجريح ..

كانت حكايتي ..

وهم .. إطارها شظايا ندم ..

درت في متاهاتها عمري

وانا أبتسم ..

تجرّحت أصابعي / كلي ..

وبقي الإطار يضيق بي / سجني .. ذاتي ..

وهو كل ذاتي .. تمّلك روحي ..

ألم يذروني لألم ..

لامفر ..

قد ياتي ..

قد ياتي ..

وأصدّق نفسي ..

وأعدّ متكئه ..

وألمّع المرايا ..

وأنثر وردي ..

واخبر فساتيني عن موعده ..

فتتساقط بين يدي ..

ترثي لي ..

تتكسر المرايا ..

وتهمس شظاياها لي ..

قد ياتي ..

قد ياتي ..

ملتصق انت بصفحة القلب ..

وشم في شغافه ..

ذنبي / مغفرتي ..

عدلي الظالم ..

ظلمتني / ماظلمتني ..

أنصفت نفسك وتركتني للشيح ..

للبرد للريح ..

وأعانق الماء ..

وتنتثر قطراته .. رساله ..

عشقك .. معجزتك / مآساتي ..

على غفلة من التجريح مازلت أتنفسك .. وترتجيك أنفاسي ..

صقيع .. ليالي صقيع .. كما تنبات ..

تعلقت حينها بك .. همستُ لك ..

لن تكون ليالي صقيع وأنت في قلبي ..

جفّ قلبي ..

ومازلتَ كل ذاكرتي وعشقي الأزلي ..

ويلي من تخللك في كل زواياها وفي أبديتي حتى أنتهي ..

لن تأتي .. ياعمري ..

يقيني الثابت ..

قد تأتي ..

وهمي المسيطر على تكويني / كياني ..

قد تأتي ..

مرهونة أنا لك ..

أنطفأ بدونك ..

تتجدد خلاياي بذكرك ..

باقية أنا حتى موعدك ..

ويملأ صدى صوتي جوي ..

قد ياتي ..

قد يأتي ..

كيف خذلتَ حلمي ..؟!

أم مررتَ على غفلة منه / مني ؟!