[أحمد بدر]

أجل.. اُخفي الجراح وكلَّ شكوى=بها لو صحتُ ~ أهدي التَّائهِينا
أُجالِدُ جَلْدَهَا جِلدِي بصمتٍ=لعلك الآه يجترُّ الأنينا
ولي تحت المدامع بِضع مجرى=بلون الاثمديِّ ملونينا
يداهمُني فُضولُ النَّاسِ تترى=فيفحمني سؤال السَّائلينا
عَلامَ النَّاس كُحلهمو بعين=وكحلكَ خطَّ في خدّ عُيُونا؟
غرستُ أصابعي ما خلفَ ضلعي=نزعت نياط قَلبي أجمعينا
تَشَبَّثَ خافقي الأحشاء يأبى=يُناشد رحمة للرّاحمينا
كَوَنّي النَّائِباتُ فشاهَ جَنبي=وجنبا ما يزال لها رهينا
وماءت صِهْ ~ ولا تنبس بحرف=ولا تجهر بما وجعٍ أنينا
كظمتُ الآهَ كُرهاً رغم أنفي=ونصلُ النَّارِ يحتزُّ الوتينا
أُُقَارِعُ ما درى همّي ابنُ أُنثى=تَفُورُ الآهُ تَسعُرُ أنْ تلينا
فكانت حالتي كمخاض حُبلى=زنت من نظرة وجنت جنينا
لئن رَنّتْ بطلق تلق رجماً=فآثرتِ التوجُعَ والسكونا
وإنْ وضعتْ ~ فحظ الطِّين بِلٌ=وزادَ البِلُّ مِن ذا الحظ طينا
يُصارِخُ في الفناء ولا يُراعي=لجيران تَحسَّسُ سامعينا
فَرَاحَتْ مَرَةً تُلقِمْهُ ثدياً=وأخرى تَشدُهُ لحنا حزِينا
لعلَّ صُرَاخه في الدَارِ يهفو=وما من حيلة للحائرينا
فهَمَّتْ تبتغي بالصَوْتِ كتما=وحَال الضَّغط خنقَ الخائفينا
يـُفَرْفِرُ روحهُ والرِّجلُ تَعلو=وَتَركلُ حِجرَهَا رَكلاً حَنينا
إلى أن خار عزم الطفل صاحت=ألا رُحماكَ رَبَّ ألعالمينا
أحُلوٌ في عسِيلتهِ ثوان=لأنهل من مرارتِهِ سِنينا..؟؟

((يتبع))