عرض مشاركة واحدة
قديم 24/07/2009, 01:54 AM   #24
سعد الحمري
كاتـب و ناقد
 
الصورة الرمزية سعد الحمري
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سودة الكنوي مشاهدة المشاركة
أخي الكريم أستاذ سعد
لا أدري بماذا أكنيك بأبي صقر؟؟ أم بأبي سليمان؟؟
فصقر الأكبر و سليمان الأب..!!

من خلال ما قرأته في سيرتك الذاتية، وجدت محطات عدة مرَّ بها
سعد الحمري، فهل كان مرور الكرام؟؟ أم أن لك أقداما راسخة ما زالت
تحفر لجذورها مكان، بمعنى آخر..
- هل هجرت الإذاعة و المسرح و الإخراج لتكتفي بالنقد الأدبي بعيدا عن صخب
الإعلام؟؟

- من خلال تجربتك الإعلامية سواء في التمثيل أو إعداد البرامج و تقديمها..هل
تكفي الجرأة لصنع نجم؟؟ و هل يكفي أن يكون الميع حسن الصوت فقط؟؟ و هل تؤمن بالرأي
الذاهب إلى أن الإذاعة هي محك الإبداع أكثر من التليفزيون؟؟


و عودا على النقد، فقد كان القدماء يمارسون النقد معتمدين على الذائقة و البصيرة
و معرفتهم في علوم اللغة و فنون البلاغة و أسرار الكلام، فقد قرأنا الكثير من القصص
النقدية المسلية و التي لم تكن بالمعنى الحرفي للنقد و لكنها كانت بدايات، ابتداء من العصر الجاهلي و ما كان يمارسه النابغة الذبياني تحت قبته في سوق عكاظ و مرورا بالعصر الأموي و سرعة بديهة الخلفاء أمثال
الخليفة الناقد عبد الملك بن مروان عندما جاءه جرير مادحا بمطلع قصيدته:
(أتصحو؟ أم فؤادك غير صاحِ// عشية هم صحبك بالرواحِ)
و كذلك ما قرأناه في الحوار بين نصيب و الكميت عندما أنشد:
وقد رأينا بها حوراً منعمة ****** بيضاً تكامل فيها الدل والشنب
فثنى نصيب خنصره، فقال الكيمت له: ما تصنع؟ قال: أحصى خطأك، تباعدت في قولك (تكامل فيها الدل والشنب) أين الدل من الشنب؟؟
هلا قلت كما قال ذو الرمة:
لمياء في شفتيها حوة لعس ****** وفي اللثات وفي أنيابها شنب

و كذك ما كان يمارسه المبرد من المفاضلة بين شعر جرير و الفرزدق..و لا ننسى الأصمعي الفذ البارز الذي لا يشق له غبار
- هل تعتقد أن هذه البصيرة النقدية النافذة المعتمدة على الثراء اللغوي و الحصيلة المعرفية و المعجمية
حاضرة في نقاد اليوم؟؟ أم أن دخول النقد الأدبي من الآداب الغربية بشكله الحالي المدرسي المصطلحي
قد تربع على عرش النقد؟؟و هل يؤخذ برأي الناقد حاليا باعتماده فقط على البصيرة و المعرفة اللغوية و التذوق دون معرفته بالمصطلحات النقدية الحديثة ؟ و المدارس النقدية؟؟

أيتها الرائعة سودة

شكرا لك فكلامك بلسم والله شهيد
الكنية انت من يختارها رغم أن الجميع ينادوننى ( ابا صقر) ولك الخيار

بالنسبة للسؤال الاول
انا لاأزال بالمسرح (( فهو استاذ الشعوب)) ربما بسبب الظروف الصحية لاأستطيع المجاراة للشباب فيه لكننى أقدم ملاحظات هنا وندوة هنا ومحاضرات وأقوم بتدريب الممثلين أيضا
يعنى لم أتركه
اما بالنسبة للاذاعه بالفعل تركتها الجهد المضنى ياسيدتى وراء الاعداد يستنزف الوقت
صدقينى المشاغل الكثيرة هى ما يمنعنى أعباء الأسرة والعمل الوظيفى والتزاماتى كلها كانت عائقا فى سبيل الاستمرار مع الاذاعه رغم أننى لازلت أتردد عليها بين الفينة والاخرى

و يا سيدتى
إن تظافر أشياء كثيرة تصنع نجما ولاشك
موهبة وسعة معرفه مع إمكانية أن تأخذ بإنتباه المستمع كل هذه مقومات نجاح فى العمل الاذاعى
وحقية أن أمر الاذاعه هو محك صعب بل هو أصعب من المرئية
ذلك لأنك فى الاذاعه لابد أن تجمع كل حواس المستمع إليك فهو يجنح معك فى الخيال ويراك ويستمع إليك ويتذوق كلامك ويلمس مواضيعك كل هذا من خلال مكبرا للصوت لابد من وجود موهبة لتأخذ بعقل مستمعك وتحوز على رضاه
أما فى التلفزيون الامر يختلف هنالك رتوش وديكورات وأشياء كثيرة قد تصنع حلقة هنا يكون العمل الاذاعى أصعب (( ألا توافقيينى على هذا ))

وعودا على النقد

القدماء قاموا بالنقد من خلال بيان اللغة وبديعها لكنهم أيضا جددوا وأجادوا
لأنهم لم يتوقفوا عند حد معين ..وكذا الشعراء
وللنظر الى أبي تمام مثالا ...
لوقدر لهذا الرجل لقبا لكنا أطلقنا عليه رائد للتجديد فى الشعر
للنظر الى قولته المشهورة فى الرد على من هاجمه
قالو/ ياأباتمام لما لاتقول من الشعر مايفهم
فقال/ وأنتم لما لاتفهمون من الشعر مايقال
وابن جنى الرائد فى النقد
لن ننسى قولته المشهورة
لقد ملت الأسماع لخولة أطلال ببرقة ثمهد
ومجت الأطباع يادار مية فى العليا
فيامعشر الشعراء ألا من مجدد؟؟
كل ذلك والشعر يتحرك فيما يتعلق النقاد بالبصيره
البصيرة ياسيدتى لم تكن تكفى وحدها ..ذلك الأمر أدى بالشعر عظيمه وجزيله أن تحدث قطيعته الان لم يتطور بل ضل معلقا بنقد البصيرة الفذة
كان الامثل هنا من تطور النقد وأدواته حتى يرتقى الشعر
لاحظى أن الشعر كان شعر بلاط أو شعر قبيله لم يدخل إلى تفاصيل الحياة اليومية
من هنا صارت القطيعة
هذا الموضوع طويل ولى فيه دراسة نقدية بعنوان (دفاعا عن الشعر) سأحاول أن أضعها هنا فى المنابر لتكون بداية لحوار سيما وأنا المطر يحف بالشعراء الافذاذ الرائعين

بالنسب للتأثر والتأثير
هى معادلة إنسانية ياسيدتى
لقد تأثر الأقدمون من نقادنا بأ رسطو وأفلاطون
وفيما بعد تأثر دانتى بالمعرى فى الكوميديا
كل ذلك والزمن يتعاقب لاضير من قراءة مايكتبون ولاضير من الاستفادة منه
لكن تبقى الببغاوية والكاسيت امرا مرفوضا تماما
تعم لدينا نقاد يعمدون إلى حشو المصطلح كأنما كتب لهم فقط
والقارىء قد يقع فى الأحبوله ولايجد مايفيده
هذا نقد مرفوض ليس لأنه كلاسيكى ولكنه لا يؤدى الى شىء سوى خواء

شكرا لكل حرف كتبته ياسيدتى
انحنى احتراما لالتقاطاتك
ولكل الماطرين هذه مدونتى الشخصية بعنوان براح الافكار ادعوكم لزيارتها ويسعدنى التواصل معكم

شكرا لهكذا مرسى
توقيع :  سعد الحمري
سعد الحمري غير متواجد حالياً