[عبدالسلام مصباح]

سـؤال مـن الشاعـر علـي أبـو حجــر
-هل تعتقد أن الشعر الحديث او الشعر المنثور سيتلاشى يوما، أم سيصبح هرما موازيا للشعر العمودي، ام سيبقى الهرم الأصغر ؟
= في البداية أود أن أوضح أن هناك فرق بين الشعر الحديث(التفعيلي) والشعر المنثور(قصيدة النثر)، فالأول له مقومات تربطه بالشعر العمودي: الوزن والإيقاع، وأقصد هنا الموسيقى الداخلية للقصيدة.
أما قصيدة النثر التي أحدثت جدالاَ واسعاً نظراً للفوضى التي تبنتها، ووجدتْ رفضاً لولا بعض الأقلام العميلة التي وقفتْ وراءها وتبنتها وساندتها...لأنها خلقتْ التباساً في المشهد الشعري العربيً: قصيدة + نثر. ترى كيف يمكن أن نجمع بين النقيضين!ومن خلال مصطلحها هذا تخلق فجوة واسعة، من حيث أنها ثارت على الموزون وكسَّرتْ أعمدة العروض وأحدثت فوضى في إشكالها، إلى جانب تميزها بالمغامرة والتجاوز والاختلاف...رغم أنها لم تأت من فراغ، فقد أملتها ظروف العصر، وبعض الإيديولوجيات التي سادث فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، بل جاءت كثورة على على الشعر التفعيلي، رغم أن بعض النقاد يقولون أن روادها من الفاشلين، لأنهم لم يستطيعوا أن يتأقلموا مع الوزن
الإشكالية ليستْ هل ستصبح هرما أو معبر اً بين الأجناس الأدبية، أو أنها ستنافس العمودي أو التفعيلي، الإشكالية أن التطور لا يتوقف. انظر الآن : هل ما زال الشعر العمودي سيد الساحة، أبداً، فقد انحصر وأخلى سبيله لأشكال أخري، وهذا طبيعي، لأن عجلة التطور لا تقف في محطة معينة، فكما كان للشعر العمودي قاماته، فإن لقصيدة النثر رودها شئنا أم أبينا، بل حتى الشعراء الذين انطلقوا من العمودي يمارسون الآن شغبها.