هكذا أنتِ يا دنيا.. مجبولة على الكدر.. منغصاتك لا تنتهي .. لا تزالين بالإنسان تسقينه من كأس المر
ما يكدر صفوه حتى يلقى ربه
عجباً لأمرك !
كأنك تنتقين الدرر من بيننا لتخطفهم يد الموت دون هواده، هكذا هو شأنكِ تنتزعين منا من تعلقنا بها، في طرفة عين
دون نذير، لتغرسي يد الحسره في قلوبنا ابداً، أو لتتركينا نسير بدون شمعه تضيئ لنا دروبنا
إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا علي فراقك يا الشامخة لمحزونون
ولا نقول الا ما يرضي ربنا (إنا لله وانا اليه راجعون)


إنا لله وانا اليه راجعون
إنا لله وانا اليه راجعون
إنا لله وانا اليه راجعون

بالأمس القريب صعدت روحها إلى بارئها تعلو محياها الإبتسامه
الله واكبر الله واكبر
( وماكان لنفسٍ أن تموت إلا باذن الله كتاباً مؤجلاً )

وبما أن الفقد عظيم والمصاب جلل ولكنا لا نزكيها على الله
فقد عرفتها عن قرب عن قرب فهي لزيمة الروح،أحسبها والله حسيبها تقية نقية طاهرة صادقة حنونة
بارة بوالديها تصل رحمها. تميزت بخلقها أيما تميز، فقد كانت عفيفة اللسان سمحة النفس رقيقة القلب
عطوفه ذات صدر رحب لا تحمل الحقد ولا الضغينة،عذبة الحديث لا يُمل مجلسها،
مُتسامحة مع من يتطاول عليها، احتراما وتقديرا لمن حولها وابتعادا عن كثرة المهاترات..
إنها تحمل من الصفات الحسنة الشيء الكثير الذي لا يحصى ولا يعد. لم تخرج منها الزلة ولم تعرف لها صبوة
شغلت اوقات فراغها بما ينفعها وينفع الغير، فبرغم صغر سنها تشهد لها صفوف أصحاب الحاجات من الفقراء
إنفاقاً وصدقةً، ويشهد لها جمعٌ من الصائمين في رمضان والذين تتولى إفطارهم، وتشهد لها دور رعاية الأيتام
حيث الرعاية والكفالة منها لا حرمها الله مرافقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

صنعت شموخها بسواعدها غير متكئة على عراقة أسرتها.ملكت القلوب بأفعالها وأقوالها, فلله درها من حورية
فعلاً إن فقدها مؤلم جداً ولكن ما يخفف ألمنا ما كانت عليه، فلله درها كم عينٍ بكتها وكم قلبٍ حزن على فراقها
وكم من الجموع شيعت جثمانها.. فاللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعفُ عنها
و وسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
و أسكنها الفردوس الأعلى من الجنة..

رحلت في صمت وهدوء مثلما عاشت
رحلت وتركت قلوبنا لم و لن تسلوَ عنها
رحلت وليتها ودعت قلوبا غرست محبتها في أعماقها
هل حقاً رحلتِ بلا عودة؟
كيف نقضي بقية العمر بدونك أيتها الشامخة؟
لقد تركتِ فراغاً في القلب لا يُشغل، وناراً في الفؤاد لا تنطفئ
ولا أظن أنني بهذه الأحرف قد وفيتك بعضاً من حقك
لا والله! ولكن عزائي أن أعتصم بالله و أن أدعو الله أن يجمعنا في دار
لا كدر فيها ولا تنغيص في جنات عرضها السموات والارض
وأن يجعل بناتنا صورة منكِ فقد كنتِ خير مثال خُلقا ودينا
نحسبك كذلك ولا نزكيك على الله

صبّر الله والدك ووالدتك وعموم آل خالد
وأنزل علينا السلوان


( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى )

أرجو من كل يقرأ هذه الأحرف أن يدعوَ لها بالرحمة والمغفرة
ولذويها بالصبر والسلوان ..

لئن سترتك بطون اللحود & & فوجدي بعدك لا يستتر


غادة ال سعود