عرض مشاركة واحدة
قديم 14/04/2013, 11:13 AM   #2
مروج الياسمين
إملائيـة
 
الصورة الرمزية مروج الياسمين
افتراضي



(2)
صَرخةُ الوجود الأولَى. .
تلْكَ التّي قرعْتُ من خِلالها أبْواب الحَياةِ استئذاناً لدخولِها وَخوضِ مُعْتَركها مَع الخائضين مُتدثّرة بورقَ خريف انتَزعتُها من "روزنامة" سبْتمبر وَبحُضنِ أمّي الذّي لهُ عليّ ديْن حِمايتي وَبوصايةِ والدي وَفرحة العائلة والأشقاء بالقادِم الجَديد وَهي فَرْحَة كُلّما تَفكّرتُ بها عجبتُ لجميل صنيع الله في البشر فكلّ النّاسِ تَفرحُ بمولودها الجَديد دونَ أن تتفَكّر بأقدارهِ التّي يحفّها الخَيرُ وَالشّر وإذا ماكانَ من الأشْقياء والسّعداء في الدّنيا والآخرة.
فكَم منا واحِدٍ تَفكّر أن مَولودَه سَيكون صاحبَ شأنٍ عظيم بجلوسِه ذاتَ يومٍ عَلى عَرشِ وَطنٍ بإجماعِ النّاسِ حَوْلَهُ أنّه الأصلحُ لذلك ، وَكم واحدٍ تَفكّرَ أنّ مَولودَه سَيقتلُ عَلى يدِ عصابَة من الأشْرار في نهايَة مأساوية سَتكونُ بكل تاكيد أكْبرَ بأضعاف مضاعفة من فَرْحَته به لَحظة ولادَته والجَوابُ لا أحَد وفي ذلكَ تَتجسّدُ حكمةُ الله وَحُسنَ تدبيره ، وَسَعادَتي أيضاً في أنّ أبي وأمّي لم يُفكّرا كثيراً قبْلَ أن يُقدما عَلى خُطوة انْجابي ، مَع أنّ بَصَمتي في الحَياة مازلت غيرُ واضِحة المَعالم وَمعَ تَمنّياتي أن أرْفَعهُما يوماً ما عَلى عرش الراحة جزاءَ جَميلهما تجاهي !


مروج الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس